اخبار السياسه «محمد» يدعم فلسطين بـ«لوحة فنية من الحصير».. فكرة مبتكرة ومبهرة

يضع محمد السيد، 54 سنة، من محافظة البحيرة، نصب عينيه التميز من خلال التفكير خارج الصندوق كى يظل محتفظاً بالشعبية التى حصل عليها بعدما قام بكتابة القرآن الكريم على لوحات فنية منتَجة من الحصير منذ عدة سنوات، ولكن هذه الخطوة التى تُعد جيدة بشكل كبير ليست هى كل طموح الرجل الخمسينى، فقرر أن يشارك فى معرض هذا العام بشىء يختلف عن الأعوام السابقة التى كان يحرص خلالها على الذهاب إلى المعارض.

مع بداية تصاعد الأحداث الفلسطينية الأخيرة، بدأ «محمد» فى التواصل مع صديق له كانت له لوحة تحمل اسم فلسطين، لكنها على لوح من الورق، وقرر أن يحول هذه اللوحة المرسومة على الورق إلى «بورتريه» فنى من الحصير لتعريف المواطنين بدولة فلسطين من خلال كتابة اسمها بالخط الكوفى، وعن هذه المحاولة قال: «كلمته وادانى اللوحة وقال لى ارسم براحتك، ووقتها فضلت أكتر من 10 أيام لأنى بعد ما بكون وصلت فى اللوحة لنصها بأبدأ أفكّ الشغل تانى لأنى طول الوقت ببقى عايز الشغل حلو».

لم يعرف «محمد» سوى مهنة الحصير التى ورثها عن جده حتى بعدما سافر إلى إحدى الدول العربية ليعود بعد سفر لم يدم طويلاً بشغف كبير لمهنة الحصير ولكن بفكر جديد، حيث قرر الرجل الاعتماد على تقديم هذه المنتجات بطريقة فنية مبتكرة ومبهرة، وأضاف: «الحصير منتج مصرى معروف من أيام الفراعنة ومفيش أسرة فى مصر ماستخدمتش الحصير، وهو لسه موجود فى الريف لحد النهارده».

الحصير لم يعد يُستخدم للجلوس كما كان سابقاً، وهنا قرر الرجل بعد عمل دام لأكثر من 50 عاماً فى هذه المهنة أن يطورها من خلال تغيير شكلها مع الاحتفاظ بملامحها التقليدية القديمة، وتابع: «فكرتى كانت تحويل الحصير من قطع بتتفرش على الأرض إلى لوحات فنية يتم تعليقها على الحوائط بهدف الزينة».

مراحل صناعة الحصير، وفقاً لما قاله «محمد»، هى عمل الخيط أولاً، ويكون من القطن المصرى، بعدما كان يُصنع من الكتان المصرى طويل التيلة الذى اختفى الآن، لذا لم يجد الرجل أمامه سوى التفكير فى منتج جديد يمكن استخراج الخيوط منه، وواصل: «فكرة المعرض حلوة، وبتعكس اهتمام الدولة بالحرَف اليدوية ونفسى يستمر».