اخبار السياسه «ترك الزمالك ليعيش في كوخ صغير».. عبلة الكحلاوي ورثت الزهد عن والدها

«من شابه أباه فما ظلم».. جملة تقال دائمًا على الأبناء الذين يسيرون على درب آبائهم، وتنطبق كليًا على الدكتورة عبلة الكحلاوي ووالدها محمد الكحلاوي، الذي ورثت منه صفات حسنة وزهد عن أمتعة الحياة وحب خالص للنبي، حتى موتها كان هادئًا مثله، حيث رحل بالأمس إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، عن عمر ناهز 72 عاما، وبعد 39 عاما من وفاته. 

وفاة عبلة الكحلاوي، أعادت للأذهان والدها الفنان محمد الكحلاوي، الذي أثرى الفن بأغانٍ وابتهالات ظلت خالدة في أذهان محبيه، على الرغم من مرور عقود من الزمن على وفاته، لتكمل ابنته مسيرة الخير من بعده، قبل أن ترحل عن عالمنا وتترك وجعًا وحزنًا في قلوب محبيها.

محمد الكحلاوي: بدأ حياته بالغناء البدوي وأنهاها في كوخ فوق مسجد 

الغناء البدوي كان غاية «الكحلاوي»، فكوّن في بداية حياته ثلاثية جميلة مع بيرم التونسي بالكتابة، كما خاض في مجال السينما وكون ثاني شركة إنتاج في الوطن العربي «أفلام القبيلة»، لصناعة سينما بدوية، وتخصصت في الأفلام العربية البدوية مثل «أحكام العرب، ويوم في العالي، وأسير العيون».

سخَّر والد الدكتورة عبلة الفن ليكون طريق دعوة ونشر للفضائل، وذكر دائم للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث لحن أكثر من 600 لحن ديني، من مجمل إنتاجه الذي قارب 1200 لحن، وأشهرها «لجل النبي».

وعلى مدار 40 عاما لم ينقطع الكحلاوي عن الحج، بل حج في الـ40 عاما 40 مرة، وذلك حبًا في النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت، وتمسكًا بتعاليم الدين الإسلامي الذي زرعه في صغيرته، حتى شبت وأضحت إحدى أشهر الدعاة من النساء في الوطن العربي. 

زُهد محمد الكحلاوي كان واضحًا للجميع، تلك العادة التي ورثتها منه «عبلة»، وهو ما يتجلى في هجره لعمارته الفخمة التي تطل على نهر النيل في حي الزمالك الراقي، من أجل أن يبني مسجدا يحمل اسم محمد الكحلاوي وسط مكان متواضع وهو مدافن الإمام الشافعي.

وأعلى المسجد خصص لنفسه مكانا صغيرا أشبه بـ«كوخ»، خصصه لنفسه للعبادة والصلاة وذكر النبي وسكنها حتى وفاته، وكذلك بنى مدفنه فيه، إلى أن توفي في 5 أكتوبر عام 1982، ولحقت به ابنته بعد 39 عاما.