اخبار السياسه بريد الوطن.. وتلك الأيام نداولها بين الناس

شقيقان من أب واحد وأم واحدة، كانا لا يفترقان، وكلما عصفت بهما الأيام كان اتحادهما معاً أقوى من أى عاصفة، قد منّ الله على أحدهما بالمال الوفير وبقى الثانى على حالته من الكفاف، ولكنه قانع بما جادت به الأقدار، راضٍ بقضاء الله فى ملكه.

صاحب المال فيهما أصبح يتحاشى الآخر، وبات شاغله الشاغل أن يزداد المال ويتسع الثراء، أصبح شديد الحرص على إخفاء تعاملاته المادية اتقاء الحقد والحسد -على حد قوله- حتى مع شقيقه، وكلما تعارضت الأمور المادية بينهما، تحدث صاحب المال بلهجة مختلفة تخلو من أى أخوة، ويعدّد لشقيقه تلك المواقف التى سانده فيها وبأنه فعل كذا وكذا بطريقة لا تخلو من منّ وتفضّل، بينما يُحجم شقيقه الآخر عن قول أى شىء حرصاً منه على بقاء تلك الشعرة التى تربطهما على اتصالها، يزداد الشقيق ذو الثراء على فعل المزيد، لتتسع الفجوة، وكلما هبّت نسمة ضئيلة فى حياتهما فعلت ما لم تكن تفعله العواصف العاتيات، يجلسان مع بعضهما البعض وكأنهما خشب مسندة، كلٌّ منهما فى وادٍ، النفوس غير النفوس التى كانت عليها، وكأن الأرواح تبدّلت، ينظر أحدهما إلى صاحبه فلا يعرفه، يقول صاحب المال فى نفسه: «أرى أنه يحقد علىّ لأننى حققت شيئاً من طموحاتى، بينما هو يقف محلك سر»، بينما يقول الآخر: «أين شقيقى لم أعد أراه!»، وبعد هذا هل يُعد المال نعمة أم نقمة؟

أشرف غازى - قاص مصرى - البحيرة

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]