اخبار السياسه 6 محطات في رحلة «باشا الجيزة» المزيف.. «عاش ضابط ومات نصاب» 

6 محطات في رحلة «باشا الجيزة» المزيف.. «عاش ضابط ومات نصاب» 

كان شابًا في عقده الثالث من العمر، وقت أن قرر احتراف «النصب» وأن يخلق لنفسه هالة يعيش فيها، ولم يعرف حقيقتها حتى أقرب الناس إليه، بعدما انتحل صفة ضابط، ساعده في ذلك احترافه لعمليات النصب التي يقوم بها، فتمكن من «حبك» دوره جيدًا على كل من يعرفه.

«الباشا النصاب» يتزوج

لم يكن النصب وسيلته لجمع الأموال فحسب، وإنما كان أسلوب حياة قرر أن يعيش فيه، بعدما تقدم للزواج بصفته المزيفة التي أقنع أسرة زوجته بها، وتمت الزيجة، واستمرت لعقود من الزمان، ونتج عنها ثلاثة من الأبناء أصبحوا يافعين.

وبين كل هذا، كان هناك وجهين لحياته، وجه الأب الضابط الذي يذهب كل يوم إلى عمله ويعود في المساء ويحتفل تارة بترقية حصل عليها أو زيادة في المرتب نالها، بينما كان هناك الوجه الآخر الحقيقي، وهو وجه النصاب، الذي احترف مهنته إلى حد كبير وجمع منه ثروة طائلة.

إحالة «الباشا النصاب» إلى المعاش

بلغ «الباشا النصاب» من العمر أرذله، وتخطى حاجز الستين عامًا، ليقرر أن يخرج على المعاش من مهنته المزيفة، فيحتفل وعائلته وكل معارفه بهذا الخروج في حفل صغير، قبل أن يخلق لهم وظيفة أخرى قرر أن يمتنها بعدما أخبرهم أنه سيقوم بالتدريس في إحدى الجامعات.

سقوط «الباشا النصاب»

الصدفة لعبت دورها في سقوط «الباشا النصاب» بعد ما يزيد عن 3 عقود قضاها في عمليات نصب مختلفة، بعدما تمكن الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من المتهمين وبحوزتهم أوراق رسمية مزورة ترددوا بها على المصالح الحكومية.

وأثناء التحقيق معهم كانت أقوالهم تشير إلى مزور واحد ساعدهم في الحصول على هذه الأوراق، بعدما اعترف المتهمون بأن من زوّر لهم هذه الأوراق ضابط بالمعاش.. هكذا قال لهم، ولا يعرفون أكثر من ذلك.

فريق بحث من الأموال العامة والأمن العام تم تشكيله، في محاولة للوصول إلى هذا الضابط المجهول، ليتبين من خلال التحريات أنه مسن يقيم في منطقة الهرم، لتتجه قوة من الأمن، بعد تقنين الإجراءات اللازمة إلى القبض عليه.

«الباشا النصاب» يحاول خداع رجال الأمن

لم يستسلم «الباشا النصاب» عند رؤيته رجال الأمن وهم يقتحمون بيته من أجل القبض عليه، وحاول أن يخدعهم كما تمكن من خداع غيرهم، ليصيح بنبرة «ضابط» محذرًا إياهم: «إنتو ازاي تفتشوا بيتي، أنا ظابط»، وذلك قبل أن يخرج لهم «كارنيه» يثبت ما يقول، إلا أن القوة الحاضرة لم تفلح معها هذه الطريقة، خاصة بعدما تم الكشف على هذا «الكارنيه» ليجدوه غير مدرج في السجلات، ما يعني أنه مزور.

وبتفتيش المنزل، تمكن قوات الأمن من العثور على مجموعة أخرى من «الكارنيهات» للمتهم، ينتحل فيها صفتي ضابط شرطة وأستاذ جامعي، إضافة إلى مجموعة أخرى من «الكارنيهات» والشهادات لأشخاص آخرين، فضلًا عن ضبط سلاح ناري «طبنجة» غير مرخصة، ليتم القبض عليه وسط ذهول من أفراد أسرته.

«الباشا النصاب» ينهار ويعترف

واجهت قوات الأمن المتهم بما توصلت إليه التحريات، وما تم جمعه من أدلة تدينه وتثبت عليه تهمة النصب واحتيال صفة ضابط، الأمر الذي لم يصمد أمامه المتهم كثيرًا، حتى اعترف بكل ما اقترفه عل مدار 32 عامًا من النصب والاحتيال، وبناء عليه تم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة التي باشرت التحقيق.

نهاية «الباشا النصاب»

«نصاب الجيزة» كان هذا هو اللقب الجديد الذي ناله «الباشا المزيف» بعدما أُلقي القبض عليه، لينال سمعة كبيرة في مجال النصب جعلته الأشهر على مدار الشهور القليلة الماضية، ومنذ القبض عليه في يناير الماضي.

بعد العرض على النيابة العامة، وعقب التحقيق مع المتهم، قررت النيابة حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، إلا أن نهاية قصة «نصاب الجيزة» أو «الباشا المزيف» كما تم تداوله إعلاميًا، قدر لها أن تكون نهاية درامية، بعدما أصاب المتهم الذي يبلغ من العمر نحو 65 عامًا، وعكة صحية ألمت به في محبسه داخل قسم شرطة الجيزة، نقل على إثرها إلى المستشفى، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك ويغلق عينيه للمرة الأخيرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى