اخبار السياسه سور القاهرة الشرقي.. قصة أثر بُنى بحجارة المعابد ودفن تحت القمامة لعقود

نقوش فرعونية لا تخطؤها عين على عتبات وواجهات أسوار القاهرة الشرقية، مفاجأة تطل برأسها للزائرين على هيئة لوحات فرعونية ومشاهد لآلهة فرعونية مرسومة على أحجار متفرقة بطول الحائط الذي كانت الصُدفة وراء اكتشافه وسط أكوام القمامة. 

وقال محمد مندور الباحث في الآثار، إن الصدفة وحدها كانت وراء اكتشاف سور القاهرة الشرقي  في المنطقة التي كانت في الأصل مقلب للقمامة على مساحة 30 هكتار، وعقب قيام مؤسسة الأغاخان بتحويلها لحديقة لتكون متنفس للقاهرة الفاطمية كان على العاملين نزع تراكمات من القمامة والحجارة تراكمت على مدى 500 عام، بمواد تقدر بحمولة 80,000 عربة تكونت في الموقع عبر قرون، وأثناء تهيئة الموقع تمت العديد من الاكتشافات الهائلة وكانت المفاجأة بالكشف عن شواهد السور.

وقد تضمنت تلك الاكتشافات اكتشاف سور المدينة الأيوبية والذي يعود للقرن الثاني عشر في عهد صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من أحجار ثمينة وكتابات هيروغليفية ارجعت الدراسات وجودها إلى قيام بهاء الدين قراقوش والي مصر بجمعها من بقايا معابد مدينة أون «عين شمس» والأهرامات لاستخدامها في بناء سور يحمي القاهرة من ناحية الصحراء الغربية بأحجار الأهرامات.

ثم بنى بهاء الدين قراقوش سورًا يحيط بالقاهرة، وبناه من حجارة الأهرامات الصغيرة والمقطم، وحفر فيه بئرًا وضم مسجدًا.

وتصل أطوال بعض تلك الأحجار التي لا تزال محتفظة بنقوشها إلى متر وهناك مشهد شهير يظهر فيه رمسيس الثاني وهو يقدم القرابين للآلهة بلوحة شهيرة وكتب بالخراطيش المصاحبة  ألقاب الملك رمسيس الثاني، ولكي يتم كشف السور الذي دفن عبر الزمن كان لابد من الحفر لعمق 15 مترا، بطول 1.5 كيلو متر من السور بأبراجه وشرفاته والتي ظهرت بكل روعتها.

بناء على هذه الحفريات قد تم تغيير نظرتنا لحجم القاهرة الفاطمية والأيوبية بالكامل على جانبها الشرقي وتم توسيعها بالمقارنة مع الخرائط التي كنا نقوم برسمها سابقًا.