اخبار السياسه بعد الاتفاق على تفعيله.. كيف تستفيد مصر من الربط الكهربي مع السودان؟

اتفق وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمد شاكر، ونظيره السوداني الدكتور معتز موسى، على ضرورة استكمال إجراءات الربط الكهربائي بين البلدين، واستعداد الطرفين للانتهاء من الخطوات اللازمة لذلك خلال الفترة المقبلة وعقد الجلسات الفنية لتفعيل الإجراءات.

وذكر بيان مشترك صدر في ختام مباحثات وزيري الكهرباء المصري والسوداني التي استمرت يومين في الخرطوم، أن المباحثات تأتي في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع الشعبين المصري والسوداني الشقيقين، وتفعيلا لتوجيهات القيادة السياسية في البلدين، لتعزيز العلاقات الأخوية، وأوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات.

المباحثات الأخيرة، في هذا الشأن لم تكن الخطوة الأولى، حيث بدأت الدراسات منذ فترة طويلة، بحسب الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، الذي أكد أن الدراسات في مراحلها الأخيرة، جاءت في ظل اهتمام من الجانبين باستكمال الربط الكهربائي بين البلدين، مشيرًا إلى أن الصيغة التنفيذية للمشروع التي تحدد آلية تنفيذه، وحجم التبادل بعد تحديد قوة الشبكات في البلدين، ستصدر قريبا. 

وأضاف حمزة، في تصريحات لـ"الوطن"، أن الربط يأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية للدولة، التي تتبنى التواصل مع الأشقاء من جهة، وأن تصبح مصر مركزا إقليميا لتبادل الطاقة من جهة أخرى، لما تملكه مصر من إمكانيات فنية، ونظرا لموقعها الاستراتيجى المتميز، وارتباط السواحل المصرية بدول الخليج وبعض دول أوروبا كذلك.

وأشار المتحدث باسم الوزارة، إلى أن الربط مع السودان يأتي استكمالًا لمنظومة الربط الكهربائي الدولي، الذي بدأته مصر في المنطقة، لافتًا إلى أنه يوجد خط ربط مع الأردن شرقًا بقدرة 450 ميجا وات تسعى الوزارة لرفعه إلى 2000 أو 3000 ميجا وات، بالإضافة إلى خط ربط مع ليبيا غربًا، وخط ربط مع السعودية شمالًا جار العمل فيها حاليا لتبادل 3000 ميجا وات، على أن يبدأ تشغيله في عام 2021، كما تم توقيع مذكرات تفاهم مع قبرص لتبادل كهربي يصل كذلك إلى 3000 ميجا وات.

الدكتور سامح نعمان، أستاذ الطاقة بكلية الهندسة، أوضح أن الربط الكهربي بين مصر والسودان يعود بفوائد على الدولتين على حد سواء، فالسودان لديها نقص شديد في الكهرباء، وتستوردها من أثيوبيا بأسعار مرتفعة، ومن مسافات بعيدة للغاية، وفي ظل الربط مع مصر يمكنها توفير احتياجاتها بأسعار رخيصة ومن مسافات أقرب بكثير.

ويعود الربط على مصر بفائدتين رئيسيتين، حسب خبير الطاقة، الذي أكد أن الفائدة الأولى هي فائدة اقتصادية، موضحًا أن مصر لديها فائض في الكهرباء في الوقت الحالي، يمكن تصديره بسهولة إلى السودان، والفائدة الثانية حسب نعمان، تكمن في سهولة تنفيذ ربط كهربي مع دول أخرى لديها نقص في الكهرباء عبر السودان، مثل تشاد وإريتريا وجنوب السودان كذلك.

وأشار إلى أن مشروع الربط الكهربي مع السودان أسهل بكثير من ذلك الذي تسعى مصر لتنفيذه مع دول أخرى كالسعودية وقبرص، نظرا لقرب المسافة وعدم وجود حدود بحرية.