اخبار السياسه يوليو يعشق الربيع «19».. «وأعلم أنك تكذبي»

«مثل الإخوة نحن»، جملة تهربين بها من حبي، حتى أنك تقولين «مثل» فقط، وليس إخوة مباشرة، وهل تقسو الأخت على أخيها إلى هذا الحد!.. لا يمكن للأخت ترك أخيها ينام باكيًا، إنها تعتبره الصخرة التي تلقي بهمومها عليها، تعتبره السند الذي تلجأ إليه في المِحن.

لا يمكن لها أن تهنأ بنوم أو حلم، بينما يتقلب في فراشه، لا هو بالنائم ولا المستيقظ، لا تتركه وحيدًا في زحام الحياة، وهي تعرف أنها وحدها القادرة على رسم البسمة على شفتيه، وإدخال السرور إلى نفسه، وتحويل يومه من سيئ إلى رائع، ومن كئيب إلى مبتهج. أما أنا فلا أعتبرك أختي، فمهما غلوتُ في حب شقيقتي فسأكون مطمئنًا عليها في بيت شخص يحبها ويصونها، أما أنت فكيف أطمئن عليك وسط الذئاب المتربصة بكِ.

هل أخبرتك قبل ذلك أنني في كل مناسبة أشتري لك هدية، وأحتفظ بها على أمل أن أعطيهم جميعا لك دفعة واحدة، أتخيل وجهك عندها، أتخيل حجم السعادة التي سأشعر بأني شخص عظيم إذا حققتُ لك بعضا منها، ومن حماقاتي أنني أتخيل أنك تقومي بنفس الشئ من أجلي، لكن سرعان ما يوقظني ألم أشعر به في صدري كلما تذكرت أنك صرت بعيدة.. بعيدة إلى حد أنه لا يمكنك سماعي أو الإحساس بوجودي.

لم أرغب في شئ يوما كما رغبت أن تكوني معي، ولم يقسُ على شخص مثلما فعلت أنت، فكفي عن تصنع الأخوية الكاذبة، فما هكذا يفعل الإخوة ببعضهم، فأنا أبحث في عينيك عن صداقة الأخت، وحنان الأم، ولا أجد منك غير ما يوجع قلبي ليل نهار، ويسرق النوم من عيني، ويخطف البهجة من أيامي، فأصطنع ابتسامة زائفة أخوض بها غمار الحياة بعدك وليتني أستطيع.