اخبار السياسه طوكيو 2020 فى علم الغيب

يتم إعداد الرياضيين للألعاب الأولمبية على مدى سنوات. ويشمل ذلك إعدادات جسدية ونفسية مدروسة ومخططاً لها، لا تتوقف فى عيد الأضحى ولا تتجمد فى رمضان أو يُكتب عليها «مغلق» فى الصيف. وعلى مدى هذه السنوات، يتدرب الرياضيون تبعاً لبرامج علمية دقيقة، ويجرى تحديث وتعديل الخطط التدريبية حسب قدرات ومستويات واحتياجات كل منهم. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الرياضيين الذين يصلون لدرجة التأهل التى تسمح لهم بالمشاركة فى الألعاب الأولمبية مولودون بمميزات وملكات جسدية تساعدهم على الوصول إلى هذا المستوى، فإن جانباً كبيراً من حياتهم يسخّر للتدريب المنظم. ولأن الألعاب الأولمبية تجرى مرة كل أربع سنوات، فإن القائمين على أمر الرياضيين فى مختلف الألعاب يضعون الخطط التدريبية والنفسية لهم قبل بدء المشاركة بسنوات. وعلى سبيل المثال، فإن عدّائى المسافات الطويلة يخضعون لسنوات من التدريب لتقوية الدورة القلبية الوعائية، وتتدرج تصاعدياً قبل بدء الأولمبياد. ولاعبو الغطس لا يخضعون فقط لتدريبات شاقة وعنيفة على مدى سنوات، لكنهم يدرسون قواعد الفيزياء، حيث يتعلم اللاعب كيفية التحكم فى وزن الجسم على المنطات، وقوانين الضغط، والتعامل مع كثافة الماء، وسرعة الرياح، حيث يتم تقليص الصدفة لأضيق حد ممكن. وقس على ذلك بقية الألعاب. وبينما النواحى الجسدية تضغط على اللاعب على مدى السنوات، فإن ساعات التدريب الطويلة، بما يؤثر على حياته الاجتماعية والأسرية والتعليمية، تنال من حالته النفسية، وتمثل مصدراً إضافياً من مصادر الضغط، ما يعنى رعاية نفسية مستمرة وتقديم أوجه الدعم النفسى والعصبى والمعنوى. وما إن تبدأ البطولات الدولية، والأولمبياد على وجه الخصوص، حتى يبدأ إعداد الرياضى نفسياً بمقاييس مطابقة للحدث، بالإضافة بالطبع إلى وجود المدرب جنباً إلى جنب مع اللاعب لا يفارقه. والدول الأكثر حصداً للميداليات الأولمبية تتفنن وتبدع وتبتكر فى سبل وطرق رعاية أبطالها وتجهيزهم على مدى سنوات لهذا الحدث الرياضى الأهم. وفى الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، ينفق نحو 25 ألف دولار سنوياً لإعداد البطل الواحد، سواء ذلك المخطط له المشاركة فى الألعاب الأولمبية أو البارالمبية. ويسمونها هناك «استثماراً»، لا سيما أن جانباً من هذه التكلفة يسددها المتبرعون من المواطنين العاديين الذين يرون فى المشاركة الأمريكية فى تلك الألعاب مصدراً للفخر الوطنى. وتتراوح بنود الصرف على الأبطال الرياضيين بين إسكان، حيث يتم تجهيز مساكن لإقامتهم فى المعسكرات الداخلية، وبرامج غذائية خاصة، ومستشارى الطب النفسى الرياضى، وقياس القدرات الفردية الجسدية وعمل التوصيات من أجل التجويد ورفع الكفاءة، والخدمات المكتبية، حيث توفير أحدث المراجع الخاصة بقواعد التدريب الحديثة والإعداد للمسابقات الدولية، وإخضاع اللاعبين لدورات تدريبية لاكتساب المهارات الحياتية اليومية التى تؤهلهم لأداء أفضل وأرقى فى الأولمبياد. ومن ثم فإن الإخفاق أو أداء الرياضيين فى الحدث الرياضى الأهم يكون مثاراً للتحقيق والتقصى والبحث من أجل التوصل إلى ما يمكن تجويده وسد الثغرات، وليس على سبيل الهبد والرزع لملء وقت الفراغ، أو السخرية والتنكيت على الرياضيين على يد مجموعات التنظير والإفتاء الملقحة على القهاوى. يحدث هذا هناك. أما هنا فالأمر مختلف تماماً. الخصوصية المصرية تفرض نفسها، والعنترية العشوائية تقول كلمتها، والعنجهية الشعبية تصرخ بعلوّ صوتها. فباستثناء كرة القدم، لا تلتفت الغالبية العظمى من المصريين إلى الرياضة. وليست مبالغة لو قلنا إن كلمة الرياضة فى مصر هى كرة القدم فقط لا غير. لكن هذا لا يمنع شعب الفيس بوك الجرار وجمهور «تويتر» من الأحرار من الإفتاء والتنظير والتعديل على رياضات لا تعلم الأكثرية شيئاً عنها باستثناء صورة مرت صدفة هنا، أو معلومة قيلت مرة هناك. ومن ثم، خرج علينا منظرو القهاوى ومُفتو الشبكة العنكبوتية ينضحون جهلاً مخلوطاً بالسخرية وحماقة مبنية على رعونة يصفون لاعبى البعثة بالمبتدئين والفاشلين إلى آخر قائمة مفردات السفاهة. وإذا كان الحكم على أداء اللاعبين مبنياً شعبياً على أساس عدد الميداليات، فإنه أجدر بالجميع أن يكون مطلعاً على أحوال وأوضاع الكثير من اللاعبين أنفسهم. كثيرون لا يعلمون أن جانباً كبيراً -وأحياناً الجانب الأكبر- من تمويل ممارسة رياضيى الألعاب الفردية يجرى عبر جيب الأهل. ومنهم من يقترض أو يقتر على نفسه وبيته وبنود صرفه من أجل تمويل ممارسة الابن أو الابنة رياضة نبغ فيها وتفرد. وكثيرون لا يعلمون أيضاً أن ما تعانيه مصر على مدى تاريخها المعاصر من انعدام تخطيط وغياب رؤى فى الغالبية المطلقة من أمورها طال المجال الرياضى كذلك. وعلى الرغم من صحوات متعددة وجهود فردية يبذلها البعض فإن الحديث عن إعداد أبطال أولمبيين مصريين هو ضرب من الخيال. وعلى الرغم من أن الدولة تنفق على رياضات عدة، حيث تيسير سفر بعثات المنتخبات الوطنية للمشاركة فى بطولات دولية، إلا أن منها من لا تتيسر له معرفة المدرب المصاحب إلا فى أثناء البطولة أو على أحسن تقدير قبل موعد السفر بأيام عدة، وهو ما لا يُعقل، لا سيما فى الألعاب الفردية. هنا يتحول الحديث عن الإعداد النفسى للاعب المصرى والاهتمام ببرنامج التغذية والتأهيل العصبى ودراسة قواعد الفيزياء والتدريب على مواجهة الصعاب والتعامل مع المشكلات الطارئة، بدءاً بالإصابات مروراً بالضغوط العصبية وانتهاء بسرعة الرياح وسخونة الجو أو برودته إلى ما يقرب من الخيال العلمى. الإعداد لدورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو 2020 بدأ أمس، فمتى وكيف يبدأ فى مصر؟

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه عاجل.. هجوم على موكب «نتنياهو» في تل أبيب.. «ماذا يحدث في دولة الاحتلال؟»
التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات