اخبار السياسه «رخص التسعيرة للغلابة».. اعترافات مقتل جزار على يد آخر بالزيتون

يرتبط عيد الأضحى عند المصريين بـ«اللحمة»، وتعد من أهم المظاهر التي يحرص المواطنون على شرائها، فلا تخلو الثلاجات في البيوت من اللحوم، وتزامنًا مع اقتراب احتفال المسلمين بعيد الأضحى، تكثر الزبائن أمام المجازر، ويتنافس البائعون على بيع اللحوم بأسعار منخفضة، حتى لا يتعرض للخسارة في ظل حالة الركود التي تشهدها سوق الأضاحي في مصر، وهذا مايرغب فيه المواطن خلال الظروف الاقتصادية الراهنة.

«تسعيرة الحمة» لم يتخيل أحد أن تتسبب تلك الورقة في حدوث جريمة بشعة ومأساوية، ضحيتها ليست الخراف، وشهدت منطقة الزيتون خلال الساعات القليلة الماضية جريمة مروعة وهي مقتل جزار على يد آخر بسبب تسعيرة اللحوم بالزيتون، لتكشف التحقيقات التفاصيل الكاملة للواقعة. 

وحصلت «الوطن» على نص تحقيقات النيابة العامة، بعدما تمكنت أجهزة الشرطة من القبض عليه، وتوجيه إليه تهمة القتل العمد والشروع في قتل شقيق المجني عليه خلال مشاجرة جمعتهم في الزيتون بسبب التسعيرة.

قال المتهم في نص التحقيقات: «اللي رخص اللحمة قتلناه عشان خسرنا كتير، كان بيبيع بـ 90 جنيه بس كان بيخدع الزبون بيحط أغلبها دهون، بس في الآخر وقف حالنا وخسرنا، ولما روحت أقوله بلاش اللي بتعمله شتمني فقتلته». 

وأحيل المتهم للنيابة وسرد تفاصيل جريمته واعترف بها، وقررت حبسه بتهمة القتل العمد، فيما جدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا بذات الاتهام، ومن المقرر أن يصل التقرير النهائي من مصلحة الطب الشرعي، حول أسباب وفاة المجني عليه.

اللحمة بـ 90 جنيه

تعود تفاصيل الواقعة، لقيام أحد الجزارين بمنطقة الزيتون بتعليق لافتة من القماش مكتوب عليها « اللحمة البلدي بـ90 جنيه»، وتشغيل صوت المكبرات بأنه يحطم الأسعار ويكسر الاستغلال، من أجل جمع عشرات الزبائن يوميًا،  الأمر الذي أغضب أحد البائعين الآخرين فطالبوه بالتوقف عن محاربتهم في أرزاقهم، لأنه يتسبب في خسارتهم بعد أن تركهم الزبائن، وعند الذهاب إليه وخلال التدافع بالأيدي أمسك المتهم سكينًا وغرسه في صدر المجني عليه فسقط على الأرض جثة هامدة. 

مقتل الجزار في الشارع

وتلقى قسم شرطة الزيتون بلاغًا من المارة بمقتل جزار في مشاجرة مع زميله، انتقلت قوة أمنية إلى مسرح الجريمة، وألقى القبض على المتهم وجرى اقتياده إلى قسم شرطة الزيتون، وبمواجهته اعترف بجريمته بقوله: «مكنتش عايز أقتله روحت أقول له حرام خلينا ناكل عيش جنبك، فشتمني فضربته بالسكين مات فيها».

رواية المتهم

وشرح المتهم تفاصيل الجريمة أمام المباحث بعد القبض عليه بقوله إن المجني عليه استولى على الزبائن كلها بسبب البيع بتسعيرة قليلة جدًا وهي 90 جنيه لكيلو اللحمة البلدي، بسبب أنه يذبح رؤس ماشية كبيرة لكن الزبون لا يعرف ذلك ويبحث أولًا عن السعر الأرخص، وأنهم تعرضوا لخسائر، وفي حالة نزولهم بالتسعيرة مثلما فعل جارهم، وعندما عاتبه حدثت بينهما مشاجرة مات خلالها.

وقررت النيابة العامة حبس المتهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد وجدد قاضي المعارضات حبسه بذات الاتهام، وتحفظت النيابة على السكين المستخدم في الجريمة وأرسل إلى الأدلة الجنائية لفحصه وإعداد تقريرًا بنتائجه وموافاة النيابة به.