اخبار السياسه ميتٌ على قيد الحياة

اخبار السياسه ميتٌ على قيد الحياة
اخبار السياسه ميتٌ على قيد الحياة

غرفةٌ مظلمة لا ترى فيها أطرافك حتى، أشبهُ بقبرٍ أسفلَ بُنيان، ساعةٌ تحتضنُ الحائطَ، تسمعُ دقاتها من شدةِ سكونِ المكان، جسدٌ هالكٌ مُلقى على الأريكةِ، تسافرُ عيناهُ في فضاءِ الغرفة، متنقلة بينَ الجدران، جسدٌ خائفٌ تائه؛ كأنهُ طفلٌ أضاعَ ثوبَ أمهِ المتشبثُ به وسطَ الزحام، أمسكَ هاتفهُ وأختارَ أغنيةً ما؛ فقط ليعلنَ التّمرد على ذلكَ الصمتُ القاتل في المكان، وفي محاولةٍ بائسةٍ منهُ لإخمادِ الحربِ المشتعلةِ في عقله، أجابهُ الهاتفُ سريعًا:

When i need to fight, be my shield and sword

عندما أرغب في القتال، كوني حمايتي وسيفي

Cause i'm never lost in your dreams

لأنني لن أتوه أبدًا في أحلامك

When i lose my heart, bring it back to me

وعندما أفقد قلبي، أرجعيه إليّ ثانيةً

When i lose my heart.........

تكررت تلكَ الجملةُ في عقلهِ مئات المرات، كسيفٍ يُغرزُ وينزعُ في قلبه تِباعًا، " أرجعيهِ إليّ ثانيةً، أرجعيه...."

يحاولُ بثّ السلامِ بين أفكارهِ المتصارعة، فتجيبهُ بالعصيان، فحتى أمرُ الهدنةِ محال، لمست تلكَ الكلماتُ كلَّ أوتارِ الحزن بقلبه، فصار يعزفُ ألمًا شجيًا، تواسيهِ العينُ بالدمعات، يحترقُ ظنًا أنها هي البطلُ الذي سيعيدُ قلبهُ من الضياع، أنها ستُرجعهُ إليه، تُرجعُ ماذا؟! وهي التي سلبتهُ منه، هي التي أضاعته منذُ البداية برحيلها، حتى لو كانت مجبرةً على ذلك، فلماذا تركته وحيدًا؟!

Someone told me that you are gone now

أحدهم أخبرني أنك رحلتي الآن

You took off to the other side

وذهبتِ إلى العالم الآخر

صاحَ الهاتفُ بتلكَ الكلماتِ معلنًا أنه أصبحَ حليفًا لأفكارهِ المتنازعة، فصاحَ هو رافعًا رايةَ ضعفهِ، معلنًا أنهُ قد اشتاقَ لقاتلته، بدأ يتلاشى كلُ شيءٍ من حوله، كأنهُ انتقل من غرفته لمكانٍ آخر، قد لا تربطهُ صلةٌ بالمجرةِ بأكملها، ماعادَ يسمعُ صوتَ هاتفهِ، أصبحت كلُ الأشياء أمامهُ ضبابيةً، تخلّت عنها ملامحها، سرقت أنظارهُ الذكرياتُ بما تفعل، أصبح يرى حياتهُ الآن كاملةً، بل ويسمعها، وكأنهُ في عرضٍ سينمائي، يرى أول لقاءٍ بينهما، وكيف أتتهُ تختالُ برفقٍ في مشيتها الملائكية، يسمعُ دقاتَ قلبها المتسارعةِ حينَ ناداها حبيبتي، تذكرَ كلَّ شيئٍ بينهما، وكأنهُ يحدثُ أمامهُ الآن، نظراتهما التي كانَ كلاهما يختلسها من الآخر، ضحكاتهما، أغانيهما المفضلة، أحاديثهما، مكنوناتِ قلبيهما التي كانت ولازالت سرهما الخاص، فصاحَ متألمًا: كيفَ تتركه هكذا؟! كيفَ لها أن تنهي ما كانَ بينهما؟! لماذا سَلبت قلبهُ، وهي التي أعادتهُ للحياة؟! كانت أشبه بملاكٍ طيبٍ يُسخرُ لهُ صعابَ الحياة، كيف لها وقد كانت لتعاستهِ ندًا، أن تكبلهُ بقيودِ الحزن، تعالت صيحاتُ قلبهِ كثيرًا حتى واساهُ النومُ علّهُ يُخفف صراعهُ، في الصباحِ استيقظَ مسرعًا، أرتدى ملابسهُ في عَجل، عازمًا على الذهابِ إليها، تسارعت خطواتهُ عبرَ الطرقات حتى وصلَ إليها، تملكتهُ حالةُ جمودٍ لبضعِ دقائقَ، ثمّ دلفَ البابَ مُثقلًا بأحزانهِ، توقفَ أمامها لتعلنَ دموعهُ ثورتها على كلِ شيء، "حبيبتي أشتقتُ إليكِ كثيرًا، لما تركتني وحيدًا وسط هذا العالمِ الحزين، ألا تعلمينَ أنّ قلبي ينبضُ فقط لأجلكِ أنتِ، لما أسرعتِ بالرحيل، لم نصنع أحلامنا بعد، حبيبتي اشتقتُ لهمساتك، أنفاسك، كلماتكِ التي تأسرُ قلبي، صدقًا أشتاقُ لكل شيء".

لم يستطع أن يُكملَ كلماتهُ من شدةِ البكاء، صارَ جمادًا لا يحركُ ساكنًا، مرّ الوقتُ طويلًا، وهو تائهٌ في ذكرياتهما سويًا، متأملًا ما كانَ بينهما من عشقٍ، تحاملَ على نفسهِ، وهمّ واقفًا، تمتمَ بالفاتحةِ، وأدارَ ظهرهُ لقبرها قائلًا، أخبري المولى أني اشتقت لرؤياك؛ فليأخذني لجواركِ قريبًا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى