عامان على التدخل الروسي في سوريا.. الأسد باق والمدنيون يذبحون في صمت

بادرت روسيا منذ بداية الثورة السورية في 2011 إلى مساندة نظام بشار الأسد سياسيا من خلال التصريحات الرنانة التي تتحدث عن ضرورة رأب الصدع والجلوس إلى طاولة الحوار ، مساوية بذلك بين القاتل والضحية.

 

وفي 30 سبتمبر 2015، رأى النظام الروسي ضرورة للتدخل العسكري في سوريا، لإنقاذ الأسد من سقوط مؤكد، وكانت الخطوة الروسية نقطة تحول في ميزان القوى على الأرض في سوريا.

 

فبعد عامين على التدخل الروسي في سوريا، أسفرت آلة الحرب الروسية الغاشمةعن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتشريد وتهجير الملايين خارج سوريا.

 

ضحايا القصف الروسي في سوريا

 

آلاف الضحايا

 

أرقام مفجعة أعلنتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، في ذكرى مرور عامين على التدخل الروسي في سوريا لصالح النظام، جراء المجازر التي ارتكبتها موسكو، والتي أدت لمقتل 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و886 سيدة.

وقالت الشبكة إن القوات الروسية نفذَّت منذ تدخلها مئات الهجمات غير المبررة، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة، تركَّزت في معظمها على مناطق تخضع لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة بنسبة تقارب 85%".

 

ضحايا القصف في منطقة إدلب

 

وأضافت أن العدد الأقل من الهجمات كان من نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بنسبة تقارب 15%، وحتى في مناطق سيطرة داعش، فقد تم تسجيل عشرات الحوادث لقصف مواقع مدنية، ما خلَّف وقوع مجازر بحق سكان تلك المناطق.

الشبكة وثقت في تقريرها حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في عامين، حيث إنها إضافة إلى سقوط القتلى، ارتكبت 251 مجزرة، وسجل ما لايقل عن 707 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية.

وأضافت أن القوات الروسية استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة، معظمها في محافظة إدلب، في حين أنها استخدمت الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرات، معظمها في محافظة حلب".

 

مدرعات روسيا في حلب

 

وقدَّم التقرير إحصائية عن قيام القوات الروسية "بقتل 47 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات، إضافة إلى 24 شخصاً من كوادر الدفاع المدني، و16 من الكوادر الإعلامية".

 

وذكر التقرير أيضا أن الهجمات الروسيىة تسببت في تعرض ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص للنزوح هرباً من عمليات القصف والتدمير.
 

مكاسب روسيا من التدخل العسكري 

 

حققت موسكو بعد عامين من التدخل العسكري في سوريا مكاسب عدة على الصعيد السياسي والعسكري في المنطقة، فقد أبقت رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، كما رسّخت وجودها العسكري الروسي في سوريا على الأقل على مدى الـ ٤٩ عاماً المقبلة، بعد تحديد فترة بقاء القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس بـ49 عاماً قابلة للتمديد.

 

بوتين يستقبل الأسد في موسكو

 

وبذلك، حدّ بوتين من قدرة أمريكا على المناورة العسكرية في المنطقة، وضمن نفوذ روسيا في أحد أكثر البلدان أهمية من الناحية الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

 

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، عززت موسكو صادرات الأسلحة الروسية باستخدام سوريا كساحة تجارب للأسلحة الروسية.

 

قتلى روسيا 

 

على جانب آخر، كشفت وكالة "رويترز" للأنباء، أنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 40 جندياً و"مرتزقاً" روسياً خلال مشاركتهم القتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا، منذ بداية 2017، ما يعادل أربعة أضعاف ما اعترفت به وزارة الدفاع الروسية حتى الآن.

 

ضحايا من الجنود الروس

 

هذا الأمر أثار غضب الدوائر الرسمية في موسكو، في حين حاولت وزارة الدفاع الروسية أن تتبرأ من المواطنين الروس الذين يقاتلون على الأراضي السورية على أنهم مجرد "متطوعين".

وأكدت رويترز في تقرير لها أن عدد القتلى الروس في سوريا خلال السبعة أشهر الأخيرة تجاوز ما خسرته روسيا خلال 15 شهر، منذ بداية تدخلها العسكري المباشر في سوريا، نهاية شهر سبتمبر 2015، والذي بلغ 36 جندياً ومتعاقدا فقط، بحسب تقديراتها.

 

تعمد إخفاء الحقائق


وأوضحت الوكالة أن الأربعين قتيلاً روسياً، بينهم 17 جندياً من القوات الروسية النظامية و21 "متعاقداً"، وثقت مقتلهم في سوريا، من خلال مقاطعة معلوماتها من شخصين أو أكثر، من بينهم مسؤولون محليون وأقارب وأصدقاء القتلى.

 


وحول سبب الاختلاف بين الأرقام التي وثقتها والأرقام التي تعلن عنها الدفاع الروسية، قالت الوكالة، إن ذلك يعود لتعمد الأخيرة إخفاء الأرقام الحقيقية، وإقناع ذوي القتلى بالتكتم على مقتل أبنائهم وأقاربهم، خاصة مع تعمق التدخل الروسي في سوريا، الذي سبب مزيدا من القتلى.

 

موسكو ترد


تقرير وكالة رويترز أثار غضبا رسميا في موسكو، حيث نقلت وسائل إعلام روسية عن "إيغور كوناشينكوف" المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية نفيه التقرير عن ارتفاع الخسائر في الحملة العسكرية الروسية بسوريا ووصفه بأنه "كذبة من الألف إلى الياء".

القوات الروسية في سوريا


ورأى "كوناشينكوف" أنها "ليست هذه المرة الأولى التي تحاول رويترز من خلالها، وبأي وسيلة، تشويه العملية الروسية التي تهدف إلى تدمير الدولة الإسلامية وإعادة السلام إلى سوريا" بحسب زعمه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى