اخبار السياسه اللواء حمدي سرحان.. حكاية الضابط رقم 45 مع «أمير الجهاد»

اللواء حمدي سرحان.. حكاية الضابط رقم 45 مع «أمير الجهاد»

لا ينسى اللواء حمدى سرحان مساعد وزير الداخلية الأسبق، جنازة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تلك الجنازة التى لا تزال عالقة بذاكرته حتى الآن، كما لا ينسى فظاعة جرائم الإرهاب، تلك الجرائم التى قادته إليها جرائم جنائية تولى التحقيق فيها فوصل الى أمير الجهاد، قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال. 

تاريخ حافل لم يتوقف بعد بلوغه سن التقاعد حيث شكل جبهة من الضباط لمواجهة جماعة الاخوان الإرهابية.

في حواره لـ«الوطن» يحكى سرحان تاريخه والمفارقات التى حدثت فى حياته كضابط شرطة يقول إنه أثناء أداء آخر امتحان في السنة الأولى بكلية الشرطة في 5 يونيو 1967، وجهت إسرائيل ضربات جوية مؤثرة للمطارات المصرية، ودمرت العديد من الطائرة وهي رابضة في أرض المطار، وبعدها بـ 4 أيام وتحديدا في التاسع من يونيو وجَّه الزعيم جمال عبدالناصر خطابا للأمة من خلال التليفزيون، وأعلن فيه تنحيه عن رئاسة الجمهورية والعودة إلى صفوف الجماهير، وعقب انتهاء الخطاب خرجت الجماهير في مظاهرة ضخمة تعلن تمسكها بالقائد والزعيم وكان ذلك تعبيرا عن رفض الهزيمة والمطالبة بالصمود وعقب تخرجنا توفي جمال عبد الناصر في 8 سبتمبر 1970 وما زالت جنازته التي لم يسبق لها مثيل عالقة بذاكرتي.

ضابط فى قسم بولاق

عن تاريخه الوظيفى يقول اللواء حمدى سرحان: «بدأت حياتي العملية كضابط شرطة في قسم بولاق أبو العلا ثم قسم قصر النيل ثم إدارة البحث الجنائي بالقاهرة ومنها إلى رئيس مباحث قسم الموسكي، ثم قسم الدرب الأحمر، ثم مفتشا للمباحث بفرقة الشمال ثم فرقة شبرا وعام 1988 نقلت لمصلحة الأمن العام كمفتش للمباحث الجنائية، وفي عام 1992 نقلت لقطاع التفتيش والرقابة بالوزارة وعملت مفتشا للداخلية بمديرية أمن قنا، ثم القاهرة وتدرجت في السلم الوظيفي حتى توليت منصب مدير قطاع التفتيش والرقابة عام 2005، ثم تم تعييني مديرا لأمن بورسعيد وبعدها مساعدا للوزير لقطاع غرب الدلتا، ثم مساعدا للوزير لقطاع الشئون الإدارية وانتهت خدمتي عام 2008 وخلال تلك السنوات مررت بالعديد من المواقف وعملت في العديد من الجنائية والسياسية».

يتذكر اللواء حمدي سرحان أبرز المواقف التي تعرض له خلال فترة عمله في المباحث بقوله إنه أثناء عمله رئيسا لمباحث الدرب الأحمر تلقى بلاغا من أحد المواطنين باختفاء طفل عمره 5 سنوات، وتلقى اتصالا هاتفيا من مجهول يطلب فدية مبلغ 100 ألف جنيه، وكان ذلك المبلغ في ذلك التوقيت مبلغا ضخما جدا وذلك في عام 1980.

زوجتى وخطف الطفل عمرو 

يتابع: «بدأنا في رحلة التحري والبحث وخلال ذلك تعددت الاتصالات الهاتفية بوالد الطفل وقمنا بتسجيل تلك المكالمات للتوصل إلى المكان الذي يتحدث منه طالب الفدية، ولم يكن ذلك أمرا سهلا في ذلك التوقيت وطلبا من والد الطفل مجاراة الخاطف ويستعلم منه عن كيفية توصيل المبلغ المطلوب، واستمر ذلك عده أيام إلى أن طلب الخاطف من والد الطفل أن يجهز المبلغ وأن ينتظره أمام الباب الرئيسي لحديقة الحيوان بالجيزة، طلبنا من والد الطفل التوجه إلى المكان ومعه حقيبة النقود، وكنا بالطبع خلفة بطريقة غير محسوسة، وقمنا بعد ذلك بنشر القوات في المنطقة، ومرت فترة طويلة دون أن يتصل به أحد فحاولنا أن نستخلص حاله اشتباه من بين المتواجدين في المنطقة، حيث لاحظنا وجود 3 اشخاص لا يتناسب مظهرهم مع باقي المتواجدين بالمنطقة، حيث تتميز هذه المنطقة من تواجد أعداد من طلبة الجامعة، فقمنا بضبط 3 أشخاص وكانت المفاجأة بأنهم من الدرب الأحمر، فقمنا باقتيادهم إلى القسم، وتم استجوابهم والتوصل إلى أنهم مرتكبو الواقعة بالاشتراك مع متهم رابع متواجد مع الطفل المخطوف في إحدى قرى الشرقية، وقمنا بالتوجه إلى الشرقية وقمنا بالقبض على الشخص ومعه الطفل، والطريف في هذا الموضوع بأن الطفل اسمه عمرو وكان ابني الرضيع اسمه عمرو، وكانت زوجتي تتابع معي تطورات القضية، وتحثني على بذل مزيد من الجهد لإعادة الطفل إلى أمه».

أمير جماعة الجهاد

وخلال فترة عمله في فرقة شمال القاهرة وخلال البحث عن مرتكبي سرقة خزينة مكتب بريد فكتوريا أمكن ضبط الجناة، والذين اعترفوا بأنهم من أعضاء تنظيم الجهاد وأنهم حاولوا سرقة الخزينة بناء على أوامر من أمير الجماعة، «وكان ذلك بالنسبة لي أول احتكاك بالفكر المتطرف» كما اعترفوا بارتكاب عدة جرائم أخرى مثل حرق بعض محال الفيديو، ومحال بيع الخمور وغير ذلك من القضايا التي ارتكبتها تلك الجماعة المتطرفة وعقب ذلك بعده أيام تم اغتيال السادات في واقعة المنصة وتوالت بعدها الأحداث سريعا.

الشاهد رقم 45

ويحكى سرحان أنه في يوم 10 أكتوبر 1981 وأثناء القبض على عدد من أعضاء ذلك التنظيم بمنطقة الساحل تعرضت والقوة المرافقة لي لإطلاق نار كثيف واستشهد على إثره أحد الزملاء وتمكنا من ضبط أحدهم، ثم توالى ضبط باقي عناصر التنظيم واستدعيت للإدلاء بشهادتي أمام المحكمة بما عرف باسم قضية تنظيم الجهاد وكان ترتيبي في الشهادة رقم 45.

خدمة الحجاج

ويتابع اللواء حمدي سرحان رواية ذكرياته خلال عمله في قطاع التفتيش والرقابة بقوله كلفت برئاسة لجنة إسكان حجاج القرعة المصريين المسؤولة عن توفير المساكن اللازمة لحجاج القرعة والتعاقد على إيجارها في المدينة المنورة ومكة، وكذلك توفير الأماكن اللازمة للحجاج في أماكن المشاعر بعرفة ومنى، فضلا عن تقديم كل الخدمات للحجاج ونجحنا بفضل الله في تنفيذ ما تم تكليفنا به من قبل الوزارة لمده 3 سنوات متتالية وكان لي شرف المساهمة في تغير نوعية الخدمات التي تقدم للحجاج.

وخلال عمله كمساعد لقطاع الشؤون الإدارية، يواصل اللواء سرحان حديثه قائلا: كنت بحكم المنصب رئيسا للجهاز التنفيذي لحجاج جمهورية مصر العربية، وواصلت العمل في خدمة الحجاج وأحمد الله كثيرا على أنه تم تكليفي بهذه المهمة وأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها مني وعقب الإحالة للتقاعد في عام 2008 لم ينقطع العطاء وخاصة بعد أن تمكنت الجماعة الإرهابية من الوصول إلى سدة الحكم عقب أحداث يناير عام 2011 حيث قمنا نحن ضباط الشرطة بالمعاش بالانضمام إلى كيان قانوني قائم وهو جمعية الفجر الجديد لرعاية ضباط الشرطة بالمعاش، وكان الغرض منه بناء حائط صد للوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الشرطة بقصد هدمها تمهيدا للسيطرة على الوطن بأكمله.

كيان ضد الإخوان

لم يتوقف عطاء اللواء حمدى سرحان بعد بلوغ سن التقاعد وكان له دور بارز فى مواجهة الإخوان يقول إنه تم عقد مؤتمر في 4 مارس عام 2013 شارك فيه عدد من رموز المجتمع والصحافة والإعلام ولذلك للإعلان عن أنفسنا والمنهج الذي سنتبعه في التصدي لتلك الجماعة من خلال التواجد بالقواعد مع الشباب في مراكز الشباب والساحات الشعبية لشرح الدور الوطني للشرطة المصرية، واستمر هذا الكيان في عطائه دعما للدولة المصرية، وعقب 30 يونيو 2013، خاصة في الفترة التي حاولت قوة الشر زعزعة الاستقرار في ربوع البلاد إلى أن استقرت الأوضاع وعدنا ننعم بالأمن والأمان في ظل قيادتنا الوطنية الرشيدة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي