اخبار السياسه محمد خان.. عشق مصر وترجم حبه بلغة سينمائية

منذ خمس سنوات وفي مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 2016 تفاجأ كل عشاق السينما سواء من العاملين بالمجال أو الجمهور، بخبر رحيل المخرج محمد خان عن الحياة، والذي مثل صدمة لكل محبي رجل وهب حياته في عشق مصر والسينما.

لم يكن «خان» مخرجًا اعتياديًا، فدومًا ما كانت أفلامه السينمائية معبرة عن مصر التي عشقها بكل تفاصيلها، ظلت أفلامه توثيقًا لشوارع وحواري مصر ومعبرة عن كل طوائف المصريين بأحلامهم وأفكارهم وكيف يرون الحياة، فدومًا ما تميزت أفلامه السينمائية بالواقعية الشديدة.

عشق «خان» المولود بالقاهرة لوالد باكستاني، السينما منذ طفولته، حيث كان بجوار منزله دار عرض سينمائي مكشوفة وكانت نافذة شرفته المطلة على السينما هي نافذته على عالم السينما السحري منذ سنوات طفولته الأولى.

مع منتصف الخمسينات سافر «خان» إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية ليلتقي هناك بشاب يحمل الجنسية السويسرية ويدرس السينما، فيوقظ داخل محمد خان عشقه القديم للسينما ويكون قراره بترك الهندسة ودراسة السينما ليلتحق بالفعل بمعهد السينما في لندن.

ظل محمد خان 7 سنوات في لندن مما أتاح له الفرصة للتعرف على السينما العالمية بكافة تياراتها، ليعود إلى مصر في عام 1963 ويلتحق للعمل بـ«الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي» بقسم السيناريو تحت إدارة المخرج صلاح ابو سيف.

لم يستمر بالعمل كثيرًا وسرعان ما سافر إلى لبنان ليعمل كمساعد مخرج مع عدد من المخرجين السينمائيين، وفي عام 1978 يقدم أول أفلامه كمخرج في السينما المصرية بفيلم «ضربة شمس» عام 1980 وتتوالى أفلامه بعد ذلك.

لم يتوقف عشق محمد خان للسينما عند حدود الإخرج فقط، إلا أنه ألف ما يتجاوز الـ15 فيلمًا سينمائيًا والذين جاءوا من إخراجه باستثناء فيلم «سواق الأتوبيس» والذي أخرجه عاطف الطيب، كما أنه أنتج عددا من الأفلام السينمائية والتي جاء من أبرزها «الحريف، فارس المدينة وفتاة المصنع».

كما كان من العلامات البارزة في تاريخ محمد خان السينمائي، تعاونه مع الفنان الراحل أحمد زكي والذي كانت تجمعه به علاقة صداقة في عدد من الأفلام السينمائية وصلت إلى 6 أفلام، بدأها عام 1981 بـ «موعد على العشاء» وكان آخرها فيلم «أيام السادات» عام 2001.

ظل محمد خان طوال رحلته السينمائية الممتدة لخمسين عامًا منذ ستينيات القرن الماضي، علامة استثنائية في تاريخ السينما المصرية والعربية قبل أن يرحل عن عالمنا في 26 يوليو عام 2016، وكانت آخر افلامه السينمائية «قبل زحمة الصيف»، والذي عُرض عام 2015 قبل رحيله بعام واحد.