اخبار السياسه هنا نزل جبريل وتعارف آدم وحواء.. جبل عرفة رحمة وبركات ودعاء مستجاب

على قمة ترتفع عن مستوى سطح البحر نحو 300 متر، يقف شاهدا طوله 7 مترات، تشخص إليه عيون مئات الآلاف من الحجاج المتسربلين ببياض نواياهم وقلوبهم، قبل ملابسهم التي لم تنتهك حرمتها ماكينات الخياطة، ومع هذه العيون تتعلق قلوب نحو ملياري مسلم حول العالم، مشتاقة إلى زيارة هذا المكان المقدس.. إنه جبل عرفة، أو جبل عرفات، فما هو تاريخ هذا الجبل الذي سُمي على اسمه مشعر من مشاعر الحج؟

المشعر الوحيد خارج الحرم

يقول الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب، باحث شرعي وأمين فتوى بدار الإفتاء، إن يوم عرفة هو أتمّ الله فيه نعمته على عباده، وأكمل لهم دينهم فيه، ويوم من أيام الأشهر الحرم، ويقف الحجاج عليه بعض صلاة الظهر في التاسع من ذي الحجة، وهو يعتبر المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.

يوم مستجاب الدعاء

وأضاف «خطاب»، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه في هذا اليوم يوم تتنزل الرحمات، وتعتق الرقاب، وهو من خير الأيام التي يستحب فيها عمل الخير، وصيام ذلك اليوم يكفّر سنة ماضية وأخرى آتية، مستشهدًا بقول الرسول عندما سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة القابلة».

نزل عليه آدم وحواء

ولفت أمين فتوى بدار الإفتاء، إلى أن العلماء اختلفوا في سبب تسمية الجبل بهذا الاسم، وهناك عدة آراء في هذا الأمر، أولها أن آدم وحواء حينما أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض، أنزلهما في مكانين مختلفين، فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذي التقيا فيه، وتعارفا على بعضهما فيه.

جبريل يطوف فيه مع النبي إبراهيم

وأوضح أن هناك رأيًا آخر يقول إن جبريل كان يطوف إبراهيم عليه السلام ويعلمه المناسك والمشاهد، وكان يطوف به في الجبل، ويردد له قوله «أعرفتَ، أعرفتَ»، وكان يرد عليه بقوله «عرفتُ، عرفتُ»، كما قيل أيضا إن هذا المكان كان مخصصًا لتعارف الناس، وهناك من يرى أنه كان مخصصًا لاعتراف الناس بذنوبهم إلى الله، لكي يعفو عنهم، وبعضهم يشير إلى أن اسمه منسوب لكلمة «العَرف»، وهي تعني الرائحة الذكية، كما أنه يقع في وادٍ مقدس.

مسجد يتسع لـ300 ألف مصلٍ

ويقع في مقابل جبل عرفة، مسجد «نمرة»، وهو جبل حل به الرسول، وخطب به خطبة الوداع، وفي القرن الثاني الهجري، عندما كان العباسيون يسيطرون على الحكم، بنوا مسجدًا أُطلق عليه مسجد «نمرة»، في الموضع الذي ألقى فيه الرسول خطبته الشهيرة في حجة الوداع، وما زال هذا المسجد باقيًا إلى الآن، وشهد تطورات وتوسعات هائلة، وأصبح يتسع لـ300 ألف مصلٍ على مساحة قدرها 124 ألف متر مربع، وهو مكون من طابقين بهما كافة المرافق الصحية، ونظام تبريد مركزي.