اخبار السياسه حكايات «رهب وأخواتها»

دعنا لا ننخدع بمن يقول لنا إن هذا العالم غير قابل للفهم، لكن الكثير مما يحدث فيه غير قابل للاتفاق عليه. والموضوعية، بين قوسين، تقتضى أن نحلله من منظورين: الإطار الإنسانى العام، الذى يستهدف بناء عالم أفضل لنا ولغيرنا، والصالح الوطنى القومى الخاص، الذى يحاول أن يضمن عدم الإضرار بحقوقنا. وذكرنا لوضع كلمة «موضوعية» بين قوسين اعتراف بالبعد الذاتى فى تحليلاتنا، وفى ذلك قمة الموضوعية، كما يرى بعض الفلاسفة. ومن المهم أن نستفيد من دروس هذه الأحداث، التى تعبر فى مجملها عما سميته «حكايات رهب وأخواتها»، على مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية... إلخ. ولأن الانتقاء ضرورة فى هذه المساحة المحدودة، سنتعرض إلى خمسة أحداث مهمة باختصار شديد، مؤكداً أن ما يبدو من تباين بينها لا يخفى أن الكلمة المفتاحية التى تربط بينها هى «رهب» بمعناها الواسع ومشتقاتها، وإن اختلفت أدواتها وتجلياتها وتفاصيل تفسيراتها فى عالمنا «المرهوب».

• الحدث الأول يمكن أن نطلق عليه وصف «مبدأ من لا مبدأ لهم» وهو يتعلق بما سمى «عقيدة أو مبدأ أوباما». إننا نراه هنا نموذجاً «للترهيب السياسى» للمملكة العربية السعودية، التى تحاول أن تنتهج خطاً سياسياً مختلفاً عما اعتادته من قبل. وبصرف النظر عن كثير من التفاصيل التى تبعدنا عن الهدف من هذا الدرس، لأن الشيطان يقبع نحو التفاصيل، فهى فى النهاية شقيقة وليست فقط صديقة، وهى ومصر الأمل فى بقاء أمة العرب. يلوح «مبدأ من لا مبدأ لهم» بمسئولية بعض السعوديين عن أحداث سبتمبر، الذى هم صُنّاعه الأصليون باحتضان قادته فى حربهم ضد السوفييت. ويشير إلى أن التوتر بينها وبين إيران يضر بمصالح المنطقة ومصالحهم فيها، ويطمح إلى التدخل لحله لصالح إيران، التى عقدت معهم الاتفاق النووى إياه، بصرف النظر عن مدى قوته أو هشاشته أو مستقبله، وفقاً لمبادئهم البراجماتية التى لا يعرفون غيرها.

• الحدث الثانى يتمثل فى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، الذى عبرت نتيجته عن واقع «المملكة غير المتحدة». يقال إن الناخبين قد ندموا على فعلتهم التى لا فكاك من آثارها، والتى ترى أن نوعية خاصة غير نمطية من الرهبة تقف وراءها، زكاها العنصريون بالتلويح بمخاطر عدم الانفصال الثقافية/المجتمعية. إن الشعوب العريقة يرهبها الخوف من فقدان الهوية، وهى محقة فى ذلك. لكنها قد ترتكب أخطاء فى سبيل الحفاظ عليها. لقد اتسع صدر «المملكة المتحدة» لعقود طويلة لأبناء دول الكومنولث، ولكثير من المهاجرين من مستعمراتها السابقة، ومن بينها مصر. ولكن، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى جاءها ملايين الأفراد من أوروبا الشرقية وغيرها. من بينهم لو صحت الأرقام، أربعة ملايين من بولندا. وهنا ظهرت «رهبة فقدان الهوية»، وهى تسمية قد ينتقدها كثيرون، لكن نتيجة الاستثناء توحى بها، وإن كانت حسابات المصالح الوطنية المستقبلية فى زمان العولمة قد لا تقرها. وهذه هى خطورة تحكم أى عنصر إرهابى، نمطى أو غير نمطى، فى فكرنا وفعلنا..

ونكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات