اخبار السياسه "عزيزي ديسمبر.. عزيزتي الحالمة"

اخبار السياسه "عزيزي ديسمبر.. عزيزتي الحالمة"
اخبار السياسه "عزيزي ديسمبر.. عزيزتي الحالمة"

عزيزي ديسمبر أهلًا بعودتك..

مر ثلاثة وعشرون عامًا وأنا دائمًا ما أنتظرك أن تأتي إليَّ لتُعيد ترتيب نفسي المبعثرة خلال العام الذي ضعتُ فيه بدونك، انتظرتك هذا العام طويلًا، كانت الشهور ثقيلة جدًا على روحي وكأنها تسقط على ذراعي ويجب عليّ أن أحاول إزاحتها بعيدًا عني لكي أقوم وأقوى على خوض الطريق إلى أحلامي التي تسبقني للوصول حتى أنها لا تخاف أن يعجب بها أحدهم فيأخذها ويبدأ بتحقيقها، أتدري أنها لا تبالي بي ولا تهتم هل سأبكي ضياعَها إن ضاعت؟

مؤلم أن أكون مجرد شيءٍ لا يعني الكثير لأحلامه التي خطَّتها يداه في ليلة من لياليك استعدادًا للعام الجديد وطمعًا أن تكون قد تحققَت عند عودتك المرة القادمة.. أنتظر أحد عشر شهرًا للقاء كل شيء بين ثنايا أيامك.. البرد والشتاء وكل شيء مع حضورك يكون كما لم يكن من قبل، في ليالي ديسمبر لا تنتهي كل الأحلام كما يدّعون، في لياليك تُعلَن كل الأحلام وتعود كل اللقاءات المُؤجلة لنا، نبكي ونضحك ونعود لنكتب على صفحاتك ما فعله الصباح بنا وما فعلته العودة بقلوبنا المُشتاقة لكل شيء.

عزيزي ديسمبر..

هل لي بلقاء يجمعنا وحدنا على طاولة في مقهى فارغ مع برودة الطقس والمارة يتسارعون للعودة؟ ، فنجلس وحدنا نراقب العشاق الهاربين من خلالك إلى نصفهم الآخر ليكتملوا كما يكتمل القمر؟ لكنهم لا يختفون بعد الاكتمال، بل يستمرون وينقضي العام دون أن ينطفئ بريقهم، ودون أن يخذلوا أنفسهم وأصدقائهم، ودون أن يشعروا بالوحدة في أي يوم..

عزيزي ديسمبر .. لِمَ لا تبقى دائمًا؟

ديسمبر…

عزيزتي الحالمة التي تكتب دائمًا لي كل عام…البقاء الدائم لا يجعل من حولك يشتاق لكِ، يشتهي الحديث معكِ، دائمًا ما يأخذنا العمر بعيدًا وفجأة يعود بنا إلى دوائرنا التي طالما عرفتنا وعرفناها، حينها نعود بشغف وبلهفة تكاد تشعل النار في ليالي ديسمبر الباردة، البقاء الدائم لا يعني أي شيء إذا كنتِ وحدكِ باقية وجميعهم يرحلون ويعودون بين الحين والآخر، البقاء الدائم يمنح البعض إحساسًا بأنكِ حق مكتسب لهم، وهذا أسوأ شيء يمكن أن يفعله المرء في حق ما يحب ومن يحب، أحيانًا خوض الأمور مرةً واحدة كل حين أفضل وأجمل وأكثر صدقًا وشغفًا من خوضها مراتٍ كثيرة دون أن نشعر بها، الآن هل عرفتي لِمَ لا أبقى دائمًا؟

عزيزي ديسمبر..

الآن عرفت الكثير مما لم أحاول معرفته، وكأنني تعمدت أن أعصب عينيّ عنه، كما نحاول دائمًا الابتعاد عن معرفة الحقيقة لأنها تصيبنا بجرح في القلب، الآن عرفت لِمَ لا تبقى دائمًا.. وإن حدث وبقيتَ فربما لن أكتب لك حينها، لذلك فإنني في ثنايا لياليك سأحتضن كتابًا وورقةً وقلمًا وسأكتب كما لم يكتب أحدهم من قبل..

ديسمبر..

عزيزتي الحالمة التي تكتب لي دائمًا…أنتِ سيدة السماء والحكايات والأحلام الراحلة لطريق ينتهى بلقاء ذلك الذي شغف بكِ منذ الحرف الأول الذي قرأه لكِ، أتمنى أن تكون ليلتكِ كما حلمتي بها، سأنتظر الغد لتكتبي لي كثيرًا.

توقيع/ ديسمبر

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه مواعيد الصلاة الجديدة بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. «الإفتاء» تحذر