اخبار السياسه صور الفنانين على العجلة.. «عم حنفي يجوب الشوارع ليذكر الناس بنجوم زمان»

أعلى كوبري السادس من أكتوبر، هناك حيث الطريق سريع، والسيارات التي اتخذت مكانها تحت يد قائديها، الشمس سطعت في صباح الأمس حامية، وانكسرت على رأس رجل ستيني على الجانب الأيمن من الكوبري، يسير بدراجة متهالكة، يقف برهة على الرصيف ليستريح من عناء الرحلة، وينظر خلفه إلى لوحة كبيرة تحمل صور بالأبيض والأسود، تحوي لقطات قديمة لنجوم من زمن الفن الجميل، وينظر إليهم بابتسامة فخر قائلًا: «يا سلاااام ياريت زمانكم يرجع تاني».

حنفي محمود، رجل تخطى الـ60 من عمره، بسيط الملامح والهيئة، يركب دراجته ويعلق عليها لوحة كبيرة، واجهتها الأمامية تحتوي على عشرات الصور للفنانين الرجال القدامى، أما واجهتها الخلفية فتحمل أيضًا عشرات الصور لفنانات الزمن الجميل، يرى أنهم كنز ثمين يجب على الجميع معرفته، وتذكره دائمًا.

عم حنفي: زمن الفن الجميل تراث.. والشباب لازم يعرفوا نجومه

قطعة قديمة من القماش يحملها «حنفي» في يده، ينظف بها اللوحة التي صممها بيده، ويقول لـ«الوطن»، إنه عاش طفولته مع هؤلاء الفنانين، تعلم منهم الأخلاق والقيم، ورأى فيهم القدوة والطباع الحسنة، وعلم من فنهم نهاية الشر الحتمية، وإن الخير سينتصر ولو بعد حين، أما الفنانات فأحب الكثير منهن وكنَّ فتيات أحلامه، لذا أحب زمن الفن الجميل وأعماله ودائمًا ما يحاول التحدث عن نجومه متى أتاح الوقت.

حيلة بسيطة فعلها «عم حنفي» لتصبح ذكريات الفنانين الذين أحبهم أمامه دومًا، جلب قطعة خشبية خفيفة وعلق عليها لوحة بيضاء، ومن فوقها صور للفنانين والفنانات، يعلقها على جراجته من الخلف، ويجوب بها شوارع المحروسة، وكلما ذهب لمكان رأى المارة الصور، وهو ما يكون بمثابة نجاح لفكرته التي يريد توصيلها.

يسعى ابن منطقة بولاق الدكرور أن يعرف الجيل الجديد بنجوم زمان، خاصة الشباب الصغار، «أنا اتريت على إيد الفنانين دول وعرفت منتهم يعني إيه حياة، الشبب لازم يعرفوهم ويشوفوا أعمالهم، وبمشي من بيتي بلف في كل مكان بالصور دي، لأن لازم الكل يعرف قيمة الناس دي، دول تراث فني عظيم مينفعش نهمله».

من خلف علم مصر الصغير الذي علقه فوق دراجته، يجلس وهو يسند بقدمه اليمنى على الرصيف ويقول بعين داعبتها الدموع، «الصور دي بتونسني في مشاويري، بكلمهم ويكلموني.. أنا لو عيشت عمري كله ألف بالعجلة عشان أوريهم للناس مش هزهق.. دول عشرة عمر».