اخبار السياسه رحلة عجوز كفيفة من غناء المواويل بالأفراح إلى دار رعاية: «أهلي رموني»

بصوت مميز وكلمات بسيطة، كانت تجذب انتباه كل من يسمعها، بمواويلها القديمة التي أبدعت في غنائها، في العديد من الأفراح والمناسبات المختلفة، لتخلق أجواء من السعادة حولها.

ظلت «زينب» تتنقل بين قرى محافظة الشرقية، تغني المواويل في الأفراح، طيلة سنواتها الماضية، حتى أنهكها التعب وأصابها العمى، مع تقدمها في السن، حتى تجاوزت 75 عاماً، فلم تجد من يعيلها أو يأويها، حيث عبرت عن مأساتها بقولها: «قرايبي رموني، وأهل الخير اللي سألوا عني»، بحسب ما نقل عنها المستشار إيهاب جودة، رئيس مجلس إدارة «دار بسمة لإيواء المشردين بلا مأوى»، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

لم تجد مأوى لها سوى غرفة صغيرة غير آدمية

وأضاف «جودة» قائلاً لـ«الوطن»، إن «زينب» تزوجت إلا أنها لم تنجب، ولم تجد مأوى لها سوى غرفة صغيرة غير آدمية للعيش والحياة كانت تأويها، ولم يسأل عنها أحد إلا أهل الخير، الذين كانوا يزورونها من وقت لآخر، ليقدموا لها الطعام والملبس، بحسب ما أبلغت فريق الدار، مشيراً إلى أنه فور انقاذها من قبل الفريق، تم توقيع الكشف الطبي عليها، للتأكد من خلوها من أي أمراض معدية، وكذلك إجراء التحاليل الطبية اللازمة لها، لافتاً إلى أنه سيتم العمل على تأهيليها نفسياً واجتماعياً من قبل الاخصائيين المتواجدين بالدار. 

ولفت إلى أن الاخصائية الاجتماعية ستبدأ أولى جلساتها معها اليوم الثلاثاء، بهدف تهيئتها وتأهيلها اجتماعياً، مشيراً إلى أنه سيتم عمل جلسات فردية واجتماعية لها، لمعرفة سبب مشكلاتها، مؤكداً أن «الحاجة زينب» رحبت بقدومها إلى «دار بسمة لإيواء المشردين بلا مأوى».

وتابع «جودة» أنه رغم حالتها وكبر سنها، إلا أنها مازالت تغنى بعض المواويل بعد قدومها، لتخلق أجواء من المرح بين نزلاء الدار.

ومن جانبها، أكدت وزارة التضامن الاجتماعي أنه تم التعامل مع أكثر من7 آلاف شخص من الكبار بلا مأوى في وضعية الشارع، خلال الفترة الماضية، مشيرةً إلى أنه يتم الاستجابة لأي بلاغ بصورة عاجلة، بجانب عمل الوحدات المتنقلة لـ«فريق أطفال وكبار بلا مأوى».