اخبار السياسه تحلم بالعمرة أقدم قارئة قرآن بالقليوبية تروي مسيرة 60 سنة في رحاب الله

«حلمي الأول والأخير زيارة مسجد سيدنا رسول الله بالمدينة المنورة وقراءة القرآن بالروضة الشريفة»، هكذا عبرت الحاجة أمينة إبراهيم، أقدم مقرأة للقرآن بالقليوبية، والتي تبلغ من السن مايقارب من 80 عاما، قضت منها 60 عاما في رحاب الله، وحفظ القرآن وقراءته في المنازل والمأتم للبركة والرحمة على الأموات ومباركة منازل قريتها، الدير مركز طوخ، وبيوت بعض الأسر والعائلات التي تطلبها بالاسم لقراءة القرآن في محافظات الشرقية والدقهلية القاهرة.

ذاع صيتها في قراءة القرآن منذ أن كانت فتاة صغيرة في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، حيث ولدت في عام 1939 ميلادية، وبدأت قراءة القرآن في المآتم بعد حفظه في سن الـ 18 بعد ان فقدت نور عينيها بسبب «الحسد»، بحسب قولها، بعد أن تغزلت إحدى السيدات في جمال عينيها، فما كان صباح اليوم التالي وإلا فقدت البصر ولم يستطع الأطباء إنقاذها.

«الوطن»، ألتقت الحاجة «أمينة»، لتروي مشوارها في رحاب الله والقرآن، وقالت «تعلمت حفظ القرآن على يد الشيخ محمد أبو ضوة، والمشايخ محمد أبو قاسم ومحمد أبوالريش، حتى حفظت القرآن كله، وتعلمت أحكام التلاوة والتجويد على يد الشيخ فرحات النفري، رحمهم الله جميعا، لهم فضل عليا في حفظ القرآن وتجويده».

الحاجة أمينة: الحسد أفقدني نور عيني

وأضافت «تعلمت على يد هؤلاء العلماء الحفظ والتجويد، وكان صوتي عذبا، وفي يوم كنت أريد شرب حلبة فرفضت زوجة أبي وأبي عملها لي، وأنا في سن العاشرة، وقال والدي في الصباح ستعلن وفاة أحد كبار العائلات بالقرية وسآخذك لقراءة القرآن هناك في العزاء وتشربي وتأكلي، وهو ماحدث مع أني كنت أظن أن الكلام من باب المزاح وهناك قرأت وأعجب الحاضرون بصوتي وبدات رحلة قراءة القرآن». 

وعن فقدان عينيها قالت «كانت عيني خضراء وجميلة ولكن إحدى سيدات القرية المعروف عنهن الحسد، شاهدتني في أحد المرات وقالت لأمي قبل وفاتها ابنتك ستتزوج قبل أن تصل العاشرة بسبب جمال عينها، وفي نفس الليلة شعرت بتعب في إحدى عينيّ حتى فقدت النظر بها، وبعد ذلك بسنوات حدثت مشاجرة بيني وبين زوجة أبي فقام شقيقي بضربي بقطعة حديد فضاعت العين الأخرى والتي كنت أرى بها بعض الشيئ، ومن وقتها وأنا أمشي بمساعدة ابنتي أم كريم ترافقني في جولاتي وفي المنازل والعزاءات وأنا أقرأ القرآن».

وأكدت الشيخة أمينة كما يلقبها أهل القرية، أنها لاتأخذ أي أموال عند قراءة القرآن في العزاءات والمأتم، ولكن من حب بعض الناس فيها يقومون باستدعائها للقراءة في المنازل طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الثلاثاء إجازتها الأسبوعية، حيث تقرأ في المنازل للتبرك بالقرآن، مؤكدة أنها لاتحدد قيمة معينة من الأموال من الأهالي، فما يتم دفعه لاترده ولاتتكلم فيه، ولكن المأتم بالمجان مهما كان مكان العزاء، مشيرة إلى أنها تخرج من منزلها مع ابنتها ورفيقتها أم كريم مابين الظهر والعصر لقراءة القرآن عند العائلات والأسر، وتعود العشاء، مؤكدة أنها لاتذهب للقراءة في المقابر أو المدافن.

وأشارت أنه لديها ولدين وبنت وحيدة، وهي رفيقتها أم كريم و7 أحفاد تقوم بتحفيظهم القرآن، وتحاول أن تخرج منهم واحدا يحمل كتاب الله ويحفظه ويستكمل مسيرتها في القراءة، مؤكدة أنها تحلم بزيارة رسول الله والمسجد النبوي لقراءة وتلاوة القرآن هناك مشيرة أنها تحلم بهذا في الآونة الأخيرة رغم أنها سافرت للعمرة 3 مرات منذ زمن بعيد، وتحلم أن تختم حياتها بجوار النبي عليه الصلاة والسلام، وتقرأ القرآن هناك.

ودعت الحاجة أمينة أن يحفظ مصر والدول الإسلامية من شر البلاء والوباء، وأن يرفع الله الغمة وينصر مصر لتكون بخير وسلام وأمان.

فيما قالت ابنة الحاجة أمينة، «سحر» وتشتهر بأم كريم، إنها تكون سعيدة بمرافقة والدتها في المنازل وعند العائلات لقراءة القرآن، مؤكدة أن والدتها ترفض الحصول على أموال من العزاءات وكثيرمن عائلات القرية وبعض المحافظات في الدقهلية والشرقية والقاهرة، تطلب منا الذهاب لقراءة القرآن أسبوعيا لحبهم في صوتها العذب.

وأضافت أن والدتها هي بركة البيت والعائلة والأسرة، والكل يسعى لرضاها، وأن تدعو له وتقوم برقيته شرعيا حتى يأخذ البركة ويمن الله عليه بالرزق والطاعة والهداية، داعية أن يبارك الله لهم في «الشيخة أمينة» ويمد في عمرها، مناشدة أن يتم الاستجابة لوالدتها، وأن تستطيع الذهاب للعمرة والحج وزيارة الكعبة ومسجد الرسول وقراءة القرآن في هذه الأماكن المقدسة.