بعد عقود من التهميش.. «السيسي» وعد بتمكين الشباب ودمجهم بالمؤسسات التنفيذية وأوفى دخل شباب مصر عهداً جديداً لم يألفوه أو يعيشوه من قبل بعد عقود من التهميش، وذلك منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة فى 2014، لأنه وضع على رأس أولوياته الشباب ودمجهم بالمؤسسات التنفيذية لتقلد المناصب القيادية فى الوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات، وأصبحت تعوّل عليهم الدولة فى خطط التنمية. وشهد العام الأول من حكم الرئيس السيسى خطوات جادة نحو إفساح المجال للشباب على جميع الأصعدة بشكل عملى، أثناء لقائه مع شباب المستثمرين ورجال الأعمال، حيث تعهد بتدريبهم، وبدأت أكاديمية ناصر العسكرية فى تنفيذ التعهد أواخر 2014 بتنظيمها دورات الاستراتيجية القومية والأمن القومى، شارك فيها عدد كبير من الشباب العاملين بالجهاز الحكومى، وبتوجيهات رئاسية تم إطلاق المؤتمر الوطنى للشباب عام 2016، ليكون منصة للحوار المباشر بين الدولة، بمختلف مؤسساتها، والشباب المصرى الواعد، وإطلاق منتدى شباب العالم عام 2017 لجمع الشباب من جميع أنحاء العالم على أرض مصر. وانطلق البرنامج الرئاسى للتدريب، ونجح فى تخريج 1500 شاب وفتاة، يمثلون جميع محافظات الجمهورية خلال 3 دفعات تولى عدد منهم بعض المناصب القيادية كمحافظين ونواب للمحافظين ومعاونى وزراء وأعضاء مجلس نواب، وغيرها من المناصب فى القطاعين العام والخاص. وتم تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عام 2018، فى أحد مؤتمرات الشباب أمام الرئيس السيسى، بهدف تحقيق سياسة بمفهوم جديد، حيث بدأ شبابها فى العمل من أجل تنمية حقيقية للحياة السياسية والاصطفاف خلف الوطن، وأتاحت الفرصة لتكون البرامج والبدائل السياسية للأحزاب حاضرة أمام المسئولين على جميع الأصعدة، ورغم اختلاف أيديولوجيات أعضاء التنسيقية، فإنها شكّلت منصة حوارية تجمع معظم الأطياف السياسية المختلفة، وأسفرت عن حصد عدد كبير من مقاعد مجلسى النواب والشيوخ، فتمكنت من حصد 12 مقعداً بالشيوخ، و31 مقعداً بالنواب. وجاءت حركة المحافظين 2019 لتترجم إيمان القيادة السياسية بكفاءة وقدرة الشباب على تولى المناصب القيادية بما تضمنته من تمثيل فعلى للشباب، حيث شملت حركة المحافظين الأخيرة 39 قيادة جديدة بين محافظ ونائب للمحافظ، من بينهم 60% من فئة الشباب، وتم اختيار 16 محافظاً، و23 نائباً، وجاء نصيب الشباب منها 25 قيادة، منهم 2 محافظين، و23 نائباً للمحافظين. «عصام»: المؤتمرات كان لها دور كبير في التأهيل والتدريب والتثقيف من جانبه، قال علاء عصام، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، إن الشباب عانى على مدار عقود من التهميش، لكن وضعهم الآن أصبح مختلفاً عما قبل 25 يناير، على المستوى السياسى وتمكين الشباب. وأضاف «عصام»، لـ«الوطن»، أن مؤتمرات الشباب كان لها دور كبير فى تأهيل وتدريب وتثقيف الشباب، والتعرف على رؤية الشباب، حيث استطاعت هذه المؤتمرات إظهار المواهب فى مجالات مختلفة على مستوى ريادة الأعمال والسياسة والسياحة والاقتصاد والفن، وتم صقل الشباب عن طريق مدربين من الخارج، وهو ما سهل الاطلاع على الثقافات الخارجية. وتابع أنّ الرئيس السيسى أوفى بوعده فى تمكين الشباب على المستويين السياسى والتنفيذى، فاليوم أصبح لدينا 23 نائب محافظ، منهم 6 نواب محافظين من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، و31 عضواً بمجلس النواب، و12 بالشيوخ. واستكمل: «الرئيس السيسى حرص على مساعدة الشباب فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وعندنا رواد أعمال فى سن صغيرة بسبب المحفزات الاستثمارية والاقتصادية فى الدولة، بالإضافة إلى اهتمام الدولة بشكل دائم بتكريم الشباب المتميز فى جميع المجالات». «الطباخ»: الرئيس قضى على الواسطة والمحسوبية وأكد عبدالرحمن الطباخ، أحد شباب البرنامج الرئاسى، وهو مهندس زراعى بديوان عام محافظة مطروح، أنه كان يخشى التقديم فى البرنامج الرئاسى خوفاً من أن يكون مقتصراً على أبناء الوزراء وكبار رجال الدولة، كما كان فى العهود السابقة، إلا أنه فوجئ باجتياز المراحل، مؤكداً أنّ فترة الرئيس السيسى قضت على المحسوبية، ولم يكن لها مكان فى الانضمام إلى البرنامج الرئاسى. وأضاف «الطباخ»، لـ«الوطن»، أن تجربة البرنامج الرئاسى لا يمكن أن تنافسها تجربة أخرى نظراً للكم الهائل من الخبرات والتجارب والمبادرات والاستفادة العملية والأكاديمية، فالشباب يتم تأهيلهم بأعلى النظريات العالمية فى الإدارة والسياسة وتنمية الموارد البشرية. وتابع: «البرنامج الرئاسى غيّر نظرته للأمور، خصوصاً الجانب السياسى والاقتصادى، فنظرته كشاب كانت مقتصرة على عدم اكتمال معرفته بالمعطيات، ولكن عند اقترابه من صانع القرار تبين مدى صعوبة اتخاذ القرار لوجوب مراعاة الأبعاد المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والأمن القومى.