اخبار السياسه بالصور| الإسكندرية تنتفض لإنقاذ "كلب" من بين صخور البحر

قاده القدر للسقوط بين صخور مصدّات أمواج البحر، والمكوث بينها لأكثر من 20 يومًا بعيدًا عن أعين الناس، دون طعام أو شراب، لم يتوقف عن النباح؛ لعله يجد من يسمعه ويخرجه من مأزقه، لا سيما وهو "جرو" صغير لا يمتلك سوى صوته للاستغاثة بمن حوله، يواجه الموت يوميًا إلا أنَّه لم يفقد الأمل في أن ترسل له السماء من يقف إلى جانبه، ويعيده للحياة من جديد.

في اليوم الـ16 داخل محبسه بين تلك الصخور العملاقة المرصوصة في منطقة كليوباترا بالإسكندرية، يصل صوت نباحه إلى أحد سكان المنطقة، وهي فتاة تدعى "مريم" التي حاولت جاهدة إخراج الكلب من بين الصخور، إلا أنَّها فشلت، ولكنها لم تستسلم فقررت مساعدته من خلال إلقاء المياه والطعام له حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة، لحين البحث عن سبيل أو طريقة جديدة لإخراجه.

انتقل أمر "الجرو" من مريم إلى مجموعة من المهتمين بحقوق الحيوان في الإسكندرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دشنوا حملة كبيرة لمحاولة إنقاذ هذه الروح من محبسها، وبالفعل بدأوا في التواصل مع شركات معمارية كبرى، من بينها "المقاولون العرب"؛ لمساعدتهم من خلال ما يمتلكونه من أدوات في إزالة الصخور، إلا أنَّ الشركة لم تتمكن من بدء عملها في ظل عدم وجود موافقة من قوات حرس الحدود، ومحافظة الإسكندرية.

انتشار القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض مساعدات الأشخاص ساهمت في وصول الأمر إلى محافظ الإسكندرية المهندس محمد عبدالظاهر، الذي تعاون مع هؤلاء الأشخاص في إنقاذ الجرو، حيث تمَّ بالفعل الحصول على الموافقات الخاصة ببدء العمل، وتمكَّنت حفارات "المقاولون العرب" في تحريك الصخر قليلًا، لإفساح مساحة كافية لنزول أحد الشباب وإخراج الكلب.

جهود 3 أيام من السادسة صباحًا حتى الثانية عشرة ليلًا، تكللت بالنجاح مساء أمس الاثنين، حينما تمكَّن الشباب من إخراج الكلب، وكتابة شهادة ميلاد جديدة له، لينتقل من الحياة بين الصخور والشارع، إلى منزل "مريم"، التي قررت أن تحتفظ به في منزلها، كما قرروا إطلاق اسم "صخرة" عليه، وفقًا للموقف الذي كان يعيش فيه.

"هناك أشخاص يحاولون تتفيه الأمر، ولكنهم لا يعلمون كيف أن تلك القصة سترفع من اسم مصر أمام العالم، لاسيما في ظل تكاتف مؤسسات الدولة لإنقاذ كلب"، كلمات قالتها شيماء الجنايني، عقب إخراج الكلب الصغير من بين الصخور، وسط حالة من البهجة التي تعيش فيها، خاصة في ظل الاهتمام الكبير من المسؤولين.