اخبار السياسه الطفلان ماتا بالسرطان في العام ذاته.. «رحمة وعمر» خطفهما الورم الخبيث

بعد إصابتهما بالسرطان، فقد «الشيخ أنور»، كما يلقبه أهالي قريته التابعة لمركز الزرقا والواقعة على أطراف محافظة الدقهلية طفليه «رحمة 9 سنوات وعمر 5 سنوات»، في أقل من عام واحد، صدمة كبيرة تعرض لها الراجل الأربعيني وزوجته التي فقدت فلذة كبدها بوفاة طفليها حتى باتت لا تتحدث إلى أحد ولا تتوقف عن البكاء خاصة و أنها كانت تنتظر إنجاب فتاة طوال سنوات عمرها أما الأب فبات ينظر إلى صور طفليه الراحلين و يتحدث إليهما موقنًا أنه لن يراهم مجددا.

يروي الأب «أنور»، 43 عامًا، بائع عطور، تفاصيل مآساته قائلا: «من تدابير القدر أن عمر و رحمة ماتوا وولدوا بذات اليوم، عمر مات وعمره خمس سنوات بتاريخ 6-1-2020   الموافق يوم الإثنين، أما رحمة فماتت ولم يتخط عمرها تسع سنوات بتاريخ 2-1-2021 الموافق يوم السبت، أشعر وكأن ظهري اتكسر مش مصدق الصدمة، فالطفلين لم يشكوا طوال عمرهما من مرض و كانت صحتهما جيدة لكن مشيئة الله نافذة ربنا يصبرنا على الفاجعة».

ويتابع الأب الملكوم سرد تفاصيل القصة الحزينة: «أنا أب لأربعة أطفال، عبد الرحمن 17 عامًا، عبد الله 13 عامًا، رحمة 9 سنوات، وعمر 5 سنوات، توفي عمر و رحمة،  بالمرض الخبيث»،وعن مقدمات مرضهما أشار إلى أن الابن الأصغر عمر اشتكى من صداع شديد وقئ، توجهت به للأطباء الذين شخصوا مرضه بأنه نزلة معوية في بادئ الأمر وظل محتجز بمستشفى الزرقا المركزي 12 يومًا ثم احتجز  بمستشفى السرو المركزي 8 أيام.

«ظل يشكو من الألم دون تحسن، إلى أن حدث حول بعينه و فقد المقدرة على السير، ثم توجهنا لمستشفى الأزهرالجامعي بدمياط الجديدة وبعد إجراء أشعة مقطعية تبين إصابته بورم خبيث على المخ وحاجته الملحة لتدخل جراحي وبعد إجرائها خرج عمر من العمليات حيث استمرت الجراحة 6 ساعات في حالة جيدة على مدار 10 أيام متصلة» قالها الأب.

 وأردف: «بعد إجراء الجراحة تبين ظهور ارتشاح على المخ، و كان قد دخل في غيبوبة وتم إجراءعملية جراحية ثانية فقد البصر بعدها حيث انتشر الورم و أثر على العصب البصري و الحركة و قدمه اليسري التي  لم تعد تتحرك وفقا لكلام الأطباء حيث ظللنا لمدة  4 أيام محتجزين بالمستشفى ثم قضى عمر في المنزل 3 أسابيع وجاءت نتيجة تحليل العينة بأنه كانسر من النوع الشرس، الدرجة الخامسة، ويعد من  أشرس الأمراض و طلبوا إجراء  جلسات إشعاع وكيماوي بمستشفى أيادي المستقبل في محافظة  الإسكندرية».

وأوضح أن نجله خضع  لـ50 جلسة إشعاع حيث كان يجري 4 جلسات أسبوعيا وعقب ذلك تعرض لشلل نصفي، ثم دخل في غيبوبة مرة ثانية ليحتجز بالعناية المركزة بقسم الأورام بمستشفى طوارئ المنصورة لمدة 20 يوما ومات اكلنيكيا ليعلن وفاته رسميا بعد توقف قلبه  في 6 يناير 2020 م بعد رحلة عذاب طويلة و مريرة .

و لم يكن حظ رحمة أفضل من شقيقها،وفقا للأب، حيث مرت بذات التجربة وتوفت خلال 45 يوم فقط من ظهور المرض ذاته، بدأ بصداع مستمر لمدة أسبوع كانت تصرخ ليل نهار مع قئ حتي قامت بتمزيق ملاءات السرير من شدة الصداع والألم ليأخذها والدها لطبيب باطنة ويشخصها أنها مصابة بـ«جرثومة معدة فقط»، وطمأن والدها بينما كانت والدتها ترتجف في المنزل تخشي أن تلقي فتاتها وصديقتها المقربة ذات المصير فهي الطفلة التي تمنتها طوال سنوات عمرها ولكن مع استمرار الألم لم يكن هناك مفر من أن يأخذ الأب ابنته  لمستشفى الطوارئ بالمنصورة قسم الأطفال وهناك تم إجراء أشعة موجات فوق صوتية على البطن، ثم  أشعة مقطعية على المخ ليلقي الطبيب جملة على مسامع الأب أشعرته بالألم ويجري نقلها لقسم المخ والأعصاب.

«خضعت رحمة لجراحة خطيرة  للغاية وظلت داخل غرفة العمليات 7 ساعات ثم تحسن وضعها قليلا إلى أن تم تركيب جهاز لسحب المياه من المخ تسبب في تورم شديد ببطنها وجاءت نتيجة العينة أيضا أن البنت مصابة بورم خبيث، و تم تركيب قسطرة لسحب المياه ثم دخلت في غيبوبة من 15 ديسمبر 2020م  حتى 2 يناير 2021 لم تفق سوى مرة واحدة فقط  وكانت يوم 27 ديسمبر حيث قالت لوالدتها نفسي أشرب مياه و أكل سندوتش فول "ثم قالت لها"  أنا شايفة بابا في مكان حلو أوي، لتدخل الغيبوبة مجددا دون أن تأكل أو تشرب» دامعًا حكى الأب.

واختتم حديثه قائلا: «أنا ملحقتش أفوق من الصدمة الأولي لأدخل في صدمة ثانية البنت قلبها وقف وماتت وأنا يدوب كنت وصلت المنزل، وقبل أن أضع أول لقمة في فمي جائتني مكالمة هاتفية تبلغنا بوفاة ابنتي قلت لهم لا تدخلوها الثلاجة و ذهبنا بسيارة واستلمنا الجثمان وصلينا عليها ودفنت الفتاة بجوار شقيقها الذي كان قطعة من قلبها تحبه كثيرا.