اخبار السياسه «الذوق مخرجش من مصر».. قصة وفاة فتوة القاهرة عند باب «الفتوح»

قال سامح الزهّار الباحث في مجال الآثار الإسلامية والذي صدر له مؤخرا كتاب «خماسية القاهرة عن قصص المحروسة في ألف عام»، إن القاهرة تراث عمراني شامل ممتد، فهناك آثار مادية موجودة في المتاحف والعمارة القديمة مثل الدرب الأحمر والقلعة وشارع المعز، بالإضافة إلى التراث اللامادي مثل الحكايات والأمثال الشعبية وغيرها.

وأضاف الزهّار، خلال حواره ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي وبسنت الحسيني: «الأمثال الشعبية منها ما هوم مرتبط بالقاهرة التاريخية، وبينها الذوق مخرجش من مصر، وترجع لشخصية كانت تعيش في أغلب ظن المؤرخين بنهايات العصر المملوكي قُبيل دخول العثمانيين مصر».

قصة حسن الذوق

وتابع: «حسن الذوق كان كبير المنطقة والحارة والفتوة حيث كان يدافع عن الحقوق، فقد كان الشخصية الطبيعية التي جرى تجسيدها في أعمال فنية وأدبية مثل رواية الحرافيش لنجيب محفوظ»، مشيرًا إلى أن قصة حسن الذوق ترد في إطار الحكي الشعبي، حيث كان يسيطر على المشاجرات ويحاول فض النزاعات قبل الوصول إلى أقسام الشرطة.

وأردف: «في إحدى المرات، حدثت مشاجرة كبيرة في منطقة الجمالية ولم يستطع السيطرة عليها، ولم يسمع الناس كلامه، فتأثر تأثرا بالغا وارتحل خارج القاهرة، وقرر أن يخرج من باب الفتوح وسقط مغشيا عليه وتوفي، فتم إنشاء ضريح له وجرى دفنه، لهذا قيل إن الذوق لم يخرج من مصر».

طبائع المصريين لم تتغير رغم اختلاف الأزمنة

وأكد، ان طبائع المصريين لم تتغير كثيرًا، فهي طباع جيدة تحافظ على النسيج الاجتماعي، ففي الفتح العربي الإسلامي رحّب أهل مصر بالفاتحين الجدد الذي خلصوهم من الاحتلال الذي كان قائما، مشددًا على أن الوجود في مصر لم يكن احتلالا، وانتشرت اللغة العربية والدين الإسلامي في مصر، واحتفظ من يرغب بدينه وتراثه، حيث رسّخت الحضارة الإسلامية قبول الآخر.