اخبار السياسه صحف أمريكية: روسيا تجاهلت النظام العالمي وأغلقت الباب أمام الدبلوماسية

هاجم عدد من الصحف الأمريكية روسيا بعد قرار ضم 4 أقاليم أوكرانية لأراضيها، معتبرين أنها انتهكت القانون الدولي وأنهت أي فرصة للدبلوماسية، إذ قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية ، ينتهك القانون الدولي، ويزيد من تصعيد الصراع العسكري في أوكرانيا وإطالة أمده، كما يزيد من حدة المواجهة بين موسكو والغرب، إضافة إلى عزلة روسيا.

الخطوة تؤسس لمطالب روسيا بأراضٍ أوكرانية

وتابعت الصحيفة أن خطوة ضم تلك المناطق، رغم رفضها بالفعل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وقادة العالم الآخرين باعتبارها غير قانونية وغير شرعية، إلا أنها تؤسس لمطالبة روسيا بنحو 40 ألف ميل مربع من الأرض، أو نحو سُبع الأراضي الأوكرانية، كما أن تلك الخطوة بالغة الأهمية، فهذا الاستيلاء على الأرض لا مثيل له تقريبًا في العصر الحديث، وينذر بعواقب خطيرة، في الوقت الذي حذرت روسيا فيه من أنها سترد على أي هجمات على الأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها كما لو كانت روسيا هي نفسها ، وربما حتى بأسلحة نووية.

كما انتقد جوتيريش، في بيان بمقر الأمم المتحدة، خطة الضم باعتبارها انتهاكًا صارخًا للمبادئ الأساسية للأمم المتحدة من دولة لها مقعد دائم في مجلس الأمن، وقال جوتيريش إن أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستخدام القوة هو انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

الضم يغلق الباب أمام أي حل دبلوماسي

وتغلق خطوة الضم الباب فعليًا أمام أي حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا، ويحذر المحللون العسكريون من صراع طويل الأمد وفتاك على نحو متزايد، بينما يحذر الخبراء من أن خطة روسيا لإرسال مئات الآلاف من التعزيزات إلى الجبهة قد لا تكون كافية لتحقيق مكاسب عسكرية جديدة، لكنها قد تمكن روسيا من وقف تقدم أوكرانيا والاحتفاظ بأراضي محتلة بالفعل.

فيما قالت مجلة «أتلانتيك» الامريكية إن حرب روسيا في أوكرانيا تعد حربًا على النظام العالمي والقانون الدولي، وهي الفكرة التي أيدها الأوروبيون وأمريكا الشمالية، ومعظم دول العالم والأمم المتحدة نفسها، فأحد المبادئ الأساسية لهذا النظام العالمي هو أن الدول الكبيرة لا ينبغي أن تكون قادرة على الحصول على أجزاء وأراضي من البلدان الأصغر، وأن العقاب الجماعي للسكان بأكمله أمر غير مقبول، وأن الحدود لها أهمية دولية ولا يمكن تغييرها من خلال العنف أو الحرب.

روسيا تجاهلت النظام العالمي

وأضافت المجلة أن روسيا تجاهلت بالفعل هذه الفكرة في عام 2014، عندما ضمت شبه جزيرة القرم، وفي ذلك الوقت قام أيضًا بإجراء استفتاء، أقنع العديد من الغرباء بأنه كان له بعض المصداقية، وعلى الرغم من أن بعض العقوبات تبعت ذلك، فإن العالم أعطاه إلى حد كبير تبريرا، واستمرت التجارة والدبلوماسية مع روسيا.