موجز نيوز

اخبار السياسه عقب اتفاقات الهدنة.. متشددون سوريون يتجمعون في "إدلب"

استقبل الرجال استقبال الأبطال وهم يترجلون من الحافلات الخضر في محافظ إدلب السورية، وبنادقهم معلقة على أكتافهم، بعد أن أجبروا على مغادرة المدن والبلدات المحاصرة في جزء من اتفاقات هدنة محلية مع الحكومة السورية في دمشق.

وبعد أكثر من عامين على اتباع الرئيس السوري بشار الأسد سياسة الهدنات المحلية، رحل الآلاف من المتمردين وأنصار المعارضة إلى المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا، منفى قسري، يعتبره كثيرون محاولة مدروسة لجمع المقاتلين بعيدا من العاصمة، في مكان يمكن أن يتم القضاء عليهم فيه.

وتضم المحافظة، التي تعد معقلا لجبهة فتح الشام، آلاف المقاتلين الإسلاميين، مع درجات متفاوتة من الفكر المتطرف، الذين انضموا إلى عائلاتهم من حمص وضواحي دمشق بعد استسلامهم للقوات الحكومية.

وقال إبراهيم حميدي، الصحفي الذي يغطي الشؤون السورية في صحيفة الحياة اللندنية "الحكومة تريد تهيئة الناس، من الناحية النفسية، لفكرة ان إدلب هي قندهار سوريا"، مشيرا إلى أن قندهار الأفغانية مقر حكومة طالبان من 1996 - 2001.

وأضاف أن وجود هذا العدد الكبير من المقاتلين الإسلاميين يجعل الأمر أكثر يسرا على الحكومة وحلفائها لتبرير شن هجوم كبير على المحافظة في وقت لاحق.

وإدلب هي واحدة من المناطق القليلة في سوريا حيث لا وجود لتنظيم "داعش" ولا القوات الحكومية فيها، سوى في قريتين شيعيتين خاضعتين للقوات الحكومية.

وتقع المحافظة على الحدود مع تركيا، الدولة الراعية للمتمردين السوريين الرئيسيين، ومحافظة اللاذقية، معقل الحكومة، وخسر الأسد محافظة إدلب في صيف 2015، وهو ما دفع روسيا إلى التدخل لدعم قواته.

ويخشى مقاتلو المعارضة من أن الطائرات الحكومية والروسية ستقوم في نهاية المطاف بقصف مكثف لإدلب بحجة أنها معقل جبهة فتح الشام، والتي يتواجد فيها قادة الجبهة وغيرها من الجماعات المتطرفة.

ويقول مالك الرفاعي، أحد نشطاء المعارضة الذي انتقل مؤخرا إلى إدلب، قادمًا من داريا، إنه يعيش الآن حياة "خمس نجوم" مقارنة بما كان عليه الوضع في ضاحية دمشق المحاصرة، حيث يستطيع السكان بالكاد إطعام أنفسهم.

ويعني الوصول إلى الحدود التركية، أن كل شيء تقريبا متاح في إدلب، ليس الغذاء فحسب، بل أيضا الأسلحة وإمدادات أخرى، مضيفًا أنه يعيش في شقة مع أصدقاء له ويقتات على بعض المدخرات، بينما يعيش أشخاص آخرون في خيام، والبعض يقطن مساكن خرسانية كاملة بها بعض الأثاث.

وقال إن السكان يسعون للحصول على أموال من خلال العمل لصالح منظمات إغاثية، كسائقي سيارات أو حافلات صغيرة، والبعض ينضمون لجماعات المعارضة التي تدفع لهم رواتب أو تساعدهم على فتح مشروعات صغيرة.

ورغم أن هدفهم الأساسي مؤخرًا هو مدينة حلب المقسمة، فلا يكاد يمر يوم دون أن تقصف الطائرات الحربية السورية أو الروسية مناطق في إدلب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

أخبار متعلقة :