اخبار السياسه روسيا تصف حجب ترامب بـ"الاستبداد الرقمي".. وألمانيا عالقة في إشكاليتها

روسيا تصف حجب ترامب بـ"الاستبداد الرقمي".. وألمانيا عالقة في إشكاليتها

في الوقت الذي رحب فيه كثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بغلق حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اتهامات ومخاوف من استغلاله لها في التحريض على العنف، وسط إدانات محلية ودولية متصاعدة له عقب اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس الذي راح ضحيته 5 قتلى، جاءت روسيا في مقدمة الأصوات التي انتقدمت وهاجمت غلق حسابات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، واصفة هذه الخطوة بـ"الاستبداد الرقمي".

اهتمام روسيا بالأمر، جعل نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، يقول أمس: "إن حجب حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأنصاره، على مواقع التواصل الاجتماعي، يمثل ظهورا للرقابة المحمومة والاستبداد الرقمي، مؤكدا في مقال نُشر على موقع "تاس" اليوم، أن "مواقع التواصل الاجتماعي، شنت حربا معلوماتية بلا قواعد، ضد الرئيس الأمريكي الحالي".

الأكثر من ذلك أن مدفيديف أعرب عن ثقته "بأنه حتى في حالة ترك ترامب للعمل السياسي بشكل كامل، وحتى لو تم تدمير كل أثر رقمي له، فسيبقى قائما الانقسام في عقول الأمريكيين".، مشيرا إلى أن "النظام الانتخابي الأمريكي القديم أدى إلى تفاقم وتعرية حتى أقصى الحدود، قضية مهمة جدا، تتعلق بالدور غير المسبوق للشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام الجديدة، في السياسة العامة، وبالتالي لشركات تكنولوجيا المعلومات الخاصة التي تمتلكها هذه الشبكات".

لم يكن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، هو مسئول الدولة الخارجية الوحيد الذي دافع عن ترامب بالطبع، فمن قبله تطرقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى قضية حجب حسابات ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي للأبد، معتبرة أنها "إشكالية"، على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.

زايبرت عبر عن إدانة استخدام مواقع التواصل في التحريض على  العنف بالطبع، قائلا إن "الشركات المشغلة لمواقع التواصل الاجتماعي تتحمل مسؤولية خاصة حيال عدم تسمم المناقشات السياسية بالكراهية والكذب والتحريض على العنف.

ولا يجب الوقوف مكتوفي الأيدي على نشر بعض الحسابات مواد لا تتماشى مع هذه المعايير، ولهذا السبب من المهم وضع علامات خاصة على مثل هذه التدوينات مثلما يتم القيام بذلك في الآونة الأخيرة"، إلا أنه في الوقت دافع عن حرية التعبير، قائلا:"إن حرية التعبير حق بالغ الأهمية ولا يمكن تقييده إلا بالتوافق مع القانون وفي الأطر التي يحددها المشرعون وليس قرارات إدارات مواقع التواصل الاجتماعي".مضيفا:"انطلاقا من وجهة النظر هذه تعتبر المستشارة أن تجميد حسابات الرئيس الأمريكي على أساس دائم إشكالية".

وإذا كان من المفهوم أن ألمانيا المهتمة بالديمقراطية وحرية التعبير وحكم القانون، تطرح مثل هذه الإشكالية المتعلقة بكيفية الموازنة بين منع التحريض على العنف وفي نفس الوقت عدم حجب رأي إلا بناء على قانون، فإنه يبدو من الواضح أن التقارب المعروف ما بين روسيا وترامب، بل والاتهامات القديمة بدعمها له في الانتخابات الماضية والوقوف وراء مجيئه للرئاسة، من بين المحركات الرئيسية لمواقفها تلك.