اخبار السياسه خبير مناخ ألماني لـ«الوطن»: مصر تحولت إلى مركز لإنتاج وتصدير الطاقة

خبير مناخ ألماني لـ«الوطن»: مصر تحولت إلى مركز لإنتاج وتصدير الطاقة

تستضيف مصر مؤتمر التغير المناخي «cop 27» خلال شهر نوفمبر المقبل، ويعد المؤتمر حدثًا مهمًا عل الصعيد الدولي نظرًا لتناوله قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على كل دول العالم.

يقول الدكتور كريستوف هوفمان، البرلماني الألماني في «البونستاج»، والخبير في التغير المناخي، أنّه على دول العالم تغيير مفهومها في التعامل مع التشجير والغابات حتى نستطيع الحياة على الأرض. وأكّد «هوفمان»، في حوار مع «الوطن»، أنَّ تكاتف الدول خاصة الدول المتقدمة بات ضرورة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية وتطرق في حواره إلى العديد من القضايا المتصلة بهذا الملف، فإلى نص الحوار: 

- كيف تساعد أوروبا البلاد النامية وعلى رأسها مصر، في إعادة تدوير القمامة وتحويلها إلى طاقة؟

في جميع المدن الساحلية يجب أن يكون هناك نظام لإدارة المخلفات عبر الجمع الأولي، ثم تدشين وحدة لتوليد الكهرباء من القمامة، وخلال الفترة الأخيرة أشرفنا على مشروع تجريبي في غانا، إذ اتضح أن هذه الوحدة قادرة على التعامل مع القمامة وتحويلها إلى طاقة.

الفكرة الآن هي تكرار هذا النموذج في عدة بلدان لتقليل التكلفة، إذ تعمل وكالة التنمية الألمانية «GIs» في العديد من الدول على أنظمة إعادة التدوير، لكن من الصعب فرز كل القمامة إن لم يكن مستحيلًا -على الأقل بالنسبة للمكبات القديمة- وهذا جزء من استراتيجيتنا للحد من مخلفات البلاستيك في المحيط.

- كيف نتجنب عواقب أزمة تغير المناخ؟

تغير المناخ ماضٍ في طريقه والتداعيات تزداد عامًا بعد عام، والخيار الوحيد لدينا هو تقييد تلك التداعيات بحيث لا يتخطى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، 4 درجات، ونرى حاليًا عواقب ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة ويمكنك أن تتخيل كوكب الأرض حال ارتفاع الحرارة 4 درجات، فعلى الأرجح ستكون نهاية العالم، وهناك العديد من المبادرات، بينها مبادرة شخصية لي، وعلينا أن نتوقف عن تجريف الغابات والحث على مبادرات التشجير في كل الدول.

والطريقة الأكثر فاعلية هي دعم التشجير في المناطق الاستوائية الرطبة، لأن نصيبها من ثاني أكسيد الكربون في الغابات أكثر بخمس مرات مما هو عليه في وسط أوروبا، إلى جانب خلق طريق مبتكرة للزراعة، سواء فيما يخص نظم الري أو استخدام النباتات المعدلة وراثيًا لمنح الإنسان القدرة على تحمل المزيد من درجات الحرارة والجفاف، ويجب أن تتضمن خطط مواجهة التداعيات المناخية أيضًا حماية الشواطئ من ارتفاع منسوب مياه البحار سيكون استثمارًا ضخما فقط للبقاء في المستوى الذي نعيش فيه.

- ألمانيا هي إحدى الدول المتأثرة بتغير المناخ، وشهدت مؤخرًا حرائق وارتفاع شديد في درجات الحرارة، فكيف تساعد الدول النامية؟

نحاول في ألمانيا دعم الدول النامية لتكييف زراعتها مع الابتكار، كما يمكن للتقنيات الحديثة ضمان إنتاجية أكبر من نفس رقعة الأرض الزراعية إلى جانب تنويع المحاصيل، خاصة أن الاعتماد على القمح في بلاد لا ينمو فيها القمح ليس فكرة جيدة، ويمكن تحسين المحاصيل الغذائية التقليدية عبر استنباط البذور، ونحن نعمل على تعظيم مشروع «السور الأخضر العظيم» في منطقة الساحل.

نتمنى وجود نماذج كثيرة من «إيلون ماسك» حول العالم 

- كيف نواجه هذا التحدي المتمثل في تغير المناخ؟ 

علينا جميعًا أن نتخلص من الوقود الأحفوري إلى الأبد ويجب أن نعتمد على الطاقة المتجددة من الألواح الشمسية أو طواحين الهواء وهناك إمكانات هائلة خاصة في شمال إفريقيا، وعلينا المضي قدمًا بشكل أسرع، وأتمنى أن يكون هناك الكثيرين مثل إيلون ماسك للاستثمار في محطات الطاقة المتجددة.

- هل هناك استثمارات لمساعدة دول الشرق الأوسط ومصر على حل مشكلة المناخ؟

مصر تحولت بالفعل إلى مركز للطاقة وتصديرها، ويمكن أن تحل مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسهولة محل الطاقة الأحفورية، وسيكون إنتاج الهيدروجين الأخضر للاستخدام الخاص والتصدير فرصة كبيرة لمصر خلال الفترة المقبلة.

يجب التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري خلال 20 عامًا

- ما أوجه التعاون في مؤتمر تغير المناخ المنعقد بمصر؟

مؤتمر المناخ مهم للمضي قدمًا في مواجهة التداعيات، ولكي أكون صريحًا، إذا لم تتعاون الصين والولايات المتحدة لإيقاف استخدام الوقود الأحفوري خلال 20 عامًا مقبلة، فسيكون كل هذا عبثًا، لذا إذا كانت هناك إرادة سياسية كافية من جميع الدول فسيكون هناك حل.

مؤتمر المناخ سيناقش الأضرار المناخية والسبل المتاحة لمواجهتها، لكن الشيء الأكثر أهمية هو الوصول إلى نهاية سريعة لحرق الوقود الأحفوري، فهو يتعلق ببقاء الجنس البشري.

- يقال إنَّ الفترة التي مر بها العالم بسبب «كوفيد -19» والإغلاق الكامل والجزئي، أكّدت أنَّ الغلق أدى إلى تحسن الظروف المناخية وانغلاق طبقة الأوزون، هل هذا صحيح؟

خلال أزمة «COVID-19»، شهدنا نقلًا أقل واستخدامًا أقل للوقود الأحفوري لكن مستويات ثاني أكسيد الكربون لا تزال في ارتفاع وإذا تمكّنا من زراعة 350 مليون فدان من الغابات الجديدة، فسوف تنخفض درجات الحرارة على كوكب الأرض بمقدار 0.15 درجة، وهذا يوضح الجهود الضخمة التي ستكون مطلوبة، إذ تستغرق زراعة تلك المساحة من الأشجار 10 سنوات، أما بشأن وجود تحسن فيما يتعلق بطبقة الأوزون فهذا يرجع إلى حظر الاتحاد الأوروبي لـ «CKW»، وهو غاز صناعي كان يستخدم سابقًا كوسيط تبريد الضرر الذي يلحقه بطبقة الأوزون وليس له علاقة بتغير المناخ، لكنه مع ذلك مثال جيد على أنَّ البشرية كانت ذكية بما يكفي لإيقاف الضرر، وأتمنى أن يتمّ ذلك في مؤتمر الأطراف المقبل في شرم الشيخ.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى