اخبار السياسه مع تصاعد الموجة الثانية لكورونا.. الإفتاء: مشاركة البلازما واجب شرعي

مع تصاعد الموجة الثانية لكورونا.. الإفتاء: مشاركة البلازما واجب شرعي

حذرت منظمة الصحة العالمية، من تصاعد وتيرة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، مطالبة جميع دول العالم بمزيد من الإجراءات الاحترازية.

وفي السياق ذاته دعت دار الإفتاء المصرية، مشاركة المتعافين من فيروس كورونا المستجد بـ"بلازما الدم" لحقن المصابين من هذا الفيروس.

وقالت الدار، في تقرير لها عبر موقعها الرسمي، إن أخذ بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا المستجد للمساعدة في علاج المرضى الحاملين له؛ هو أمر جائز شرعا، ولا حرج فيه، ويعد ذلك من المسئولية المجتمعية التي تقع على كاهل المتعافين من هذا الفيروس، ويثاب الشخص على ذلك.

وأضافت أنه ومع الاحتياج الطبي للحالات الحرجة الحاملة لهذا الفيروس يتعين القول بوجوب مشاركة المتعافين من فيروس كورونا المستجد ببلازما الدم لحقن المصابين من هذا الفيروس، وذلك مع مراعاة ما تقرره الجهات الطبية من شروط واحتياطات لأخذ البلازما من المتعافين من هذا الفيروس.

وتابعت: البلازما هي مادة سائلة من مكونات الدم، وتميل في لونها للصفرة، ويكون أخذها من الدم بأحد طريقين، إما من خلال أخذ عينة من الدم بكمية معينة، ثم يتم عمل فصل مختبري للبلازما من مكونات الدم، وإما أخذ البلازما فقط مباشرة من الشخص عن طريق أجهزة طبية متخصصة تعمل على فصل البلازما عن غيرها من مكونات الدم.

وتدخل البلازما المأخوذة من شخص في وظائف علاجية كثيرة؛ منها: المساعدة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ومنها: إزالة المخلفات من الوظائف الخلوية والتي تعمل على المساعدة في إنتاج الطاقة، إلى غير ذلك من الوظائف الرئيسة التي تنفذها مكونات البلازما المختلفة. "مأمونية الدم وتوافره"، مقال منشور على الصفحة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.

ومن أجل أهمية البلازما في العلاج وفي ظل نجاح تجربة وزارة الصحة المصرية في حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين لا سيما الحالات الحرجة؛ فقد نادت الوزارة بضرورة أخذ البلازما من المتعافين من هذا الفيروس، وأخذت في وضع الضوابط لذلك، والعمل على التوسع في سحب البلازما من المتعافين، وذلك بالتنسيق مع مراكز نقل الدم القومية في المحافظات المختلفة.

وقالت "الإفتاء"، إنه في سياق هذه الجهود الطبية للدولة؛ فإن مشاركة المتعافين من فيروس كورونا المستجد ببلازما الدم الخاصة بهم لحقن المصابين من هذا الفيروس؛ هو واجب شرعي، وخلق وطني؛ لا سيما مع الاحتياج الطبي للحالات الحرجة؛ وذلك لأن مشاركة المتعافين من فيروس كورونا المستجد ببلازما الدم الخاصة بهم هو وسيلة لحفظ النفس، وحفظ النفس واجب دلت عليه النصوص الشرعية، فتكون الوسائل إليه كذلك، لأن الوسائل لها حكم المقاصد.

وأشارت إلى أن أخذ البلازما من المتعافين للمشاركة في حقن المصابين هو من باب إحياء النفس الوارد في قوله تعالى: ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾، وهو أيضا من باب التضحية والإيثار اللذين أمر الله تعالى بهما وحث عليهما في قوله سبحانه: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾، يضاف لذلك أن علاج المرضى وإنقاذ المصابين وإغاثة الملهوفين والمنكوبين هو من الواجبات الأساسية على المسلمين؛ لأنها تعد أهم الضروريات المقاصدية الخمس التي قام على أساسها الشرع الشريف، وهي ضرورة حفظ النفس؛ حيث إنها تدخل دخولا أساسيا فيها

وقالت دار الإفتاء إن ضرورة حفظ النفس هذه هي حق لله تعالى أولا قبل أن تكون حقا للعباد؛ ولذلك ارتقت الشريعة بها من الحقوق إلى الواجبات، ومن أجل ذلك حرم الله تعالى الانتحار وإيذاء الشخص لنفسه وإهلاكه لها، فقال جل شأنه: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ۞ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا﴾ [النساء: 29-30]، وقال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾.

وقالت "الإفتاء"، إن امتناع المتعافين من فيروس كورونا المستجد من أخذ البلازما يفوت به إنقاذ من أشرف على الهلاك أو خيف من تدهور حالته الصحية، وفي ذلك فوات حفظ النفوس الذي هو مقدم في الشرع الشريف، كما أن الدم متجدد في جسد الإنسان، بل دائم التجدد والتغير، فالقدر المأخوذ من الدم لاستخلاص (البلازما) لا يعجز الشخص المأخوذ منه، بل إنه يصح وصف هذا القدر المأخوذ منه بكونه زائدا عن حاجته؛ والفاضل عن حاجة الشخص يستحب المواساة به لمن به حاجة.

وتابعت: عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له»، قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل. رواه مسلم.

وقالت "الإفتاء": إن الحاجة في أخذ بلازما المتعافين ثابتة وحاصلة للمصابين بهذا الفيروس؛ حيث ثبت طبيا أن العلاج بالبلازما هو طوق النجاة للمرضى أصحاب الحالات الحرجة الحاملين لهذا الفيروس، لا سيما أنه وفي سياق الاشتراطات والاحتياطات الطبية لا يحصل للمأخوذ منه البلازما ضرر أو مضاعفات صحية.

وأشارت إلى أن أخذ بلازما المتعافين للمشاركة في علاج المصابين هو من الرحمة والترابط والتواصل والمواساة التي نادى بها الدين الإسلامي الحنيف، وفي الحديث: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» رواه البخاري.

وأضافت: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» رواه أبو داود، وروى الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة..» الحديث.

وتابعت: أن أخذ البلازما من المتعافين للمشاركة في علاج المصابين هو أيضا من مسئولية المسلم وواجباته تجاه إخوانه المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، وشبك بين أصابعه. متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

واختتمت بقولها: إنه ينبغي في أخذ بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا المستجد اتباع التعليمات والضوابط التي أقرتها الدولة من خلال وزارة الصحة المصرية لشروط أخذ البلازما؛ وذلك لأجل ضمان سلامة الشخص المأخوذ منه البلازما.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه سر انتشار العواصف على البلاد حتى 3 مايو.. خبير أرصاد يحذر من الساعات المقبلة
التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي