اخبار السياسه نيللي حنا: المصريون لم يكونوا فقراء في عهد العثمانيين

قالت الدكتورة نيللي حنا، أستاذة التاريخ العثماني بالجامعة الأمريكية، إن بعض المستشرقين الذين كتبوا عن مصر "العثمانية" رسموا صورة شديدة القتامة عن شدة فقر المصريين، مؤكدة أن هذه الصورة غير دقيقة في حال تعميمها، فمصر تحت الحكم المملوكى والعثمانى مرت بفترات رخاء وأزمات، وأغلب هذه الأزمات كان السبب فيها جفاف النيل، إذ كانت هناك مجاعة تتكرر مع كل جفاف في النيل كل بضع سنوات، وبالتالي ضرب قطاع الزراعة، ومن ثم الهجرة من الريف إلى المدن، وهؤلاء المهاجرون كانوا الأكثر فقراً في المدن، ومنهم يأتي أغلب المتسولين في الشوارع، أما التجار فكان منهم أغنياء، والحرفيون كانوا بصفة عامة "مستورين".

وأضافت حنا، لـ"الوطن": "رصد المؤرخ الفرنسى "أندريه ريمون" أوضاع الحرفيين من خلال تركاتهم فى القرن الـ18 وتوصل لنتيجة خلاصتها أن أوضاعهم كانت جيدة، وأن المعاناة اقتصرت على أصحاب اليومية فقط مثل "الفواعلية"، وطبعاً هذا لا يتعارض مع حقيقة أن الثروة كانت مركزة فى أيدى القلة من المماليك والتجار، وعدد هؤلاء لا يتجاوز بضعة آلاف شخص، وبلغت ثروة الأمير عثمان كتخدة في القرن الـ18، على سبيل المثال، 11 مليون بارة، وهو رقم فلكى بأسعار اليوم".

وتابعت: "أما بقية المصريين فكانوا متواضعين في مستوى عيشهم، وبطبيعة الحال كان هناك الشحاذون والمعدمون، وكان هناك أيضاً أصحاب ثروات طائلة أمثال "الرويعي"، الذي ترك أوقافاً كثيرة في وسط البلد، ومن بينها الحي الذي يحمل اسمه حتى الآن، وإسماعيل أبوطاقية، شهبندر التجار، في مطلع القرن السابع عشر".