اخبار السياسه وزير رهن الاختبار

مهمة وزير التموين الجديد اللواء محمد الشيخ صعبة، بل قل غير عادية، فهو يدخل المنصب فى ظرفين شديدى الخصوصية، أولهما حالة الغلاء غير المسبوقة فى أسعار الكثير من السلع الحيوية للمواطن، بل وشح بعضها، بسبب سياسات التجار فى تعطيش الأسواق، أو ضعف الاستيراد، وثانيهما أنه لواء سابق بالقوات المسلحة المصرية، كان مسئولاً عن هيئة الإمداد والتموين، ثم عن هيئة الخدمات العامة بالقوات المسلحة.

التحدى الأول هو الأخطر، فأسواق السلع فى مصر بحاجة ماسة إلى السيطرة، والاحتكارات التى تحكمها بحاجة ملحة إلى «التلجيم». المسألة بالطبع ليست هينة، لكن من مراجعة تصريحات ولقاءات سابقة لوزير التموين الجديد، نستطيع أن نستخلص أن الرجل على وعى كامل بخطورة انفلات الأسعار ومآسى الاحتكار. هذه التصريحات التى رددها الوزير قبل أن يتبوأ المنصب أصبحت جزءاً من أدوات حسابه، رغم أن الرجل قالها، ولم يكن فى مخيلته أن يصبح المسئول الأول عن تموين المصريين فى يوم من الأيام، لكن ذلك الذى حدث، وأصبحت رؤية الوزير الرافضة للاحتكارات ولانفلات الأسعار على المحك «تحت الاختبار». ومؤكد أن «الشيخ» يستوعب أنه جاء إلى المنصب فى ظل واقع أعلى صوت فيه هو صوت صرخات المواطنين من الغلاء، نتيجة الإجراءات التى تتخذها الحكومة فى إطار برنامجها للإصلاح الاقتصادى، وهى إجراءات يضاعف من تأثيرها على جيب المواطن «المهوّى» جشع التجار وغلبة الاحتكار.

التحدى الثانى يرتبط -كما ذكرت- بانتماء الرجل إلى القوات المسلحة المصرية، وهناك من يحتفى بذلك وهناك من يتحفظ، فالذين يحتفون يستبشرون به خيراً فيما يتعلق بضبط وربط الأداء داخل الوزارة وخارجها، ويرون أنه أقدر من غيره على المواجهة، بحكم خبراته العسكرية، أما المتحفظون فيتحدثون عن حالة التوسع فى تمكين رجال القوات المسلحة من مؤسسات الدولة، من مبانى الوزارات إلى مبانى المحافظات، ومؤكد أنهم سيتصيدون للرجل أى صغيرة أو كبيرة بهدف التشكيك فى أدائه. وسواء فيما يتعلق بالمستبشرين أو المتحفظين أجد أن حال الرجل فيما يتعلق بهذه المسألة يشبه السائر على الشوك، لأن أداء أى مسئول فيه السلبى وفيه الإيجابى، ومن يريد الدفاع سيجد، ومن يريد التصيد سيجد أيضاً.

فى تقديرى أن من مصلحة الوزير أن يلتفت بالدرجة الأكبر للتحدى الأول (مواجهة انفلات الأسعار وأباطرة الاحتكار)، لأنه التحدى الأهم، والذى ستنعكس نتائجه على حياة الناس بصورة سريعة ومباشرة. على سبيل المثال سعر طن السكر ارتفع خلال الأسابيع الماضية، ثم انخفض -بعد ذلك- منذ بضعة أيام، ورغم ذلك تجد أن سعر التجزئة ما زال مرتفعاً كما كان خلال أسابيع الصعود. وهذا شأن الأسعار فى مصر، فهى تتمدد بسهولة، وتنكمش بمنتهى الصعوبة، من السهل جداً أن يرتفع سعر سلعة نتيجة شح المعروض منها، أو ارتفاع أسعارها العالمية، فى المقابل يجد المواطن أن من الصعوبة بمكان أن ينخفض السعر، إذا زاد العرض أو انخفض السعر عالمياً، لأن الأسواق فى مصر محكومة بآفتين: الاحتكار وجشع التجار. وهما فى الوقت نفسه موضوع اختبار الوزير!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه انطلاق حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77
التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات