اخبار السياسه يوليو يعشق الربيع.. «9».. «بلا بوصلة»

لم أعد أدري إلى أين أمضي في الحياة بعدك، الأيام تسير برتابة مملة، فقد غابت شمس أحلامي فجأة، يا ذات القلب الصخري، والعيون الزجاجية، لم أشهدك بهذه القسوة من قبل، أهو عقاب على أنني أسرفت في التعلق بك، هل أحببتك أكثر من اللازم، هل أبالغ؟ أم أنك تستحقين هذا وأكثر، أم تراني لم أبذل ما يكفي من دمائي وسهري حتى أفوز بقلبك، وأظفر بعينيك.

كيف يكون جزاء الحب الابتعاد، وجزاء الاشتياق مزيد من الهجران، عرفت فيما بعد أنها وشاية؛ تلك التي حولتك إلى وحش لا يملك قلبًا.

بريء أنا من كلامهم عنك، لم أخبرهم شيئًا، لماذا برأيك ظنوا ذلك، وهل أنا الوحيد الذي يجلس في حضرتك، أو يحب أن يكون قُربك، أم أنها الحقيقة التي آمنت بها مذ رأيتك: «من رآك ولم تهتز أوصاله، ولم يضطرب قولونه العصبي، فعليه بزيارة طبيبه؛ لأن من المؤكد أنه يعاني خللًا في الإحساس وتذوق الجمال.

لا تهتمي بكلامهم؛ فقريبًا لن تريهم ثانية، وحبي لك سيكون أطول عمرًا من كلامهم، فعندما تأخذهم دوامة الحياة سينسون اسمك واسمي، وتبقى قصتنا مرجعًا لكل مبتدئ يريد أن يتعلم أبجدية العشق وأساليب الهوى.

قالوا إن من يكتب يعش طويلًا، حتى بعد مغادرته الدنيا، وأنا سأظل أكتب عنك إليك، حتى تعجز يدي عن إمساك القلم، وتضعف عيني حتى لا تقوى على النظر إلى الورق، سأظل أسجل رسائلي إليك حتى تعجز حنجرتي عن الكلام، حينها فقط، سأرقد في قبري مرتاحًا، منتظرًا لُقياك في الجنة.