اخبار السياسه «غالية»: «الأحلام بتتحقق والدنيا ضحكت ليا بعد سنين الشقا»

سنوات عديدة مرت على حياة غالية كمال، من محافظة سوهاج، وهى تشعر أنها بعيدة هى وطفلها الوحيد «من ذوى الاحتياجات الخاصة» عن اهتمامات الدولة، لأنها لا تشعر بما تعانيه وهى التى قضت أكثر من 10 سنوات على هذا الحال، تترك المنزل عند الصباح كى تحصل على قوت يومها، بعد أن تذهب للجيران وتترك الطفل لديهم لتذهب فى رحلة عمل يومية تبيع «الخضراوات» لتعود آخر اليوم بجنيهات قليلة ولكنها كثيرة لمن ذاق مرارة الجوع وأحس بضيق الحال.

طوال هذه الأعوام لم تكن تتوقع «غالية» أنه سيأتى اليوم الذى ستتغير الأحوال فيه، وسيكون من حقها أن تنعم بحياة كريمة بعيدة عن المشاهد التى تراها يومياً عندما تعود إلى المنزل آخر اليوم لترى الحشرات والعقارب وربما الثعابين تلهو فى غرف المنزل البالى.

مشاهد عديدة لم تنسها «غالية» خلال السنوات التى سبقت هذا العام الذى شهد انفراجة فى حياتها عندما جاء إليها مندوب تابع لمبادرة «حياة كريمة»، وأخبرها أن منزلها وقع عليه الاختيار ليكون ضمن عدة بيوت أخرى، وعن شعورها فى هذه اللحظة قالت: «ماكنتش مصدقة نفسى، كنت حاسة إنى بحلم، وماكنتش متوقعة إنه بيتكلم بجد، لأنى أول مرة أشوف موظف داخل عليا، لدرجة إنى كنت نسيت إن ممكن حد يسأل عنى».

ما زالت «غالية» تتذكر الشقوق العديدة التى كانت موجودة فى البيت، والسقف البالى الذى لا يستر ما بداخل البيت المتهالك، وتابعت: «البيت كان بالطوب النى والسقف بوص، وماكانش عندى ميّه ولا نور ولا حتى صرف صحى، لكن دلوقتى كل حاجة بقت موجودة، المياه وصلت فى أيام قليلة، والنور بقى موجود، والسقف بقى خرسانة، كأن الحلم اللى كنت بحلمه طول عمرى خلاص اتحقق».

الآن وبعد أن أصبح الحلم واقعاً، تعيش الأم وطفلها فى سلام، أصبحت قادرة على غلق باب منزلها على طفلها تتركه وتعود لتجده كما هو، دون أن يعكر صفو نومه شىء.

أيقنت «غالية» أن الأحلام يمكنها أن تتحقق بالفعل، وأن ما يظنه البعض بعيداً ربما يكون قريباً منهم، وواصت الحديث قائلة: «لازم كلنا نبقى متأكدين إن ربنا مابيسيبش حد، والحاجة اللى بنشوفها بعيدة، قريبة جداً، لكن ممكن مانبقاش واخدين بالنا منها، أنا بشكر كل اللى فرَّحنا، خصوصاً الريس السيسى، لأنه حاسس بينا وبوجعنا».