اخبار السياسه ماهر عبد العزيز يروي مفارقات وكواليس 36 عاما في العمل الإذاعي

36 عامًا قضاها الإذاعي المخضرم ماهر عبد العزيز أمام ميكروفون الإذاعة، يجاور ويحاور رموز الوطن العربي والعالم من رؤساء دول وسياسيين بارزين إلى فنانين وأدباء، وشخصيات دينية بارزة، ليكن بداخله امتنان كبير للإذاعة كونها السبب في لقائه بأبرز الشخصيات العالمية. 

ماهر عبد العزيز: الإذاعة ستظل محتفظة بمستمعيها

وقال الإذاعي المخضرم ماهر عبد العزيز رئيس راديو مصر السابق ورئيس راديو النيل، إن الإذاعة ستظل محتفظة بمستمعيها، كونها الوسيلة الأسهل والأرخص للوصول للجمهور، فهي تصل للمستمعين في كل مكان وقائد السيارة لا يمكنه مشاهدة التليفزيون، ولا يمكنه الدردشة على السوشيال ميديا، وإنما يمكنه الاستمتاع بالإذاعة.

تطور المحتوى بالإذاعة ليتناسب مع سرعة العصر 

وأضاف «عبد العزيز» في تصريحه لـ «الوطن»، أنه بتكلفة بسيطة هي ثمن الراديو يمكن نقل العالم كله إلى جانبك، مشيرًا إلى أن المحتوى تطور مع تطور العصر وهو أمر طبيعي، خاصة مع تطور المجتمع والحياة واللغة وسرعة الحياة اليومية.

الفرق بين الإذاعيين قديمًا وحديثًا 

وتابع أن مذيع الراديو قديمًا كان يبدأ حديثه قائلًا: «أعزائي المستمعين، أهلًا بكم معنا وهذا اللقاء الجديد، هنا البرنامج، ثم يتم القطع بموسيقى ثم العودة مرة أخرى للمذيع، ليبدأ المذيع حديثه بأنه في هذا اللقاء نتناول هذا الموضوع ويكمل حديثه، وكان المذيع يلتزم بعدد كلمات معين في الدقيقة، وهو ما تغير الآن نتيجة سرعة لأداء، فأصبح المذيع يبدأ برنامجه قائلًأ: أعزائي المستمعين أهلا بكم ويسترسل في العرض».

مفارقة بتواريخ التعيين والتقاعد 

وأشار «عبد العزيز»، إلى مفارقة طريفة وصدفة غريبة، بعد تسلم عمله بالإذاعة من رئيس الاذاعة القدير فهمي عمر، إذ تصادف أن يكون تاريخ تعينه هو نفسه تاريخ التقاعد يوم 21 يناير، إذ تسلم عمله عام 1986 وتقاعد عام 2019، لافتًا إلى أن عمله بالإذاعة ملئ بالذكريات كونه قضى عمره كله داخل مبنى الإذاعة، الذى رأى من خلاله الدنيا كلها على حد قوله، وتمكن خلال هذه الرحلة من السفر إلى 30 دولة، من بينها بعض الدول زارها أكثر من 15 مرة، معربًا عن امتنانه للإذاعة التي جعلته يجالس ويحاور شخصيات لم يكن يحلن برؤيتها بالواقع.

 

حوارات مع نيلسون مانديلا وبطرس غالي وشخصيات عالمية بارزة 

وعن أبرز ضيوفه ببرامجه الاذاعية يروي «عبد العزيز»، أنه أستضاف نيلسون مانديلا وكل رؤساء دول حوض النيل والفنان العالمي عمر الشريف ووديع الصافي وسعد عبد الوهاب والشيخ الشعراوي والبابا شنودة والبابا تاوضروس ومحمد حسنين هيكل والدكتور بطرس بطرس غالي، منذ أن كان مساعد وزير خارجية وحتى أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة وحتى بعد عودته وقبل وفاته بشهر.

موقف طريف للتسجيل مع عمر الشريف

«يوم لا أنساه سجلت فيه مع الفنان العالمي عمر الشريف عام 1992 وكان وقتئذن مقيم بالخارج ونادر الظهور بمصر، إذ فوجئت به خلال تغطية أحد المؤتمرات بالإسكندرية، بعنوان الإسكندريات ويضم كافة المدن التي تحمل نفس الاسم حول العالم ويبلغ عددها أكثر من 40 مدينة، وكان هذا هو المؤتمر الأول بالإسكندرية الأم»، بحسب الإذاعي ماهر عبد العزيز، مشيرا إلى أنه أفصح عن رغبته في تسجيل حوار مع عمر الشريف، غير أنه لم يتلقى أي تشجيع، حيث أخبره زملاؤه أن الفنان لا يسجل لقاءات اذاعية أو تليفزيونية بسهولة، وأنه يقدم يسجل مع إذاعيين بعينهم، غير أنه بادر لاغتنام الفرصة كما تعود بمدرسة الإذاعة.

وتابع «عبد العزيز»، أنه فاجئ النجم العالمي عمر الشريف الذي كان يجلس بوضعية أنيقة ويضع قدم فوق الأخرى، بوضع يده على ظهره من الخلف بقاعة الشاطبي، فالتفت الشريف ليجد «عبد العزيز» يحمل بيده «كاسيت» التسجيل والميكروفون ويباغته بسؤال بماذا تشعر وأنت في الإسكندرية؟، ليرد عمر الشريف مسترجعًا ذكرياته بأن هواء هذه المدينة هو أول هواء دخل صدره، وظل يسرد ذكرياته في أحياء الإسكندرية.

 

 وأكمل «عبد العزيز»: «كانت تلك اللحظة من أسعد اللحظات التي شعرت فيها بنجاحي المهني بعد التسجيل مع عمر الشريف رغم ندرة ظهوره الإعلامي، فضلا عن التقاط صورة له تُصنف على أنها نادرة». 

 

أساتذة الإذاعة المصرية 

وأوضح أنهم اعتادوا العمل في الإذاعة تحت ضغوط، ولابد أن يكون الذهن حاضرا دائمًا، ولا يمكن الاعتذار بسبب عدم التحضير، وقد يجد المذيع نفسه أمام شخصية بارزة فلابد أن يكون تحركه سريع ويغتنم الفرصة، معربًا عن امتنانه كونه تتلمذ على يد أساتذة كبار من أمثال صبري سلامة ووجدي الحكيم وجلال معوض وسعد زغلول نصار وآمال فهمي وشفيقة المهندس وهالة الحديدي وميرفت رجب.

 

اللغة السواحلية 

وأشار إلى أن اتقانه للغة السواحلية وهي لغة دول شرق أفريقيا كانت سبب دخوله للإذاعة، فلم يكن يعلم أن اتقانه لهذه اللغة بعد دراستها في الأزهر ستكون سبب في تحقيق حلم لم يكن يتوقعه وهو عمله في الإذاعة، معربًا عن أمله بأن تظل الإذاعة المصرية درة إنتاج الإعلام المصري.