اخبار السياسه حكايات الخوف والجحود من دفتر مُغسلي ضحايا كورونا: الابن بيهرب من أبوه

اخبار السياسه حكايات الخوف والجحود من دفتر مُغسلي ضحايا كورونا: الابن بيهرب من أبوه
اخبار السياسه حكايات الخوف والجحود من دفتر مُغسلي ضحايا كورونا: الابن بيهرب من أبوه

حكايات الخوف والجحود من دفتر مُغسلي ضحايا كورونا: الابن بيهرب من أبوه

عجوز يصارع الموت وحده بعد أن تركه أبناؤه وحيدًا وجاء يستغيث بالأغراب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وآخر يأبى أفراد أسرته الاقتراب من نعشه وتوديعه قبل الوصول لمثواه الأخير، بعض المشاهد يسطرها دفتر حكايات المتطوعين لتغسيل الموتى بفيروس كورونا، في خضم أزمة إنسانية كبّلت أيدي الأطباء كبارًا وصغارًا، ووقف أمامها العلماء في حيرة، لتظل تلك المشاهد عالقة في أذهانهم تطاردهم ليلا في أحلامهم.

ضمن المتطوعين الأوائل لرعاية المصابين بفيروس كورونا في العزل المنزلي، تصدر اسم هشام الشاذلي، منذ بداية جائحة كورونا، رغم بلوغه سن الـ60 عاما، رغبة في مساندة أهل منطقته، وسرعان ما بات رقم هاتفه المحمول متداولا بينهم، لا يمانع تركيب محاليل وتوصيل أنابيب أكسجين في الخامسة فجرًا، بل وصل الأمر إلى التطوع لتغسيل موتى كورونا، تلك المهمة الأصعب على قلبه لما يتعرض له خلالها من مواقف يصعب على عقله استيعابها.

أبناء يرفضون حمل نعش والدهم خوفا من العدوى

مكالمة هاتفية في الخامسة فجرا، ذات يوم حار من أيام الموجة الأولى للوباء، رن الهاتف المحمول للمتطوع الستيني، فإذا بسيدة عجوز تصارع الموت تستغيث به لإنقاذها بأنبوبة أكسجين، وبحسب روايته لـ«الوطن» تركها أبناؤها وحدها في غرفة بسطح المنزل خوفًا على حياتهم من الفيروس، ولم يفكر ثوان حتى أعد عدته وتوجه إلى عنوانها على الفور،«صعبت عليا ونزلتلها الفجر ولما وصلت كانت ماتت».

لم تكن مكالمة السيدة العجوز هي الموقف الصعب الوحيد الذي تعرض له المغسل المتطوع خلال عام كامل من وباء كورونا، فكثيرا ما يرى أبناء رافضين لمساعدته أثناء غسل والدهم المتوفي بكورونا خوفا على أنفسهم من العدوى،«بيرفضوا يدخلوا معايا الغسل يساعدوني وبيرفضوا يشيلوا معايا النعش» فيلجأ إلى أصدقائه لمساعدته في حمل الجثمان وتشييعه إلى مثواه الأخير، قاصدين جميعا وجه الله دون أجر.

ddaaf70b68.jpg

وفاة شخص أمام باب بيته وظل في الشارع نحو ساعتين 

منذ بداية أزمة فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، قرر الشيخ محمد الذي يعمل بالأوقاف المصرية، المشاركة في مواجهة الأزمة بالتطوع لتغسيل موتى كورونا مجانا لوجه الله تعالى، تلك المهمة التي يخشاها الكثير في ذلك الوقت خوفًا من العدوى لم يرهبها الشيخ الأربعيني ومساعدوه الثلاثة ولو يتوان أحدهم في المساعدة.

البداية كانت من حالة لفظت أنفاسها الأخيرة أمام باب بيتها وظلت في الشارع نحو ساعتين دون مبادرة أحد بتغسيلها خوفًا من الإصابة بالفيروس ورهبة من صعوبة الموقف «لما سمعت عن الحالة أثرت فيا وقررت أعلن تطوعي لتغسيل موتى كورونا.. حبيت أساعد باللي أقدر عليه مش خايف من حاجة»، حسب تعبيره.

ببدلته الواقية التي تغطي جسمه بالكامل بداية من الرأس حتى القدمين والكمامة وقفازات اليد، يحضر الشيخ محمد إلى منزل الحالة لتغسيلها متبعًا كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى، معتبرًا حالات موتى كورونا- رغم خطورتها- ليست الأصعب على مدار تطوعه في الأزمة، معتبرًا الأصعب منها هو مشاعر القهر التي يشعر بها المتوفين مفردهم بعد أن يتخلى عنهم الجميع من حولهم،« لما بوصل أوقات بلاقي الحالة لوحدها مفيش حد معاها والجيران كلموني عشان الكل خايف يغسل الميت».

12927746891613138463.jpg

«أم إسلام» تغسل وتكفن قبطية توفيت بكورونا

عشرات الحالات لسيدات متوفيات بفيروس كورونا المستجد تعاملت معهن هويدا الشهيرة بـ«أم إسلام» منذ أبريل الماضي، كانت الأكثر لفتا للنظر على الإطلاق هي حالة وفاة لسيدة قبطية بمستشفى العزل قضت أسرتها وقتًا طويلًا في البحث عن من يتطوع بغسلها من سيدات العائلة، «لأن طبيعة وفاة كورونا مختلفة عن الوفاة العادية مكانوش لاقيين ست تغسلها من العائلة وده مأخر إجراءات الخروج من المستشفى وتصريح الدفن»، تقول المتطوعة هويدا، ابنة محافظة الأقصر في بداية حديثها لـ«الوطن».

فور وصول النبأ إلى علي عبود القرعاني، صاحب مبادرة تكريم ضحايا كورونا بالأقصر، تشاور مع قائد الفريق النسائي بالمبادرة «أم إسلام» حول إمكانية تطوعها بتغسيل سيدة قبطية متوفاة بـ«كورونا»، بعد أن استصعب الأمر على أسرتها لإيجاد سيدة مسيحية تتطوع بتغسيلها، وبحسب روايتها، ذهبت إلى المستشفى ووجدت أبناء السيدة المتوفاة في حيرة البحث عن من يغسل والدتهم وفوجئوا بقبولها تغسيلها، خاصة كونها منتقبة.

8004503541613136189.jpg

«كان بقالهم 4 ساعات بيدوروا ووافقت لأن الأساس في الغسل إننا نغسل جسم الميت بمياه ونمسحه بصرف النظر عن اختلاف الدين والسنن المتبعة في تغسيل المسلم لكن في النهاية وضع المياه على الجسم بالكامل يكفي»، من هذا المبدأ انطلقت السيدة المتطوعة في تغسيل السيدة المسيحية.

لحظات قليلة نظر فيها ابن السيدة المتوفاة إلى المتطوعة أم إسلام ليجدها مسلمة منتقبة، فوجئ بموافقتها على تغسيل والدته، «مش شايفة أي فرق بينا، كلنا واحد وهي أختي في الله ابنها أول ما شافني منقبة مسلمة شكرني وقالي ربنا يكرمك»، حسب وصفها، وفي غضون نصف ساعة فقط انتهت أم إسلام من تغسيل السيدة القبطية بعد موافقتهم، وعلى الفور بدأ المستشفى في إجراءات الخروج لأهلها.

2732686171613136225.jpg

ابن يرفض حمل نعش والده

«أب واقع على الأرض ميت ومراته وابنه رافضين يدخلوا يشيلوه أو يقربوا منه»، مشهد آخر تدمع له الأعين، يرويه علي عبود القرعاني، صاحب مبادرة تكريم ضحايا كورونا بالأقصر، في بداية حديثه لـ«الوطن» حتى وصل هو وبدأ يتعامل مع الجثة، بحسب قوله.

بعد انتهاء «القرعاني» من غسل الأب، رفض الابن حمل نعش والده ورفض صعود سيارة نقل الموتى معهم، بحسب رواية المغسل المتطوع، «كنت هتخانق معاه لولا الأهالي منعوني».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي