اخبار السياسه الصيف وحكاياته.. حكايات وطن «81»

ذلك القاسى الجرىء ننتظر وعوده بشوق لألوانه وبهجته، ثم لا نلبث أن نشكو لهيبه وشقاوته.... والصيف فى أم الدنيا له طقوسه التى يستمتع بها الأغنياء فى مرافئ الوجاهة والعز...كما ينال منها البسطاء القليل فى مرافئ البساطة والرضا.

يهل علينا بوهجه لنطالب باللجوء الصيفى فى أقصى الشمال.. حيث علامات الحدود.. التى عندها تبدأ بوادر (القلع) وتخلص الكثير من مواطنات دولة الساحل الشمالى الموسمية الشقيقة من معظم ملابسهن وقدر من حيائهن.. مما يجعل حتى غير محجبة (زى حالاتى)وأمثالى من الأسر الطيبة الموشكة على الانقراض وسط عشوائية الهوية نشعر بالذهول.. ليبدو الجميع، وكأنه فى أحد الكرنفالات الجنوب أمريكية أو المهرجانات السينمائية أو عروض الأزياء الألمعية..وقد صنع البحر والهواء صنائعه مع شعر غجرى مجنون يعجز فى التعامل معه محمد الصغير (والكبير إن وجد).. وتحلت بعض صاحبات البشرة الخمرية المصرية الجميلة بختم الساحل على أجسادهن الذى تحول إلى لون مزرق مخطط بحمالات لا تستر عورة التناقض والازدواجية فى مشاهد التحول إلى (زومبى) وبمنطق اللى حافظ مش فاهم تجد من تضع (فول ميك آب) على (هوت شورت وتيشيرت).. وهى تتنزه على الشاطئ مع صديقتها التى تضع مجموعة إكسسوارات سواريه على كاش مايوه.. متعثرة بالتالون (كعب الحذاء ولا مؤاخذة).

وحتى بعض السيدات الوقورات المحجبات والمنتقبات أحياناً، وقد فاتها قطار (القلع)، فتتشبث بإلحاق بناتها بإحدى عرباته بدرجاته المتفاوتة (اللى كلها ألعن من بعض).

وينتاب الكثير من الرجال (إلا من رحم ربى) أعراض الوداعة و(شراء الدماغ) تماشياً مع سلو دولة الصيف الماجنة، أو التحلى بروح القطيع أقصد (الفريق) والاستسلام لنظرية (إشمعنى) ما هى فلانة لابسة البكينى وإنت عايز تلبسنى بوركينى (مايوه المحجبات).

والعجيب أن كلاًّ له منطقه فى التبرير.. والتمسك بتخفيف لم نسمع عنه فى أكثر المذاهب تسامحاً.. لنجده عند مذهب سيدى عبدالرحمن وسيدى كرير.. اللذين ربما كانا انتحرا أو أعلنا الجهاد لو عرفا ماذا صنعنا باسمهما..

وقد صبغ المكان شرعية ثقافة خاصة به.. قادرة على إخماد الإرث التراثى الأخلاقى بشعارات فاتنة، مثل (مش مهم المظهر.. المهم الأخلاق) وكأن لقاءهما أمر أصعب من لقاء السحاب لأم كلثوم وعبدالوهاب ويحتاج لقرار جمهورى كالذى أصدره عبدالناصر لهما لنسعد بـ(إنت عمرى).

هنا فى دولة الشمال، الإيجار اليومى يتسلل إلى خانة الآلاف.. بينما يقتحم ثمن بيع الوحدة خانة الملايين.. بلا سقف منطقى لفيلل وقصور تدل مظاهر الفخامة فيها على سهولة الحصول على أموال بلا تعب تضع علامات استفهام كثيرة.. لنظرية الجدوى الاقتصادية العجيبة عندما يلقى أصحابها بثرواتهم غنيمة لشتاء طويل قارس من أجل عدة أسابيع.

ولأننى (فقرية) بطبعى أجدنى أفقد جزءاً من بهجة الاستمتاع بالحفلات الصاخبة.. والجلسات الممتعة بانشغالى بحساب الاستثمار المهدر لثروة عقارية معطلة معظم شهور السنة.. وسفه على وسائل ترفيه مبالغ فيها بالنسبة لشعب يستجير من وطأة المرض ونصفه يعيش تحت خط الفقر.. لأرى صورة فجة لانعدام التكافل والتضامن الاجتماعى..

يمنعنى الأصدقاء (الخبرة) من الذهاب لبعض الأماكن لسمعتها السيئة.. وقد أصبحت قلة من النساء كما أتمنى للأسف.. (قادرة)ولا تخجل بعد توديع الزوج العزيز يوم السبت من الذهاب إلى تلك الأماكن، ثم تبديل الموقف يوم الخميس مع عودة الزوج الشقيان طول الأسبوع.. أحاول أن أفلسف الموقف على أنه انتقام ربانى لجامع مال حرام أو مسئول مرتشٍ أو فاسد.. لكن كل الأبجديات تعجز عن تبرير الخيانة.. ورغم مطالبتى بالمساواة ورغم أن ذنب الزانية والزانى واحد فى الإسلام.. لكننى أعترف أنها بغيضة على قلبى أكثر عندما تأتى من النساء..

باختصار.. لن تجد إلا فى بلدنا هذا المزيج العجيب.. والتنوع المتناقض.. ثم ينظّر علينا الجهلاء بعدم تقبل الآخر.. هو فيه آخر أكتر من كده.. إنه الصيف بجنونه وحكاياته التى لا تنتهى.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات جديدة نحو جنين لمواصلة الاقتحام
التالى اخبار السياسه قصواء الخلالي: الاحتلال الإسرائيلي «بيرمي بلاه على مصر».. وقادرون على فرض رؤيتنا