اخبار السياسه قرية "السدح" من العدم إلى الوجود: روح محسن عادل ترسم ابتسامة 75 أسرة

الفارق بين المشهدين لا يزيد عن شهرين، فبالأمس القريب كانت قرية معدومة لا تعرف عن الأدمية شيئا، ولكن يبدو أن الأرواح الطاهرة بإمكانها إنجاز أي شئ مهما كان صعبًا، هكذا أدخلت روح الراحل الإقتصادي الكبير محسن عادل، الذي توفى يونيو الماضي، السرور والبهجة على وجوه أبناء قرية السدح التابعة لمركز أطسا بمحافظة الفيوم.

60 يوما فقط كانت المدة الزمنية التي تبدلت فيها حياة أكثر من 70 أسرة بالقرية الفقيرة التي كانت لا تعرف الحياة، إلى أسرات تمتلك المنازل والمشروعات وغيرها.

ففي سبتمبر الماضي اصطحبت "الوطن" مؤسستي صناع الخير والجود الخيرية، لتشهد شرارة انطلاق تطوير القرية وإعادة اعمارها، كصدقة جارية عن الراحل محسن عادل.

القرية المعدومة شهدت حضور الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، وسط حالة من الفرح والسعادة الغامرة لأبناء القرية الفقيرة، وذلك لافتتاح المرحلة الأولى من تطوير قرية السدح، بعد ما شهدت جهد كبير من مؤسستي صناع الخير والجود الخيرية، حيث تم اعادة اعمار 25 منزلًا بالقرية ليصبحوا جاهزين بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

واقترح "الأنصاري"، خلال حفل الافتتاح، عمل مجمع صناعات حرفية، مع تأكيده على تخصيص المحافظة لأي قطعة أرض مملوكة للدولة لأي مشروعات تخدم أهالي قرية السدح.

بدموع ممزوجة بالزغاريد استلمت 25 أسرة منازلهم، و25 آخرين استلموا مشروعات تنموية ما بين تربية المواشي، والعمل على تروسيكل، وأيضًا محال البقالة، وأخيرًا تم عمل وصلة مياه إلى 25 أسرة بالقرية، ليصبح عدد المستفيدين من المرحلة الأولى نحو 75 أسرة.

الدموع واحدة لكن الأسباب مختلفة، حيث لم تتمكن السيدة داليا حيدر، زوجة الراحل محسن عادل، من إخفاء دموعها وهي تعبر عن سعادتها، بصحبة ابنتها سلمى، عندما رأت التطوير الحقيقي للقرية، قائلة: "حلم زوجي تحقق، نام وارتاح يا محسن".

داليا: زوجي انتهج فكر ضرورة الارتقاء بمستوى معيشة الأسر الأشد احتياجا

وأضافت داليا: "لم أكن أتخيل أن هناك حياة صعبة بهذه الطريقة، وأن هناك ناس تعيش داخل حوائط فقط، دون أسقف تحميهم حتى من الأمطار".

وتابعت: "محسن كان ينتهج فكر ضرورة العمل على الارتقاء بمستوى معيشة الأسر الأشد احتياجًا، من خلال تطوير البنية التحتية لقراهم التي يعيشون فيها ومنازلهم التى يسكنونها وتسليمهم مشروعات تنموية صغيرة ومتناهية الصغر، تحقق لهم دخلًا شهريًا ثابتًا تحقيقًا لتنمية مستدامة داخل هذا القرى".

من جانبه، أكد مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، أن المرحلة الأولى من تطوير قرية السدح، تكلفت نحو 3 ملايين جنيه، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية ستشهد إنفاق نفس قيمة المرحلة الأولى، وذلك من أجل اعادة اعمار القرية بأكملها.

وأبدت رشا بلبع، الأمين العام لمؤسسة الجود الخيرية، سعادتها لما رأته على أرض الواقع يتحقق لهذه القرية، مؤكدة أن اعمار قرية السدح جاء بالتعاون مع مؤسسة صناع الخير، بعد الوقوف على طبيعة أحوال ومعيشة الاهالى بالقرية وكون القرية مصنفة من بين القرى الاشد احتياج.

وأشارت بلبع، إلى أنه سيتم انشاء حضانة من أجل أطفال ستكون به فصول دراسية وملاعب للأطفال، موضحة أنه سيتم عمل فصول مجتمعية، وذلك من أجل وجود تنمية مستدامة حقيقية بالقرية.

والتقت "الوطن" أثناء جولتها في القرية، بالسيدة حنان سالم، والتي عبرت عن سعادتها بتطوير منزلها الذي كان لا يرتقي حتى للمدفن، قائلة: كنا عايشين في عشة فراخ، والمطر لما كان يجي كنت أجري أنا وعيالي عند جيرانا علشان معندناش سقف، وكنت خلاص مسافرة القاهرة علشان أدور على عمارة اشتغل فيها بوابة.

وتوجهت بالدعاء إلى روح الإقتصادي محسن عادل وأسرته، مشيرة إلى أنها ستدعو له في كل الأوقات.ولم تختلف محبة حنان للراحل محسن عادل عن، عم "نادي فيصل"، الذي ظل رافعا يديه للسماء يدعو لمحسن، وهو يمسك "التروسيكل" الذي قرر أن يستخدمه في بيع الفاكهة، مرددًا: "انقذت حياتي أنا وعيالي ربنا يباركله في عياله ويجعل مثواه الجنة".