اخبار السياسه أمين «مفتاح كنيسة القيامة»: إلغاء رحلات الحج إلى الأراضي المقدسة.. والساحات دون زوار

قال أديب جواد الحسينى، أمين مفتاح كنيسة القيامة فى القدس، إنّ هناك تعميماً صدر من قبَل رؤساء الكنائس باقتصار احتفالات عيد القيامة على الصلوات فقط، احتجاجاً على الحرب الدامية التى تشهدها غزة والضفة الغربية، لافتاً إلى أن المسلمين والأقباط أبناء شعب واحد ويعيشون فى خندق واحد.

حدِّثنا عن عيد القيامة و«سبت النور» هذا العام.

- نظراً للأوضاع السائدة فى الأراضى المقدسة، بسبب الإبادة الجماعية اليومية التى يواجهها سكان غزة، بجانب التهديدات الإيرانية وإطلاق الصواريخ على الأراضى المقدسة، وإلغاء الطيران المتوجه إلى الأراضى المقدسة، لن نستقبل زواراً ولا حجيجاً هذا العام، إذ تم إلغاء عشرات الآلاف من زيارات الحجيج ورحلات الحج إلى الأراضى المقدسة، أما من ناحية الاحتفالات بعيد الفصح المجيد، فقد تم الاتفاق بين رؤساء الكنائس على أن تقتصر الاحتفالات على الصلوات فقط، وبالنسبة للكشافة سيتقدمون زفة سبت النور المتعارف عليها، وهى من «ستاتيكو سبت النور» لكن الكشافة سترفع فقط الأعلام دون العزف على آلاتها الموسيقية، وعادات الاحتفالات الدينية بيوم سبت النور ستكون كما هى، بداية من تفتيش مقمورة القبر المقدس، وختم القبر المقدس بختم أمين مفتاح كنيسة القيامة، والدخلات الرسمية لرؤساء الكنائس المختلفة، وزفة سبت النور الدينية، ودخول بطريرك الروم الأرثوذكس غبطة البطريرك ثيوفيلوس مع وفود الكنيسة، وخروج النور المقدس وتوزيعه على كنائس الأراضى المقدسة وعلى كنائس المعمورة وكل هذا سيكون كالمعتاد ولن يتغير فيه شىء.

أديب جواد الحسيني: الاحتفالات ألغيت لعدة أسباب منها حرب الإبادة الجماعية واقتحام المستوطنين للقرى

ما سبب إلغاء الاحتفالات بعيد القيامة هذا العام؟

- الاختلاف هذا العام جاء لعدة أسباب، من بينها الحرب على غزة والإبادة الجماعية لأطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها، والسبب الثانى هو اقتحامات الضفة الغربية من قبَل قوات الاحتلال الإسرائيلى وقتل العشرات من الشبان وهدم البنية التحتية، والسبب الثالث هو اقتحام المستوطنين لقرى الضفة الغربية والاعتداءات على المواطنين السالمين فيها وحرق البيوت والممتلكات العامة والخاصة، والسبب الرابع هو الاعتداء على الكنائس والمساجد ورجالات الدين واستباحة المقابر والتنكيل بها.

هل إلغاء الاحتفالات يشبه إلغاء احتفالات عام «كورونا»؟

- «كورونا» كانت جائحة تفشت فى الأرض وما عليها، وهناك اختلاف ما بين مرض ضرب بقاع الأرض عامة، وبين حرب إبادة أودت بحياة عشرات الآلاف من الأرواح ومئات الآلاف من الجرحى، والمئات من المفقودين، ناهيك عن الجوع والعطش الذى يعيشه أهل القطاع تحت وطأة هذه الحرب الشرسة، فهناك فرق شاسع بين الفيروس وحرب الإبادة.

نعيش في حزن دائم بسبب جرائم الاحتلال.. ونناشد دول العالم التدخل لوقف إطلاق النار

تحملتم أمانة مفتاح كنيسة القيامة على مدار سنوات.. ما الحدث الأصعب الذى مررتم به؟

- الأراضى المقدسة تعيش حزناً دائماً، والشعب الفلسطينى عاش نكبات عدة منذ مئات السنين، كل يوم يمضى نذوق بؤس الحياة، وها نحن اليوم وفى زمنى أميناً على مفتاح كنيسة القيامة نعيش فى ظل احتلال غاشم للأراضى المقدسة وكل يوم يخرج علينا الاحتلال بمذاق مُر، فلا يمضى يوم إلا وهناك شهيد أو أسير، ناهيك عن التنكيل بمن يعيشون تحت حكم جائر من قبَل الاحتلال، فالاحتلال لا يعرف السلام، وهو اليوم من يقود المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة، العالم كله فى غنى عنها.

هل تلقيتم أى تعليمات بخصوص الاحتفالات من جهات رسمية؟

- هناك تعميم صدر من قبَل رؤساء الكنائس بأن تقتصر الاحتفالات بعيد الفصح المجيد على الصلوات فقط، وذلك احتجاجاً على الحروب الدامية التى تشهدها غزة والضفة الغربية.

هل هناك تضييق على زائرى كنيسة القيامة كما رأينا فى «الأقصى» خلال عيد الفطر؟

- هذا العام بالتحديد لا يوجد حجيج ولا زوار منذ 7 أكتوبر، ومنذ بدء الحرب على غزة تم إلغاء آلاف الرحلات الجوية، وكان هناك تشويش على مطار تل أبيب، وبسبب الأوضاع السياسية والأمنية التى تشهدها الأراضى المقدسة تم إلغاء رحلات تضم عشرات الآلاف من الزوار والحجيج إلى الأراضى المقدسة.

تأثير الأحداث على المقدسيين

الحرب على غزة أثرت تأثيراً كبيراً على الحياة فى مدينة القدس، فهناك الآلاف من سكان مدينة القدس لهم أقارب وأصدقاء فى غزة تفرقت بهم السبل، فالقدس اليوم يسودها حداد فى العائلات التى فقدت أقاربها فى غزة، ناهيك عن انهيار الوضع الاقتصادى فى القدس التى تعيش على موسم الزوار والحجيج والذين يزورون الأراضى المقدسة، فالحياة الاقتصادية أصبحت معدومة تماماً منذ بدء الحرب على قطاع غزة.