اخبار السياسه موقف في حياة الشعراوي.. حب «دقادوس» كاد أن يفقده بصره

شبه جزيرة يحدها غربا النيل وشرقا ترعة الرياح التوفيقي، ملتقيان معا لبناء مدد لترعة المنصورية شمالا، يميزها المساحات الخضراء وأهل الريف البسطاء والبالغ عددها قرابة 800 فدان.. تلك هي مواصفات قرية «دقادوس» التابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والشاهدة على نشأة الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، والتي كان لها تأثير بالغ في شخصيته ونشأته.

إمام الدعاة: أبويا حب يوديني الزقازيق.. عصيت

«وكأن بلدنا شبه جزيرة متمتعة بالبحر رياحا ونيلا.. بلدة فقيرة».. هكذا وصف إمام الدعاء بلدته القريبة إلى قلبه خلال إحدى حلقاته في برنامج «لقاء الإيمان» مع الإعلامي فوزي ناصف، متطرقا خلالها عن تعلقه الشديد بها والتي كاد أن يفقد بصره حتى لا يتركها عند إصرار والده لإلحاقه بالمعهد الديني في مدينة الزقازيق.

و«دقادوس»، كان يطلق عليها قسم ثان ميت غمر حتى ضُمت حديثا للمدينة؛ إذ لا يفصل بينهما سوى شريط قطار السكه الحديد، وعرفت بهذا الاسم بحسب الروايات المتداولة بين أهلها نسبة إلى الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي كان له فيها قصر غير متواجد عنه أي شيء حاليا.

وتلك المدينة الريفية لها تأثير في حياة الشعراوي، حيث الزراعة العامل فيها والده والعاشق إياها، واصفا نفسه في «لقاء الإيمان»: «أنا كنت فلاح.. عندنا الحصان والتبن ومبسوطين وآبائنا يسيبوا لينا حاجات زي أشجار المشمش.. وعايشين مبسوط بده».

تفاصيل الحياة التي أحبها الشعراوي لم يكن ما يخطط والده الفلاح البسيط له؛ إذ كان يريد رؤيته عالما بالأزهر الشريف وعليه قرر التقديم له في المعهد الأزهر وهو بسن الـ14 عاما بمدينة الزقازيق؛ ليتذكر إمام الدعاة: «أبويا حب يوديني الزقازيق.. عصيت أنا عايز أكمل في الغيط».

وعندما علم «الشعراوي» من والده أنه سيعرض للكشف الطبي، فكر في وضع الفلفل الحار بعينيه حتى لا يتم قبوله، مستكملا ضاحكا: «كنت بجيب الشطة وأحطها في عيني وتورم وبعد ساعة تكون كويسة.. وسافرت لقتهم بياخدوا العمي كنت هخسر عيني.. وفي النهاية ربنا حبب ليا العلم».