اخبار السياسه «يا زومبي يا مجنون».. قاتل ابنه يكشف آخر حديث دار بينهما قبل الجريمة

«يا زومبي يا مجنون».. قاتل ابنه يكشف آخر حديث دار بينهما قبل الجريمة

فكر كثيرا فلم يجد حلا أمامه سوى ما يمليه عليه شيطانه فعقد العزم وتوجه إلى نجله وكان قد أعد خطته باكرا، ينظر له والدموع تملأ عينيه يعلم أنها المرة الوحيدة التي سيرى فيها ابنه قبل أن يجهز عليه ويريحه من مرضه ويرتاح هو الآخر، سؤال وحيد طرحه الأب على ابنه قبل أن يقتله عسى أن يسنيه عن قراره، «لسه عايز تقتل أختك؟»، فكان الرد بالإيجاب «أيوة بتقولي يا زومبي يا مجنون»، وهنا اتخذ الأب قراره الأخير وأخرج سلاحه «قطر» وذبح ابنه.

وقائع جديدة كشفتها التحقيقات في واقعة قتل الطفل «أدهم» الذي يعاني من مرض نفسي في المنصورة بمحافظة الدقهلية، على يد أبيه الذي قرر التخلص منه لينقذ أشقاء الضحية منه- على حد زعمه- والذي قال في التحقيقات نصا «لو عاش هيقتل أخواته»، كاشفا لجهات التحقيق عن كواليس آخر حوار دار بينه وبين ابنه قبل أن يقتله.

سيناريو الجريمة وطريقة التنفيذ

جلسات التحقيق مع المتهم بذبح نجله، كشفت عن تفاصيل الجريمة، لكنها زادتها غموضا، فدافع القتل كان هو نفسه دافع الرحمة، والمتهم والضحية كانا ضحيتان معًا، شاء القدر أن يضعهما في اختبار أقوى من قدرتهما على استيعابه. فلم يكن «محمود .م»، الموظف البالغ من العمر 30 سنه، ويقيم في قرية طناح التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، قادرا على إنقاذ نجله وابنته معا من ابنه المريض نفسيا الذي يهدد بقتلهما، فكان اختياره هو أن يضحي بنفسه وابنه حتى يحول دون وقوع جريمة أخرى، كان الابن يهدد بتنفيذها وقتل شقيقته.

في عين أبيه، كان «أدهم» 13 سنة، مشروع بطل، لكنه الأب تخلى عن مشروعه واختار أن يكون من النادمين، وفي التحقيقات قال: «كان نفسي يكبر.. وأفرح بزواجه.. ويحقق آمالي في أن أرى أحفادا يحملون اسمي بعد رحيلي، لكن أحلامي تحولت لكوابيس، ولم أعد أحتمل أن ينفذ نجلي تهديداته بقتل شقيقته وكل المحيطين به».

يقول الأب: ابني لم ينم قبل أن أذبحه بيومين، ولذلك أقنعته بالخروج معي من المنزل والتنزه معا، وأعطيته ليلتها قرص منوم حتى يستريح ويخلد للنوم.

«محدش بيحبني .. أنا عاوز أموت»

في تفاصيل التحقيقات حول طريقة تنفيذ الجريمة، كشفت اعترافات الأب، إنه سأل ابنه في الطريق عن حقيقة تهديده الدائم بقتل شقيقته فأخبره الابن، إنه يريد قتلها بالفعل، ولن يرتاح حتى يقتلها. فأخذ الأب ينصحه ويحاول أن يصحح له ظنونه، وهو يؤكد له أن شقيقته تحبه. فهز الطفل رأسه، وقال لأبيه بعصبية: «محدش بيحبني، أنا هموتها وعاوز أموت أنا كمان».

وبحسب التحقيقات فإن مبرر الأب في ذلك هو أن الإبن لم يكن يطيق رؤية شقيقته أمامه، لأنه تعايره منذ صغره بمرضه وتقول له: «يا زومبى يا مجنون». 

تصميم على القتل

تأكد الأب أن نجله لن يتراجع عن تنفيذ وعيده، فدخل مع نجله إلى إحدى صيدلية واشترى مشرطا وخبأه في ملابسه، فسأله نجله عن سببب شرائه المشرط، فقال له أبيه إنه يحتاجه في تقشير سلك «الدش».

وواصلا طريقهما وسط الزراعات، وكان ينظر الأب وقتها بين الحين والاخر لابنه وهو يغالب دموعه، وكانت لحظات صعبة وهو يقول عن مشاعره في تلك اللحظات: «كنت أرى في عينيه تصميما على تنفيذ وعيده وتهديده بقتل شقيقته».

«مش هيعرف يعيش طبيعي»

يقول الأب عن تلك اللحظات: «حسيت ساعتها أنه مش هيعرف يعيش طبيعي، ونهايته يا إما هيرتكب جريمة أو هيأذى نفسه وهيموت، فقلت أريحه من العذاب»، موضحًا أنه أنفق الآلاف على علاج نجله لدى أطباء نفسيين دون جدوى: «كان بياخد أدوية كتير للمخ، وكده كده هيموت».

وقت ومكان تنفيذ الجريمة

في منطقة مهجورة، بعيدا عن المنزل، أوقف الأب نجله واحتضنه، وحسبما أقر في التحقيقات «بصيت في عينيه وبكيت كأني بودعه، أنا مش بكرهه، أنا خايف عليه». ويستطرد «احتضنه بقوه، قبل أن أذبحه بالمشرط، وألقيت جثته على جانب الطريق».

وأخيرًا، انتهت الواقعة كجريمة لتتحول إلى مأساة، كشفها قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، فألقى القبض على الأب الذي أقر أن نجله يعالج نفسياً فضلاً عن تكراره التهديد باعتزامه قتل شقيقته دون سبب، فقرر التخلص منه بقتله خشية أن يقتل شقيقته.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى