اخبار السياسه «مومياء» شادي عبد السلام.. رائعة خلدت اكتشاف مومياوات الموكب الملكي

«مومياء» شادي عبد السلام.. رائعة خلدت اكتشاف مومياوات الموكب الملكي

«انهض.. فلن تفن، لقد نوديت باسمك.. لقد بُعثت».. تتحقق هذه النبوءة بالبعث والخلود حين تترد أسماء الملوك والملكات مساء اليوم، حيث سيتوقف العالم عند تلك الحظة التاريخية، لمشاهدة موكب ملكي لأعظم من حكموا الأرض منذ آلاف السنين، والذي ينطلق في شوارع القاهرة قبل أن تستقر أجساد الملوك في مكانها الجديد بمتحف الحضارة.

وتستدعي هذه اللحظة التاريخية الفنان والمخرج الراحل شادي عبدالسلام صاحب رائعة «المومياء»، إنتاج عام 1969، والذي جاء في مقدمة قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

بلغة وأدوات سينمائية متفردة، قام شادي عبد السلام في فيلمه الروائي الأول والأخير، بإعادة صياغة حدث اكتشاف خبيئة الدير البحري، عام 1881، والتي كانت تضم مومياوات مجموعة من أهم الملوك الذين حكموا مصر، والمتواجدة مومياواتهم في الموكب منهم رمسيس الثاني، وأمنحوتب الثاني، وأمنحوتب الثالث، وسيتي الأول، وسقنن رع، وأحمس، وتحتمس الثالث.

تدور أحداث الفيلم عن قبيلة تدعى «الحربات» تعيش على سرقة الآثار وبيعها، وعندما يتوفي شيخ القبيلة يعترف الأعمام لأولاده عن هذا السر، ويرفض الأبناء بيع الآثار ولكن الابن الأكبر يموت على يد عمه، بينما ينجح الثاني في إبلاغ الشرطة وبعثة الآثار بمكان المقبرة التي يتم بيع محتوياتها.

والفيلم مأخوذ عن واقعة اكتشاف عائلة «عبد الرسول» للمقبرة، حيث كان أفرادها أول من يصل لهذا الاكتشاف، وظلوا على مدار 10 سنوات يبيعون محتويات المقبرة، حتى كشف أحد الأشقاء عن مكان المقبرة التي كانت بمثابة اكتشاف استثنائي ضم أكثر من 50 مومياء لملوك وأمراء ونبلاء من أسر مختلفة.

وحظي الفيلم بشهرة عالمية، ليس فقط بسبب الموضوع الذي يتناوله العمل، ولكن بسبب جماليات والفنيات التي أبدعها المخرج وفريق العمل، حيث قام شادي عبدالسلام بتصميم ملابس الفيلم، أما الديكور فضم مجموعة من أهم المهندسين، على رأسهم أنسي أبو سيف، حيث قاموا بتصميم نماذج مطابقة للتوابيت الفرعونية المكتشفة عام 1881.

وحرصت مؤسسات السينما في العالم على ترميم الفيلم ليعرض بعدها في جميع أنحاء العالم، وكان من بينهم المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي ومؤسسة «فيلم لوميير».

ولم يكن «المومياء» هو العمل الوحيد الذي تطرق من خلاله شادي عبد السلام إلى هوية المصري وعلاقته بأسلافه، حيث كان متأثرًا بالبحث عن التراث في أعماله منها «شكاوى الفلاح الفصيح» و«آفاق».

وأوضح «عبد السلام» في لقاء تلفزيوني سابق، «أتصور أن الأفلام التاريخية التي أقدمها ومُصر عليها هى نوع من البحث التاريخي بلغة الكاميرا عن هموم وأشواق الحاضر، أنا أرى الحياة في استمراريتها سواء بالنسبة لي أو لغيري، ولا يمكن أن أعزل اليوم عن الأمس، إذا أردت أن أرى جيدًا ما يحدث اليوم فما نحن فيه اليوم هو نتاج تاريخنا».

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى