اخبار السياسه بعد أدائه القسم.. من هو "رياك مشار" رسول الخراب في جنوب السودان؟

أدى زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار اليمين في عاصمة الدولة "جوبا"، اليوم، ليتولى منصب نائب الرئيس سلفاكير ميارديت، ويلتحق بالسلطة رسميا في البلد الغارق في الحرب منذ 6 سنوات، وقال أمام عدد من الدبلوماسيين وممثلي دول الجوار، من بينهم رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان: "أقسم أن أكون وفيا لجمهورية جنوب السودان".

وبهذا يكون جنوب السودان قد بدأ فصلا جديدا عقب التوصل إلى سلام هش لوضع حد للحرب، بتشكيل الزعماء المتنافسين حكومة ائتلافية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في نشرتها الإنجليزية، اليوم، أنه من المأمول أن تضع حكومة الوحدة الجديدة حداً للنزاع الذي أودى بحياة حوالي 400000 شخص وشرد الملايين.

وكان اتفاق تقاسم السلطة بين كير ومشار، انهار مرتين في السابق، خلال الصراع الذي بدأ عام 2013 وقتل خلاله ما يقرب من 400 ألف شخص، وفشلت محاولات عدة لإنهاء القتال في جنوب السودان، لكن الضغوط الدولية المكثفة أسفرت عن توقيع اتفاق سلام في 2018، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخباربة.

وأرجأ كير ومشار خلال العامين الماضيين المهلة الزمنية لاتخاذ خطوة حاسمة لتشكيل حكومة ائتلافية، وأعلن مشار، أمس الأول الخميس أنه توصل إلى اتفاق مع رئيس جنوب السودان سلفاكير سيسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية، اليوم، فيما قال كير إن قواته ستتولى مسؤولية الأمن في جوبا كما ستتولى حماية مشار، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية. واتفق مشار وسلفاكير على إجراء الانتخابات في غضون 3 سنوات.

ودعا كير، نحو 190 ألف شخص يعيشون تحت حماية الأمم المتحدة في مدن خيام في العاصمة وأرجاء البلاد والذين يعيش كثيرون منهم فيها منذ سنوات عديدة إلى "الخروج لأن فجر السلام قد بزغ".

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 2018، فإنه يوجد في جنوب السودان أحد أدنى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في العالم حيث بلغ 34.5%.

وحمل مشار ألقابا عديدة فهو زعيم تمرد وأمير حرب، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في 2018، أن مشار شخصية محورية في المشهد السياسي في دولتي السودان ثم جنوب السودان، طيلة ثلاثة عقود.

وصف كير، مشار بأنه "رسول الخراب"، الذي واصل أفعاله التي قام بها في الماضي، في إشارة واضحة إلى تحدي مشار سلطة مؤسس الحركة الشعبية جون جرنج في مطلع التسعينيات.

اشتهر مشار بقدرته على المناورة السياسية والتنقل بين أطراف الصراع

وأوضحت "بي بي سي": اشتهر مشار بقدرته على المناورة السياسية والتنقل بين أطراف الصراع في لحظات مختلفة خلال الحرب بين الجنوب والشمال في السودان التي تواصلت لأكثر من عقدين قبل انفصال الجنوب، وكان يسعى في ذلك إلى تعزيز موقفه السياسي وموقف قبيلته النوير، في المشهد السياسي والصراع على السلطة في جنوب السودان.

ووصفه مراسل "بي بي سي" للخدمة الأفريقية، ديفيد أمانور بأنه "يتمتع بصبر هائل، ومهارات دبلوماسية فائقة". ومن وجهة نظر مؤيديه، كان نفوذ مشار يتزايد في حكومة جنوب السودان، ومن ثم قام الرئيس سلفا كير بإقالته في يوليو من عام 2013 دون أن يقدم أسبابا واضحة.

بينما منتقدو مشار يتهمونه بأنه أظهر قسوة كبيرة حين قامت القوات الحكومية بقمع تمرد الجنرال جورج آثور، الذي اتهم بالتمرد وإشعال "حرب بالنيابة" لحساب حكومة الخرطوم التي نفت ذلك.

ونرصد  أهم المعلومات عن "رياك مشار"، نائب رئيس دولة جنوب السودان، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

- ولد مشار عام في 1953 في ولاية الوحدة

- حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة برادفورد البريطانية في ثمانينيات القرن الماضي.

- تزوج من موظفة الإغاثة البريطانية إيما ماكيون عام 1991، والتي توفيت بعد ذلك بعامين، في حادث سيارة في العاصمة الكينية نيروبي

- متزوج حاليا من أنجلينا تيني وهي سياسية من جنوب السودان.

- ينحدر مشار من قبائل النوير التي تمثل ثاني أكبر جماعة إثنية في جنوب السودان، وكان وجوده في مناصب عليا بالسطة يمثل شيئا مهما، لتعزيز الوحدة في جنوب السودان وتقاسم السلطة مع قبائل الدينكا التي تمثل الأغلبية.

- مشار من مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان "إس بي إل أم"SPLM، التي كانت تقود القتال ضد قوات حكومة الخرطوم من أجل انفصال الجنوب وكان قائدا بارزا في جناحها المسلح.

- انفصل مشار عن الحركة الشعبية وأسس حركة منفصلة لعدة سنوات في تسعينيات القرن الماضي، تفاوض خلالها مع حكومة الخرطوم ما أسفر عن توقيع اتفاق للسلام بينهما عام 1997.

- بعد اتفاق للسلام عقد عام 2005 لإنهاء النزاع في السودان، عينت الحركة مشار في منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان.

- احتفظ مشار بمنصبه عقب إعلان دولة جنوب السودان عام 2011، الأمر الذي بدا دليلا واضحا على نفوذه الكبير المطرد في أوساط حركة تحرير السودان، حتى إقالته في تغيير وزاري أجراه الرئيس سلفا كير ميارديت في يوليو 2013.

- لعب مشار دور الوسيط بين الحكومة الأوغندية وحركة جيش الرب للمقاومة المتمردة عليها.

- أعلن مشار في 28 مايو 2001 عودته لصفوف الحركة الشعبية، بعد قطيعة دامت 9 سنوات.

- دخل في مشار في خلاف مع سلفاكير الذي اتهمه بقيادة محاولة انقلابية مع عدد من الوزراء في عام 2013، الأمر الذي تحول إلى نزاع مسلح بين الجانبين واتخذ طابعا عرقيا بين قبائل الدينكا والنوير التي ينتميان اليها.

- أعلن مشار عزمه على تحدي سلفا كير والترشح لقيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان، بغرض خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2015 بيد أن كير اتهم مشار بالتخطيط لانقلاب، واصطدمت القوات الحكومية مع قوات اتهمتها التمرد داخل الجيش.

- جرى التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين في أغسطس 2015، بعد تهديدات أممية بفرض عقوبات.