اخبار السياسه «الشرق الأوسط»: الحكومة الليبية في اختبار صعب أمام الميليشيات

«الشرق الأوسط»: الحكومة الليبية في اختبار صعب أمام الميليشيات

تعرضت السلطة الانتقالية في ليبيا لاختبار قوي، هو الأول من نوعه منذ توليها مقاليد الحكم، بعدما اقتحمت عناصر من هذه الميليشيات فندقا بالعاصمة الليبية طرابلس، يتخذه المجلس الرئاسي، وذلك في تصعيد كان متوقعا على خلفية تذمر الميليشيات من مواقف علنية، صدرت عن نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وشوهد العشرات من المسلحين وهم يقتحمون في ساعة متأخرة فندق «كورنثيا» بالعاصمة، في أول اختبار حقيقي لمدى هيمنة السلطة الجديدة على الميليشيات المسلحة بالمدينة.

وفي غضون ذلك، طالبت عناصر من «اللواء السادس»، التابع لعملية «بركان الغضب» في مدينة سبها، بإقالة المنقوش على خلفية اجتماعها في مدينة القطرون مع مقرر مجلس النواب صالح قلمة، وشيخ التبو زلاوي صالح، وهددوا بإغلاق مجلس المدينة في حال عدم صدور توضيح من رئيسها.

وبهذا الاقتحام المفاجئ، تكون ميليشيات طرابلس استعادت مجددا ذاكرتها في التمرد على كل الحكومات، التي تعاقبت على السلطة وإدارة العاصمة طرابلس، حيث لم تتورع هذه الميليشيات عن اعتقال كبار المسؤولين، أو اقتحام مقرات الدولة والحكومة لأسباب شتى.

وفي السياق، أعلن مجلس النواب الليبي رفضه القاطع لما ورد في بيان مشترك، صدر عن سفارات ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة لدى ليبيا، باعتباره «تدخلاً غير مقبول في الشأن الداخلي الليبي، وتجاوزاً مرفوضاً من سفراء الدول التي أصدرت البيان، ولا يخدم التوافق الوطني الذي أُنجِز بعد وقت طويل، وتطلب جهداً كبيراً لنصل إلى ما تحقق اليوم»، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وأكد المجلس، في بيان له، ضرورة إنجاز جميع الأطراف للاستحقاقات اللازمة، للوفاء بما تم التوافق عليه بإجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر المقبل، معتبراً أن البيان الخماسي «لا يخدم التوافق الذي تحقق في ليبيا، والذي لاقى ترحيباً ودعماً محلياً ودوليا، ابتداء بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإنهاء الانقسام في مؤسسات الدولة التنفيذية، مرورا بتعيين المناصب السيادية وإنهاء الانقسام بها، وصولاً إلى إجراء الانتخابات في موعدها».

وكان بيان مشترك لسفارات الدول الغربية الخمس قد حث على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها المقرّر، وطالب حكومة الوحدة ومجلس النواب بتسهيل ذلك، عبر الاتفاق على القاعدة الدستورية والأساس القانوني للانتخابات بحلول مطلع الشهر المقبل.

وتنتشر في العاصمة طرابلس العديد من الجماعات المسلحة، التي لطالما سيطرت على الوضع فيها، وأخضعت حكومة الوفاق السابقة لأوامرها ومطالبها، ناهيك عن انتشار عدد كبير من المرتزقة السوريين فيها، والتي تدور بين الحينة والأخرى اشتباكات مسلحة فيما بينها، وبين الفصائل في طرابلس والجماعات المسلحة في مصراتة، ولأسباب عديدة معظمها خلافات بين هذه الفصائل، وصراع على مناطق النفوذ.

والميليشيات المسلحة في غرب ليبيا تعاني نقصاً في الموارد، وأصبح وجودها مقترنا بالوجود التركي والمرتزقة السوريين، الذين تطالب المنقوش بخروجهم من ليبيا، وتغيير السلطة الذي حصل مؤخراً والذي على ما يبدو ليس على وفاق معهم، ومن خلال هجومهم على مقر المجلس الرئاسي يؤكد بأن حكومة الوحدة ليست الحكومة المطلوبة بنظر هذه الميليشيات.

وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد الميليشيات المسلحة في ليبيا، يصل إلى أكثر من 300 مجموعة، بعضها يتبع أشخاص، والبعض الآخر يتبع تيارات إرهابية مثل جماعة الإخوان، وأخرى تتبع مدنا ومناطق، وتتواجد أغلبها بالعاصمة طرابلس، بحسب «سكاي نيوز».

ودعا المجتمع الدولي أكثر من مرة، لتفكيك هذه الميليشيات، معتبرا إياها العنصر الأبرز لتعطيل وإفشال العملية السياسية.

وأصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بيانات عدة تطالب فيها بضرورة تفكيك المليشيات، منوهة إلى خطرها الجسيم على استقرار ليبيا وسلامتها.

وأكد رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أن أول الملفات التي ستلقى اهتمام منه، هو تفكيك الميليشيات، وأنه سيعمل على سرعة انجازها ملفي الميليشيات والمرتزقة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى