اخبار السياسه موجة حر وجفاف غير مسبوقة.. «الوطن» ترصد تأثير التغيرات المناخية في إيطاليا

موجة حر وجفاف غير مسبوقة.. «الوطن» ترصد تأثير التغيرات المناخية في إيطاليا

مصير غامض ينتظر نهر «التيبر»، الإيطالي، بعد توقعات بجفافه بسبب التغيرات المناخية التي ضربت إيطاليا بطريقة غير مسبوقة هذا العام، لدرجة دفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق مختلفة نتيجة الجفاف الناجم عن قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، لتواجه الدولة العجز المائي في أراضي الأقاليم والمقاطعات الواقعة ضمن أحواض المقاطعات ومنطقة «بو»، وجبال الألب الشرقية.

حالة طوارئ وإغاثة عاجلة لمدن إيطالية

«الوطن»، عايشت واحدة من أكثر موجات الارتفاع في درجات الحرارة التي شهدتها إيطاليا خلال الأسابيع الماضية والتي دفعت رئيس الوزراء الإيطالي «متريو دراجي»، إلى إعلان حالة طوارئ  بعدما وصل منسوب مياه نهر التيبر الذي يتدفق عبر وسط إيطاليا وروما لأقل مستوى له منذ سنوات لدرجة هددت المراكب التي تسير فيه بالجنوح وظهرت آثار جسور كانت تحت مياهه قبل قرون. 

 ورصدت الحكومة  37.5 مليون دولار من أموال الإغاثة لمناطق «إميليا رومانيا وفريولي فينيتسيا جوليا ولومباردي وبيدمونت وفينيتو».

وقال الدكتور «ستيفانو سيافاني»، رئيس مؤسسة «ليغامبيانتي»، البيئية العاملة في مجال البيئة ومواجهة التغيرات المناخية ان السنوات الثلاث الماضية شهدت تراجعًا ملحوظًا في هطول الأمطار وارتفاع في درجات الحرارة  لدرجة هددت العديد من المسطحات المائية ليس في روما فقط بل في الكثير من المدن الإيطالية وفي مقدمتها ميلانو التي اتخذت الإدارة المحلية بها قرارات هامة للحد من استهلاك المياه في ظل موجة جفاف غير مسبوقة خلال السنوات الماضية والارتفاع العام في درجات الحرارة  بخلاف موجات التذبذب الشديدة التي تشهدها ممرات فينيسيا المائية ما بين انخفاض في المنسوب وفيضانات في أوقات أخرى. 

حالة طوارئ مناخية 

وتابع «سيافاني»: «فرضنا حالة طوارئ مناخية كاملة مع تداعيات واضحة وخطيرة أيضًا على الأراضي الوطنية..  الجفاف في وادي بو وموجات الحرارة المستمرة والدمار الناجم عن الأحداث الجوية الشديدة هي جوانب من نفس العملية الدراماتيكية التي يجب على المرشحين لحكم البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة توضيحها وفي مقدمتها الحلول التي يريدون وضعها في الميدان والتحدث عن حلول لمشكلة ارتفاع أسعار الفواتير، واقتراح عودة غير محتملة إلى الطاقة النووية، وهو الخيار التكنولوجي الأغلى الآن ونتوقع مقترحات ملموسة  لمساعدة العائلات والشركات وتحرير إيطاليا أخيرًا من الاعتماد على الطاقة من الخارج بسبب التوترات والحروب».

14700147441660143742.jpg

التحول البيئي الإيطالي

وأضاف: «حان الوقت لتقديم مقترحات حول الانتقال البيئي الحقيقي الذي لم نقم بممارسته حتى الآن ففي الخريف، سنكون متأثرين بالحكومة والبرلمان الجديدين حتى نتمكن من الانتقال من الأفكار الجيدة إلى الحقائق الملموسة التي تخدم التحول البيئي الإيطالي ومنها محطات الهضم اللاهوائي لإنتاج السماد العضوي والميثان الحيوي، ومزارع الرياح على التلال وفي البحر، والبنية التحتية للسكك الحديدية لتحديث نقل الأشخاص والبضائع بالسكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد، وتقليل استخدام مبيدات الآفات وتوفير الدعم اللازم للزراعة العضوية بعد إقرار القانون».

وحدات شمسية في المنازل.. حل بيئي لمواجهة التغيرات المناخية

«لورونز بيسوفيرو»، المتحدث باسم حملة المنتجات الخضراء في إيطاليا، أكد انخفاض كمية الأمطار بمقدار النصف منذ نوفمبر الماضي فضلا عن انخفاض كمية الثلوج بنسبة 70 % ما أدي إلى منع تدفق المياه في البحيرات ما يستوجب تسريع عملية التحول الأخضر، لذا تم طرح مشروع رائد لخفض استهلاك الكهرباء من خلال الوحدات الشمسية الصغيرة التي يتم وضعها على أسطح المنازل للأسر غير القادرة على شراء تلك الوحدات وهو مشروع عام يتم تنفيذه بعدد من المدن الإيطالية كما يتم التحول التدريجي لاعتماد منتجات خضراء صديقة للبيئة ويتم طرحها في مختلف المحال والمرافق العامة هذا إلى جانب حملات التوعية للحد من استهلاك البلاستيك بالفنادق والمنتجعات السياحية والمناطق الاثرية التي تأثرت بدورها بشكل كبير جراء التغيرات المناخية هذا إلى جانب اعتماد وسائل النقل المستدامة والتي تنتشر في مختلف المدن الإيطالية وربطها بالتطبيقات الحديثة على هواتف المحمول.

6266089751660144275.jpg

3378983061660144282.jpg

وأشارت منظمة «سولديريتي»، الزراعية في الاتحاد الأوروبي في بيان لها، إلى أن الجفاف دمر 30 % من إجمالي محصول الأرز الإيطالي موضحة أن الدمار الذي أصاب المحصول جاء في وقت صعب بشكل عام للصناعة لأنها خفضت بالفعل زراعة البذور بمقدار 10000 هكتار نتيجة الزيادة القاسية في تكاليف الإنتاج التي سببتها الحرب الأوكرانية.

ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة 

وتشهد الدول الأوروبية حاليًا ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة وأمطار قليلة وانخفاض مناسيب المياه ومنذ ستة أشهر فقط  اختفت قطعة من الأرض المتصدعة بأمتار من المياه سريعة الجريان وهو ما يثير قلق نشطاء المناخ ومزارعي الأرز والأشخاص الذين يعيشون علي طول نهر بو وكان هطول الأمطار ضئيلاً خلال أشهر الصيف الماضية مما أدي إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة إلى جفاف أجزاء كثيرة من جنوب أوروبا ويشعر مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون هناك أيضاً بأثار التغيرات المناخية.

11977967211660143657.jpg

وأشارت بعض التقارير إلى أن هذه الأحداث التي تشهدها دول أوروبا والعالم أيضاً بفعل التغيرات المناخية يجب أن ندرك من خلالها حقيقة أن المياه مورد ينبغي الاهتمام به، ويعد الحد من كمية المياه المستخدمة أحد الحلول لكن الكثيرين يجادلون بأنها ليست جذرية بما يكفي في هذا السباق مع الزمن، حيث تتنبأ أن العام المقبل قد يكون أسوأ وأن درجات الحرارة سترتفع وموجات الجفاف يمكن أن تستمر لفترة أطول من المعتاد.      

6266089751660144275.jpg

 

 

8166810261660143661.jpg

13036413141660144277.jpg771455631660144280.jpg

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى