اخبار السياسه «هدخلك نادي كبير».. حيلة مدربين للنصب على 300 لاعب وكسب أموال طائلة

جلد مدور يركض خلفه اللاعبون، وساحرة مستديرة يسعى معظم الشباب أن يصبحوا نجومًا في سماء مجالها، حيث تعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في مصر، يطمح الصغار أن تهتف الجماهير باسمهم، وأن يرتدي المشجعون قمصانهم، وصورهم تحتل الشوارع ومدرجات الملاعب، ذلك الحلم الذي يستغله بعض المدربين معدومي الضمير والمحسوبين على الوسط الرياضي بالخطأ، في أن ينصبوا عليهم ويأخذوا منهم أكبر قدر من المال من خلال تلويحهم بورقة التعاقد معهم في أحد الأندية الكبيرة.

«هقيدك في نادي كبير في الدوري».. تلك الجملة التي دفعت اللاعب محمود توفيق الذي يحلم باحتراف كرة القدم أن يطلب من والده سداد مبلغ قيمة ذلك التعاقد، مع أحد المدربين بنادي الإعلاميين الرياضي في منطقة السادس من أكتوبر.

يقول توفيق عمر توفيق، تاجر موبيليا، ووالد اللاعب، إنه تقابل بشخص يدعى محمد إبراهيم إبراهيم المغازي، مدرب بنادي الإعلاميين، ووعده بقيد نجله في النادي مقابل دفع مبلغ 10 آلاف جنيه، وهو ما فعله الأب في شهر يوليو الماضي مقابل إيصال مالي، فاستأجر الرجل شقه لنجله في أكتوبر ليكون قريب من النادي.

أولى خطوات واقعة النصب التي ادعاها توفيق بدأت حينما تماطل ذلك المدرب في استقبال اللاعب بحجة أن الفريق لم يجتمع، ثم بحجة أن النادي يشتري ملابس للاعبين وغيرها من الحجج التي لم تنته ولم تسمن ولا تشفى من جوع، قبل أن يصدر شخص آخر يدعى سعيد طنطاوي للتحدث بالنيابة عنه.

وبالفعل استكمل «طنطاوي» النصب على والد اللاعب ووعد بقيده في نادي تليفونات بني سويف، وسجلا عقدا وهميا سويًا وصور اللاعب به، ووضعه في معسكر مع بعض اللاعبين، واتصل بوالده يخبره بتفاصيل العقد، «قالي ابنك هياخد أول سنة 80 ألف وتاني سنة 90 والتالتة 100، وأنا فرحت وقولت ربنا كرمنا مكنتش أعرف اللي هيحصل».

يكمل القصة الحاج محمد والد أحد اللاعبين من مواليد 1999، والذي كان مجاورًا لابن توفيق، في عملية النصب ذاتها، لـ«الوطن»: «كلمنا وهو بيمضي الولاد في منطقة الكرة، وقال لنا الضرائب أول سنة هتبقى على اللاعب ومحتاجين 32 ألف جنيه وبعدها اللاعب هياخدهم تاني من عقده».

على الفور جاء الرجل من الصعيد وتحديدًا من المنيا، ودفع المبلغ المطلوب، وبعدها مر وقت طويل والاعب لم يلتحق بالفريق، ليفاجأ والد اللاعب بأن الفريق في معسكر دون ان يتواجد نجله، وبالتصال بـ«طنطاوي» قال إن هناك غرفة محجوزة خصيصًا للاعب فور حضوره، ولكن بالتواصل مع الفندق علم الحاج محمد أن تلك المعلومات كاذبة.

 6 شهور من النصب عانى منها أهالي اللاعبين بعد أن دفع كل منهم كل ما في وسعه من أجل أن يرى نجله لاعب كرة قدم في أحد الأندية الشهيرة، خسروا خلالها الأموال ولم يأخذوا سوى مماطلة من «مغازي وطنطاوي».

بالبحث وجد أهالي اللاعبين أن نحو 300 لاعب وقعوا في فخ عملية النصب ذاتها وبالطريقة نفسها، على أمل القيد في نادٍ كبير، ودفعوا أموال للثنائي النصاب ولم يحصوا عليها إلى الآن. 

طالبت الأهالي باسترداد أموالها قبل اللجوء للإجراءات القانونية، ولكن الرد كان أن الأموال ستحول على الحساب البنكي لهم، «كل يوم يقولنا بكرة وبعده لحد ما زهقنا ومش عارفين مكانهم نروحلهم وتليفوناتهم اتقفلت وفص ملح ودابوا.. نفسية ولادنا بقت في الأرض وكل ذنبهم إنهم كانوا نفسهم يلعبوا كورة».