اخبار السياسه فوبيا التطبيع

منذ معاهدة كامب ديفيد التى كسرت الحاجز النفسى بين مصر وإسرائيل على المستوى الدبلوماسى، والجدل حول مفهوم التطبيع ونسج علاقة طبيعية مع اليهود لا ينتهى، بل وصل فى أحيان كثيرة إلى التخوين ووصم من يجاهرون به بالعمالة والخيانة لأوطانهم ودماء شهدائها.

والخوض فى قضية مثل التطبيع أمر شديد الحساسية والتعقيد نظراً لما يحمله من مفاهيم وأفكار ومعتقدات ترسخت فى الذهن العربى الشعبى الذى يعتبر إسرائيل كياناً غاصباً محتلاً لأراض عربية ليست من حقه، وهذه حقيقة. لكن، ومع مرور الوقت على اتفاقية كامب ديفيد التى أزاحت الستار عن رهبة التعامل مع الإسرائيليين، شهدت المنطقة العربية حالة من الهرولة للتطبيع مع إسرائيل سواء فى السر أو العلن، فى الوقت الذى كانت فيه الشعوب قد حسمت أمرها ورفضت التعامل مع الكيان الإسرائيلى الصهيونى رفضاً قاطعاً، غير أن خروج البعض عن القاعدة بشكل فردى، كان آخر ندوبها عودة الجدل وردود الفعل الغاضبة من الفنانة بسمة والفنان خالد أبوالنجا لمشاركتهما فى الجزء الثالث من المسلسل الأمريكى «Tyrant» بسبب مؤلف المسلسل الذى قيل إنه إسرائيلى فاتهما بالتطبيع، ورغم نفى الفنانين للاتهامات الموجهة إليهما مؤكدين أن المؤلف أمريكى والمشرف على ورشة الكتابة «Chris Keyser» هو أيضاً أمريكى الجنسية فإن نقابة المهن التمثيلية تعتزم التحقيق معهما.

فى الماضى اتُهم الفنان عمر الشريف بالتطبيع مع إسرائيل إثر مشاركته فى فيلم «فتاة هازلة» مع الممثلة اليهودية «بربارا استرايساند»، حينها أثار غضب الشارع المصرى والعربى، خاصة أن توقيت الفيلم كان فى أوج الصراع العربى الإسرائيلى عام 1967، أيضاً اتُّهم عمرو واكد بالتطبيع عام 2007 على أثر مشاركته فى الفيلم الأمريكى «بين نهرين» وتم شطبه من نقابة المهن التمثيلية، واعتذر حينها مبرراً بأنه لم يكن يعلم أن البطل إسرائيلى الجنسية، وأعيد اتهامه مرة أخرى عام 2008 بعد مسلسل «منزل صدام» فصرح بأنه لا يوجد قانون يجرم التطبيع، فالتطبيع لم يعد تهمة، بل هو اقتناع الشخص بالأفكار الصهيونية.

إن شبهة الوقوع فى فخ التطبيع تجعلنا نسلط الضوء على مفهومه الشمولى، وهو التعريف الذى يشمل «المشاركة فى أى مشروع أو مبادرة أو نشاط محلى أو دولى مصمم خصيصاً للجمع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بين الفلسطينيين أو العرب مع الإسرائيليين أفراداً كانوا أو مؤسسات، ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد النسوى أو الشبابى، أو إلى إزالة الحواجز النفسية ويُستثنى من ذلك المنتديات والمحافل الدولية التى تُعقد خارج الوطن العربى كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض التى يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليين، ولا تهدف إلى جمع الفلسطينيين أو العرب بالإسرائيليين، بالإضافة إلى المناظرات العامة»، وأصبح يُعرف بمصطلح «المقاطعة العربية لإسرائيل»، ويعنى كما جاء فى قاموس المصطلحات الحقوقية الدولى أن المقاطعة هى إجراء تلجأ إليه سلطات الدولة أو هيئاتها أو أفرادها المشتغلون بالتجارة لوقف العلاقات التجارية مع دولة أخرى ومنع التعامل معها أو مع رعاياها بقصد الضغط عليها رداً على ارتكابها أعمالاً عدوانية وما شابه. فخطورة التطبيع تنبع من سعى إسرائيل وتصميمها على تثبيت وجودها ككيان معترف به، وإسرائيل تسعى من خلال الاتفاقيات المعقودة مع الدول العربية المجاورة إلى جنى ثمار السلام المزعوم واستثماره فيما يفيدها اقتصادياً وسياسياً وأمنياً من خلال وجودها الآمن فى المنطقة وتهيئة ظروف مناسبة وحالة سلمية تشجع يهود العالم للهجرة إلى دولة تعيش فى أمان ضمن حدود معترف بها من دول الجوار، وهذا فى حد ذاته ينسف قضية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من أساسه، لطالما سعت إسرائيل للتطبيع السياسى والاقتصادى مع العرب، ربما تحقق هدفها جزئياً لأن التطبيع الثقافى بالنسبة لها يبقى الأهم، فقد أدرك قادتها هذه الحقيقة مبكراً لأن اتفاقات السلام عادة توقع بين القادة ويظل تطبيقها مرهوناً بالشعوب، ولا بد من تهيئة الأجواء الكفيلة بدفع الشعوب إلى التجاوب مع السياسة وإزالة كل مظاهر العداء.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات