اخبار السياسه بعد تحريرها.. قصة سقوط الموصل في قبضة "داعش"

في إحدى ليالي يونيو الحارة عام 2014، تحديدًا يوم التاسع من يونيو، كان العشرات من مقاتلي "داعش" جاهزين لتنفيذ الخطة، التي لم تتجاوز الثأر من الجيش العراقي، لقتل قياداتهم.

الخطة الشيطانية تضمنت مهاجمة المقار الأمنية واقتحام السجون في الموصل، على غرار ما حدث في بغداد في عملية اقتحام السجن المركزي، وانطلق 1800 مقاتل من التنظيم نحو المدينة، بحسب تقديرات المراقبين، وبعد أن أشرقت الشمس بقليل كان في قبضة التنظيم معظم مقرات الشرطة الاتحادية في الساحل الأيمن من المدينة، ليغيِّر خطته بشكل سريع ويحوِّلها من الثأر لقيادته إلى احتلال كامل لمدينة الموصل، ويُعلن رسميًا سقوط الموصل في قبضة "داعش" يوم 11 يونيو.

ما حدث في الموصل قبل سنوات، أعيد للأذهان مرة أخرى، أمس الخميس، عندما أعلن الجيش العراقي، سيطرته على جامع النوري الكبير في مدينة الموصل القديمة، وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم الجيش العراقي للتلفزيون الرسمي، "سقطت دولة خرافتهم"، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، انتهاء كيان داعش بالسيطرة على جامع النوري في الموصل.

ولم تصمد القوات العراقية، في التاسع من يونيو 2014، المتواجدة بمدينة الموصل، آنذاك، اكثر من ثلاثة أيام، ليعلن تنظيم داعش سيطرته بشكل كامل على المدينة في 11 يونيو من نفس العام، وتنهار الأجهزة الأمنية وينسحب الجيش تاركًا خلفه العشرات من المجنزرات والآليات العسكرية، تاركًا الطريق مفتوحًا أمام "داعش" للسيطرة بالكامل على المدينة، لينضم إليهم المئات من الهاربين من السجون والساخطين على الشيعة والحكومة العراقية، ليواصل المسلحون تقدمهم جنوب نهر دجلة، والسيطرة على مدن القيارة والشرقاط والحويجة وتكريت.

وفي أغسطس 2015، انتهت اللجنة العراقية المشكلة للتحقيق في أسباب سقوط الموصل إلى مفاجأة، وهي إدانة نوري المالكي، رئيس الحكومة والقائد الأعلى آنذاك، في تحمل مسؤولية سقوط الموصل، وطالبت اللجنة البرلمانية بإحالة المالكي إلى القضاء.

وفي أكتوبر 2016، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بداية الهجوم لاستعادة مدينة الموصل في عملية أطلق عليها "قادمون يا نينوى"، وعُرفت إعلامياً بمعركة تحرير الموصل، وهي العملية التي شهدت معارك ضارية، حقق فيها الجيش العراقي العديد من الانتصارات.

أوشكت معركة الموصل على الانتهاء بسيطرة الجيش العراقي على مسجد النوري، وهو المسجد الذي أعلن فيه أمير التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، قيام "دولة الخلافة" في 29 يونيو 2014، وألقى خطبته الشهيرة، واستقبل "البيعة" من أنصاره.

وكان تنظيم داعش الإرهابي، أقدم على تفجير الجامع ومنارته الحدباء الأثرية في 21 يونيو، بعد تقدم القوات العراقية في المدينة القديمة، إلا أن الأهالي تدخلوا ومنعوا التنظيم من تفجير المسجد.