اخبار السياسه نادية لطفي تحكي عن «المومياء» لشادي عبدالسلام: شاركت فيه إنقاذا للموقف

اخبار السياسه نادية لطفي تحكي عن «المومياء» لشادي عبدالسلام: شاركت فيه إنقاذا للموقف
اخبار السياسه نادية لطفي تحكي عن «المومياء» لشادي عبدالسلام: شاركت فيه إنقاذا للموقف

نادية لطفي تحكي عن «المومياء» لشادي عبدالسلام: شاركت فيه إنقاذا للموقف

استدعى حدث نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، الفيلم المصري الشهير «المومياء» للمخرج شادي عبدالسلام، وتحدثت الفنانة نادية لطفي عن كواليس اختيارها للمشاركة في الفيلم، وردود الأفعال على الفيلم في الداخل والخارج، مشيرة إلى أنه ليس سرا أن أذكر أن «المومياء» في كتابته الأولى أقرب إلى العمل التسجيلي، ومع التعديلات والتطويرات بدأ يكتسب الشكل الروائي.

dfbcc7c43c.jpg

وأوضحت: «عندما تقدم شادي بمشروعه إلى مؤسسة السينما لإنتاجه قابله المسؤولون فيها بفتور، فلم يكن هو الفيلم الذي يجذبهم ويتحمسون له، فهو بمقاييسهم التجارية والفنية يفتقد لـ المشهيات التي تجذب الجمهور، فلا نجمة فاتنة تزغلل بصره بجسدها، ولا مجرم يطارده البوليس ولا كباريه تتلوى فيه راقصة وتطلق بين أعمدة الدخان الأزرق وكؤوس الويسكي، ضحكات ماجنة تثير خياله وتدغدغ حواسه».

6432096401584198981.jpg

وأضافت في كتابها «اسمي بولا.. نادية لطفي تحكي»، الصادر عن دار نهضة مصر للكاتب أيمن الحكيم: «كنت متعاطفة إلى آخر المدى مع شادي عبدالسلام، وزاد من هذا التعاطف قناعته إلى حد اليقين بفيلمه، ولا أنسى المرات التى سمح لي فيها بحضور ورشة العمل التي أقامها في مكتبه بشارع 26 يوليو، وكنت أجلس بالساعات أتأمل في إعجاب هذا (الكاهن) العظيم وهو يعمل في صمت ودأب وحماس وكبرياء، وقد حول مكتبه إلى معبد مقدس يجلس بين تلاميذه ويتابع كل تفاصيل الفيلم الرسومات اللبس والديكورات، وحتى التماثيل التي ستظهر في الأحداث جاء بفرن صغير إلى مكتبه ليكتمل نضجها».

12237536121580910026.jpg

وتابعت: «لم أكتف بمجرد التعاطف، فلأننى أفهم العقليات التى كانت تدير الإنتاج السينمائي حينها فقد اقترحت حلا عمليا كنت أعرف أنهم سيرحبون به وسيوافقون بسببه على إنتاج الفيلم، وهو ببساطة أن أشارك فيه، فوجود اسمي على الأفيش كنجمة من نجمات الشباك وقتها كفيل يفتح أمامه الأبواب المغلقة».

2962009551618089522.jpg

وواصلت: «انضممت إلى المومياء لإنقاذ الموقف، وأعطيت شادي ورقة موقعة منى تفيد موافقتي على المشاركة في الفيلم بدون أجر، وهو أمر لم يكن سهلا، بل كان مغامرة منى ومخاطرة بكل المقاييس، إذ في حالة فشل الفيلم فإننى سأكون أول وأكبر الخاسرين، وخسارتي كنجم شباك ستفوق ما قد يتعرض له شادي، فهو في النهاية يخوض تجربة الإخراج لأول مرة وليس لديه ما يخسره كمخرج جديد».

وأضافت «على أي حال رحب المسؤولون بالمؤسسة، ورحب شادي ووجد حلا دراميا معقولا، وهو أن يوسع دور زينة تلك الفتاة الغامضة التي تمر مرورا عابرا في الأحداث، وعكف شادي لأيام على تعميق الشخصية توسيع مساحة وجودها على الشاشة وقرر أن يضعني في تحد صعب، فالدور لن تزيد مساحته على خمس دقائق، والأهم أنه لا يتضمن كلمة حوار واحدة، بل كل تعبيرات زينة بعيونها وملامحها واستفزتني التجربة، وقررت من جانبي أن احتشد لتلك المغامرة، وأخوضها للنهاية مهما كانت الخسائر».

طبيعة دور زينة في المومياء

وتقول نادية لطفي في مذكراتها «رغم أن دوري في الفيلم لا يزيد على خمس دقائق ولكن شعورا كان يسيطر على بأنه يحتاج مذاكرة، فالشخصية محورية رغم ظهورها الخاطف كشهاب، كما أنها صعبة ومعقدة رغم بساطتها الظاهرية، فهي لامرأة صعيدية غامضة تتبع مراد القواد الذي يتاجر في الآثار والجنس، ويرسلها في مهمة محددة لإغواء ونيس سليل العائلة العريقة في التنقيب عن كنوز الأجداد وإقناعه بالصفقة، لكنها تحيد عن مهمتها وتقع في حب ونيس، ومطلوب منى أن أعبر عن تلك التحولات الدقيقة بلا كلمة، بل بالنظرة، وأن أقوم بتوصيل معان ومشاعر متناقضة في هذا الدور القصير.. الصامت».

ردود الفعل

تحقق الحلم وظهر الفيلم، فكان عرضه الأول في 7 يوليو 1975، لكن فيلم المومياء قوبل بعاصفة من الغضب جماهيريا ونقديا واتهموه بالملل والتطويل والغموض، وإهدار المال العام، بل هناك من نصح شادى عبدالسلام جادا بأن يبحث عن مهنة أخرى غير الإخراج السينمائي، وبرغم العاصفة فإن شادي لم تهتز ثقته في نفسه وموهبته لحظة واحدة، وبرغم أن دوري نجا من المقصلة وحظى بإشادات نقدية طيبة لكنى كمن على قناعة كذلك أنى لم أخسر رهاني على شادي وعبقريته وتفرد تجربته السينمائية الأولى، وكنت على يقين أن الفيلم سابق لعصره». وتلفت «إلى أن سافر الفيلم ليعرض في مهرجانات عالمية، فإا بلجان التحكيم التي تضم سينمائيين لهم قيمتهم وتاريخهم يصفقون للفيلم، ويؤكدون أنهم أمام تحفة سينمائية تستحق التقدير والإعجاب».

وتكرر السيناريو في كل مهرجان ذهب إليه وبدأ المومياء يحصد الجوائز في أشهر مهرجانات الدنيا، وربما كان أهمها جائزة (جروج ساول) الفرنسية المرموقة، عندها تحول هجوم النقاد عندنا إلى تصفيق والسخرية إلى إعجاب، والمقالات التي طالبت شادي بالاعتزال إلى شلالات تفيض بالحديث عن عبقريته الفذة، وهكذا بفيلم واحد دخل شادي عبدالسلام تاريخ السينما، وكنت أكثر الناس فرحا عندما جرى اختياره في مركز متقدم ضمن قائمة مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية الذي أشرف عليه سعد الدين وهبة في منتصف التسعينات.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى