اخبار السياسه بعد أن أخرجت "شوشة" و"بنت الشاطئ".. كيف أصبحت الثقافة في دمياط الآن؟

اخبار السياسه بعد أن أخرجت "شوشة" و"بنت الشاطئ".. كيف أصبحت الثقافة في دمياط الآن؟
اخبار السياسه بعد أن أخرجت "شوشة" و"بنت الشاطئ".. كيف أصبحت الثقافة في دمياط الآن؟

تتميز محافظة دمياط بكونها واحدة من المحافظات التي تشهد حراكا ثقافيا يتناسب مع طبيعة عمل أبنائها في مجالات عدة كصناعة الأثاث والحلويات والزراعة وهو ما كان له بالغ الأثر على العروض المقدمة على خشبة المسرح والفنون التشكيلية التي عبرت عن البيئة المحيطة.

وتشهد قصور ثقافة دمياط إقبالا كبيرا من قبل الشباب على المسرح والمزيكا والفنون التشكيلية فيما تراجع الإقبال على المكتبات بصورة واضحة نظرا للتطور التكنولوجي الذي تشهده المرحلة، ما دفع الشباب للتراجع عن المشهد وبات الإقبال مقتصرا فحسب على الكبار ومتوسطي الفئة العمرية ويبلغ عدد قصور الثقافة في دمياط 4 "دمياط - دمياط الجديدة - فارسكور وكفرسعد".

وتعد محافظة دمياط واحدة من المحافظات التي خرج منها كبار الشعراء والكتاب مثل "فاروق شوشة، عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ، طاهر أبو فاشا" وغيرهم كثيرون.

ويقول طاهر أبو حطب، مدير قصر ثقافة فارسكور، لـ"الوطن": "نعاني من معوقات المرحلة المتمثلة في نقص الإمكانيات المادية وتغير المفاهيم العامة والمتمثلة في أشكال الثقافة الحالية فباتت هناك فجوة هائلة بين إمكانيات الثقافة المتاحة والتغير التكنولوجي، حيث انخفض الإقبال على المكتبات لنحو 70% بعد انتشار الكتاب الإلكتروني، حيث بات الإقبال على المكتبات لمتوسطي الفئة العمرية والكبار فحسب، بينما عزف الشباب عن المكتبات، ما بات يؤكد أننا بحاجة للتطور والربط بين المكتبات العالمية".

ويضيف أبو حطب أن الإقبال على قصر ثقافة فارسكور غير عادي، فهناك حالة تعطش لدى الشباب نحو المسرح والمزيكا والفنون التشكيلة، موضحا: "قدمنا عددا من الأنشطة تركت بصمة في الشارع الدمياطي لعل أبرزها آخر عرضين تم تقديمهما وهما (أغنية على الممر ومسرحية ملك الزمان) ويعدان من أكبر العروض التي شهدت إقبالا غير عادي من الجمهور، وخاصة فئة الشباب"، موضحا: "لدينا نشاط غير عادي في المسرح طوال العام متمثل في الورش والعروض، كما لدينا ورش فنون تشكيلية مستمرة خلال العام، أما عن المزيكا فلم نترك أي مناسبة إلا وشاركنا فيها سواء احتفالات وطنية أو أعياد الأم، كما نشارك بصفة مستمرة في المؤتمرات الشعرية ونحن في احتكاك مع الشارع وهناك ارتباط وثيق بين الشباب والرياضة والتربية والتعليم".

وتابع أبو حطب قائلا: "لا يوجد بناء حضاري تم بناؤه على اقتصاد أو سياسة فدائما التطور الاجتماعي والتاريخ الحضاري يقوم على المعرفة والثقافة وتوفير فكر اجتماعي موحد يمكن من خلاله بناء مجتمع فلا بد من دعم المؤسسة الثقافية بالتزامن مع الأخذ في الاعتبار التطور التكنولوجي".

ويقول صلاح مصباح، عضو نادي الأدب، إن القائمين على إدارة قصر ثقافة دمياط يعدوا موظفين بعيدين تماما عن امتلاك أي رؤية ثقافية تخدم على الدور المهم الذي يلعبه القصر فبات المواطن لا ينجذب لقصور الثقافة، حيث يتوجَّه العاملين الذين يعدوا موظفين فحسب لإضاعة الوقت ولا يمتلكون أي إبداع أو أفكار كما باتت الوزارة مقصرة بصفة مستمرة، مضيفا أن ميزانيات قصور الثقافة رغم ضآلتها باتت تهدر كما أدت قلة الميزانية للتأثير على نوادي الأدب والمسرح والموسيقى وبات دور القصر قاصرا على عقد اجتماع أسبوعي بنادي الأدب فحسب ولا يقدم شيئا.

وطالب مصباح بضرورة امتلاك الوزارة رؤية صريحة وواضحة لدفع الثقافة الوطنية للأمام وتدريب القائمين على الثقافة لامتلاك منهج ثقافي، بحيث لا يصبح المسؤول موظفا فحسب يفتقد للإبداع والحرفية.

ويضيف أحمد الوزاني، مخرج مسرحي وممثل بفرقة دمياط المسرحية: "فوجئنا بإغلاق المسرح منذ 4 أشهر بسبب الصالة المطلة على الباب الرئيسي والتي باتت آيلة للسقوط حتى بتنا نقدم عروضنا بدون جمهور فيما لم يتأثر التدريب بأي شكل".

ويتابع الوزاني: "نواجه أزمة حقيقة في عدم تمكننا من تقديم عروضنا بصفة مستمرة بحجة الموافقات الأمنية والتخوف من انهيار السقف باعتباره خطرا على الجمهور الذي بات يدخل من باب جراج قديم عدا العروض الرسمية التي يحضرها كبار المثقفين وشخصيات من خارج المحافظة".

وطالب الوزاني بإعادة ترميم السقف بأقصى سرعة حتى لا تتوقف الأنشطة أكثر من ذلك مبديا تخوفه من عدم تمكنه تقديم عرض الفرقة القومية.

ويقول عبد العزيز إسماعيل، عضو اتحاد كتاب مصر ومؤلف ومخرج مسرحى لـ"الوطن": "توافرت لدمياط بنية ثقافية كبيرة وغير مسبوقة في الوقت الحالي عن ذي قبل ممثلة في 4 قصور رئيسية "دمياط - دمياط الجديدة وهو الأضخم على مستوى الجمهورية ولكنه شبه معطل - فارسكور وكفرسعد" علاوة على أكثر من 15 مكتبة فرعية فى فرى ومدن المحافظة.

وتابع عبد العزيز دمياط تُعد محافظة ديناميكية لحراكها الصناعي والزراعي والتجاري حتى استطاعت إنتاج منتج ثقافي متنوع ومتميز على مستوى العصور وقدمت الكثير من الأعلام في الوطن العربي مثل "بنت الشاطئ - طاهر أبو فاشة - لطيفة الزيات - عبدالرحمن بدوي - يسرى الجندي وأبو العلا السلاموني - فاروق شوشة - الدكتور علي مشرفة وغيرهم من المثقفين في كل مجالات الأدب والثقافة والإبداع، نظرا لتعطش الشعب الدمياطي للخدمات الثقافية، مضيفا أن رغم كل هذه المزايا النسبية في مجال البنية الثقافية والأعلام والحراك إلا أنه يحطيها مجموعة من الصعاب والتحديات لعدم توافر الكوادر الثقافية والكفاءات في المؤسسات الرسمية القادرة على إدارة الحراك الثقافي.

وأرجع عبد العزيز عدم توافر الكوادر القادرة على إدارة المؤسسات الثقافية لعدم الإهتمام والتدريب وعدم توفر المناخ المناسب وعدم وجود اهتمام لربط منظمات المجتمع المدني كالمجلس القومي للمرأة بالحركة الثقافية العامة بالمحافظة والنوادي والنقابات المهنية ووجود تكنولوجيا متطورة تنقل المعلومات والأخبار في زمن قصير، كما أن الاستمتاع الفني خارج المؤسسة والمتمثلة في "الإنترنت ووسائل المعرفة الحديثة" يكاد يلغي دور المؤسسة الثقافية فبات الآن لا يجبر أحدا على التوجه للمكتبات لتوفر وسائل المعرفة.

وحمَّل عبدالعزيز مسؤولي المؤسسات الثقافية السبب لعدم استحداث طرق وتكتيكات حديثة لجذب الجمهور الذي ذهب بعيدا عنه بفعل التكنولوجيا الحديثة وعدم توافر ميزانيات رسمية تواكب التقنيات الحديثة والتحديات الموجودة متسائلا: "هل يعقل معالجة قضية الإرهاب بندوة فقيرة لا يحضرها عدد يزيد عن أصابع اليد الوحيدة وقد يكونوا من موظفي المكان الحاضرين بالإجبار وفي غياب جموع الشباب والشعب خارج جدران المبنى".

وطالب عبدالعزيز بدمج الوسائط الثقافية بعضها ببعض بشكل مبسط مصحوب بفيلم عن التدمير والخراب الذي يحدثه الإرهاب والإيذاء البدني والنفسي للجمهور والتكلفة الاجتماعية الشاملة التي يدفعها المجتمع جراء أي عمل إرهابي واستطلاع رأي المحيطين والتفاعل مع الجمهور وأخذ رأيه في كيفية الحل "كتنشيط دور الكنيسة والمسجد"، مضيفا مهما بلغ ذكاء الجهاز الأمني لن يتمكن من تغطية مصر بأكملها ولا بد من أخذ توصيات المواطنين وتفعليها واهتمام الأجهزة المحلية بالعمل الثقافي وتقديم الدعم معنويا وماديا حتى يصير الوعي أعلى وقيام النخبة الثقافية بدورها لتوجيه ما يمكن له إثارة الحافز لدى الجمهور.

وأشار عبدالعزيز إلى تعطل قصر ثقافة دمياط لعدم وجود كادر وظيفي مناسب وقلة عدد العاملين ونقص الإمكانيات المادية وعدم اهتمام جهاز التعمير بالاستثمار الثقافى بشكل جدي.

وتقول جيهان عبدالسميع، مدير قصر ثقافة دمياط الجديدة، لـ"الوطن": "رغم إقامة القصر على مساحة عشر آلاف متر فلا يوجد به عامل نظافة رغم مطالباتي المتكررة بضرورة وجود عربة نظافة فلا تأتي إلا كل فترة أما كل أسبوع أو شهر على حسب الظروف حتى باتت كل موظفة تمسح الغرف بخلاف وجود سقف معلق آيل للسقوط في مدخل القصر ناحية المسرح منذ 3 سنوات وأخشى من سقوطه حال وجود جمهور، علاوة على غرق المسرح بسبب سوء حالة السباكة وعدم وجود موظف آمن للقصر وأصبحت أتولى أعمال التنظيف في كثير من الأحيان لعدم وجود عمالة مضيفة، وفي الآخر مطلوب مننا نشتغل مش عارفة هنشتغل إزاي وإحنا في الوضع ده".

ويقول سمير الفيل، شاعر وقاص ورئيس نادي أدب دمياط، ومؤسس مبادرة القافلة الثقافية "في حب نجيب محفوظ"، لـ"الوطن"، إن هيئة قصور الثقافة مكبلة بلوائح وقوانين تجعل تأثيرها في المجتمع محدودا، ناهيك عن الميزانيات الضعيفة والمشكلات الإدارية التي تعصف بالأنشطة فعلى سبيل المثال فإن قصر ثقافة دمياط يتحرك ببطء، حيث إن واجهته مغلقة منذ عدة شهور، نظرا لوجود ترميمات في المدخل، وهذا قلص النشاط إلى حد كبير، وحينما نعقد مؤتمرا نظل نبحث عن ممول لوجبة الغذاء حتى لا يظل الضيوف بلا استضافة، وأحيانا نجد غرف النشاط مغلقة وذلك لتغيب الموظف أو تأخره، وما يتلف من مقاعد ومناضد يظل ملقيا في الأركان لا يتم تعويضه، والقصر بأكمله لا يوجد به عمال نظافة معينون".

 وأبدى "الفيل" استياءه من إغلاق القصر يومي الجمعة والسبت رغم وجود رواد يمكنهم الحضور، ويمكن التغلب على ذلك بتوزيع الموظفين على أيام الأسبوع على أن تظل الأبواب مفتوحة طيلة الأسبوع، ورغم تطهير الحديقة من الحشائش فالمسرح الصيفي يحتاج لتجهيز كامل.

 ويرى الفيل اللوائح عتيقة تعوق نادي الأدب خاصة وأنها غير عملية، فلا يحق لعضو مجلس الإدارة المشاركة في المؤتمرات، ما أدى لعزوف الكتاب الجادين عن ترشيح أنفسهم لقيادة النادي، كما أن الكتاب الشباب قد انفصلوا عن الحركة الأم لأسباب متنوعة، ومشروع النشر الإقليمي يواجه عراقيل مختلفة من أبرزها ضعف المحتوى ورداءة الإخراج الفني، علاوة على الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي جعلت الناس يفضلون البحث عن لقمة العيش بدلا من تلقي الفنون وسماع الموسيقى، وهذا عنصر حاكم بحسب وجهة نظره.

وأكد الفيل أن نوادي الأدب بعضها شكلي ولا يحضره إلا قلة، في حين أن موقعا كقصر ثقافة دمياط الجديدة يعمل بكامل طاقته بسبب فاعلية ونشاط مديرته، وجدية مدير الندوة الأسبوعية.

وأعرب "الفيل" عن إعجابه بما تقدمه فرقة الدراما الحركية من عروض شيقة لها جمهورها بقيادة الفنان كريم خليل، وفرقة الكورال برئاسة الملحن توفيق فودة وجهود طاهر أبوحطب ورأفت سرحان وحسن النجار في عروض مسرح الكبار وأحمد الغزلاني وعبده عرابي في عروض مسرح الصغار.

وطالب سمير بدعم المحافظة للنشاط الثقافي كي يمكن استضافة أدباء وفنانين مرموقين بدلا من الاقتصار على أدباء الإقليم دون غيرهم حيث لا يوجد في ميزانية هيئة الثقافة بند استضافة.

وأعرب حسن خلف أحد أهالي مدينة عزبة البرج، عن سخطه لعدم وجود قصر ثقافة يخدم المدينة وتوابعها، مضيفا أن رغم تجاوز عدد السكان مائة وعشرين ألف فلا يوجد قصر ثقافة أو نادٍ أو مكتبة يخدم الآلاف من الأهالي حيث نفتقد لأي مصدر ثقافي.

ويرى محمد سليمان، أحد أهالي مدينة دمياط الجديدة، قيام قصر الثقافة بالمدينة بتأييده دوره الثقافي المطلوب اتجاه أهالي المدينة كما يجب، مضيفا: "على مدار العام ينظم القصر نشاطات فنيه وأدبية متنوعة".

 

.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه المشاهد الأولى للقصف الإسرائيلي العنيف لحي تل السلطان في رفح الفلسطينية
التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات