اخبار السياسه خبير يوضح الطرق الأمنة لتجنب مخاطر المبيدات في محصول الفراولة

يعد محصول الفراولة أحد المحاصيل الاستراتيجية والقومية، وتشتهر به قرى كاملة في مركز طوخ وشبين القناطر بمحافظة القليوبية، وبالتحديد في قرى الدير وكفر الدير حيث يطلق على المحصول هناك «الذهب الأحمر»، بعد أن تحول مؤخرا في الأعوام الماضية إلى سفير للزراعة المصرية في عدد من الدول الأوروبية ليتحول موسم جمع الفراولة إلى عرس وموسم رواج لكل العاملين في هذه الزراعة بهذه القرى.

«الوطن»، يستعرض أساليب إدارة مكافحة الآفات بمديرية الزراعة بالقليوبية، في تطبيق منظومة مكافحة الآفات لهذا المحصول الهام بالطرق الآمنة لتجنب مخاطر المبيدات.

أكد الدكتور سعيد عبدالفتاح محمد جاد، مدير علم مكافحة الأفات بزراعة القليوبية، أن وزارة الزراعة اتجهت منذ سنوات لمنظومة المكافحة الآمنة من تربية المفترس الأكاروسى داخل الصوب بمنطقة شمال الصعيد، وكذلك منطقة القناة وسيناء، حتى قامت مديرية الزراعة بالقليوبية مؤخرا بإطلاقها بزراعات الفراولة بمحافظة القليوبية لمواجهة لما تسببه المبيدات الكيمائية من مخاطر على نظافة البيئة سواء على الهواء أو الماء أو التربة أو الكائنات الحية.

وأضاف «جاد»، أنه لابد مع استخدام المبيدات، توخى الحذر واتباع المعايير المناسبة التى تحدد استخدام هذه المبيدات، ولذلك كانت الاتجاهات الحديثة التي تقوم على استخدام المركبات الحيوية والطبيعية لمقاومة الآفات الزراعية للحصول على منتجات زراعية خالية من متبقيات المبيدات، مما يزيد من فرص التصدير وتوفيرها فى السوق المحلى.

وأوضح أن أهم شروط الاستخدام الأمن للمبيدات هي أن يكون القائمون على عملية تجهيز المبيدات للرش عمالة مدربة بجانب استخدام المعايير والمعدلات السليمة للمبيد عند التحضير واتباع الإرشادات الواردة فى التوصيات من حيث المعدل وطريقة الرش وميعاد الرش وكمية المياه اللازمة بدقة، وعدم رش المبيدات على النباتات عند ارتفاع درجة الحرارة والصقيع والعطش وصيام الأشجار، والملوحة الزائدة وعدم الرش أثناء هبوب الرياح أو تساقط الأمطار والتقليب الجيد للمبيد فى الخزان المعد لذلك.

وأوضح أن زيادة الجرعات للمبيدات يؤدي إلى إخلال التوازن الطبيعى بالبيئة، وذلك عن طريق التأثير المباشر على الأعداء الحيوية التى تلعب دورا كبيرا فى مكافحة الآفة، وقد يتسبب أيضا الزيادة فى معدلات استخدام المبيدات فى حدوث طفرات وراثية تجعل الآفة أكثر مقاومة للمبيد، كما أن عدم تطبيق المعدلات والمعايير المناسبة لاستخدام كل مبيد يزيد من فرص التأثير على الصحة العامة للإنسان أو الحيوان أو البيئة عامة، مما يزيد على كاهل الدولة من أعباء فى مجال الصحة العامة.

وأشار «جاد»، إلى أن مديرية الزراعة بالقليوبية، اعتمدت عددا من النشاطات أقرتها إدارة مكافحة الآفات بالمديرية لمواكبة الاتجاهات الحديثة فى مكافحة الآفات، منها استخدام المفترسات الأكاروسية (الأعداء الحيوية حيث يتم إطلاقها فى بعض الزراعات وأهمها الفراولة للقضاء على الأكاروسات الضارة التى تقوم بامتصاص عصارة النباتات مما يؤدى إلى تلفها).

وأضاف أن المكافحة تتم أيضا بوضع كروت طفيل (الترايكوجراما) ويتم وضعه فى بعض الزراعات للتغذية على بيض دودة ورق القطن، مشيرا أن إدارة المكافحة بزراعة القليوبية تعمل على التوسع فى استخدام الطرق الحيوية فى مكافحة الآفات على جميع المحاصيل، حيث تقوم وزارة الزراعة (الإدارة المركزية للمكافحة) بتوفير الصابون البوتاسى (الديترجينت) لمكافحة العفن الهبابى ومكافحة الثاقبات الماصة على بعض المحاصيل، ومن أهمها الموالح والمانجو، حيث يعتبر اللجوء إلى استخدام المبيدات الكيميائية هو الخيار الأخير الصعب اللازم التدخل بها فى حالة زيادة تعداد الآفة والمعروف بـ (الحد الاقتصادى للضرر).

وأكد أن عدم الاستخدام الأمثل للمبيدات قد يؤدى إلى تأثيرات قد لايتم ملاحظاتها فى الوقت القريب، ولكن تظهر على المدى البعيد، وهى متبقيات المبيدات فى التربة التى تؤثر على المنتج النهائى للمحاصيل، مما يعيق عملية تسويقها سواء على المستوى المحلى أو الخارجى، مشيرا أن أهم الطرق الآمنة فى مقاومة الآفات هى اتباع طريقة المكافحة المتكاملة لها، وهي ارتداء القفاز والكمامة والكوزلوك والبدلة الواقية واستخدام المواتير أو الرشاشات المناسبة ذات الباشبورى الملاءم لكل مبيد، حيث تقوم إدارة المكافحة بالتنسيق مع الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بالوزارة بتطبيق توصيات كتاب لجنة المبيدات لمكافحة الآفات، والذى يصدر سنويا بكل المبيدات التى تم اعتمادها، علما بأن الإدارة المركزية للآفات تقوم بدعم زراعة القليوبية بكل ماهو جديد فى مجال مكافحة الآفات، وذلك للحصول على إنتاجية زراعية عالية مواكبة للزيادة السكانية مما يعود بالخير على المزارع ومصرنا الحبيبة.