اخبار السياسه حكاية راسب في الثانوية أصبح معيدا بالكلية: «إحساس العوض حلو أوي»

صدمة كبرى أصابت «مصطفى» وأسرته حينما رسب في مادتين خلال الثانوية العامة، ثم أدى الامتحانات في الدور الثاني ليرسب في الكيمياء مرة أخرى، ويضطر لإعادة السنة بينما دخل أصحابه الكلية كان هو لا يزال يحصل على الدروس الخصوصية، ونجح ولكنه حصل على 57% فلم يكن يدري أين سيذهب بذلك المجموع الضئيل، ولم يجد أمامه سوى كلية الخدمة الاجتماعية جامعة الفيوم انتساب فالتحق بها، وبسبب نظرات الجميع له على أنّه فاشل فاجتهد حتى أصبح معيداً في الكلية.

حصل على 57% في الثانوية

ويروي مصطفى فتحي عبدالغني، وشهرته مصطفى النواس 24 سنة، في حديثه لـ «الوطن»، أنّه فوجئ أثناء نتيجة الثانوية العامة عام 2017، برسوبه في مادتي الكيمياء والرياضة البحتة، فدخل دور ثان ولاحقته الصدمات حيث رسب في الكيمياء ثانيةً واضطر أن يعيد السنة مرة أخرى ونجح بالفعل ولكنه حصل على 57% فقط، ولم يكن يعلم أي كلية سيلتحق بهذا المجموع الضئيل.

مشاكل منعته من المذاكرة

وأضاف مصطفى النواس، أنّه أصيب بإحساس صعب لا يوصف، فلم يكن يتوقع أو يأتي في مخيلته أن يحصل على هذا المجموع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع خصوصاً أنّه كان متفوقاً جداً في الإعدادية ومراحل النقل بالثانوية، مرجعاً السبب إلى إصابته بضغط شديد، ولم يركز في المذاكرة لمروره ببعض المشاكل، مؤكداً أنّ أسرته كانوا في صدمة وغير قادرين على استيعاب ما حدث وأصبحوا مشتتين بين آلامهم وأحلامهم بمستقلبه وبينه.

لم يتحمل نظرات الناس له

وأوضح أنّ نفسه عزيزة جدًا، وجرحته نظرات الناس له على فاشل، فلم يستطع التحمل، وقرر أن يحول حياته الفاشلة إلى نجاح يضرب به المثل، وأخبر نفسه أنّ أمامه فرصة يجب أن يقتنصها وهي مرحلة الكلية، حيث دخل التنسيق ولم يجد أمامه سوى كلية خدمة اجتماعية جامعة الفيوم «انتساب»، فبدأ يسأل عنها قبل دخول الكلية، واكتشف أنّ أمامه فرصة عظيمة وقرر أن يستغلها.

اجتهد طوال سنوات الدراسة

وكشف أنّه اجتهد وذاكر كثيراً وأمسك بالفرصة ولم يتركها تهرب من بين يديه، فكان يحصل على جيد جداً مرتفع كل عام، حتى تم تعيينه معيداً في كلية الخدمة الاجتماعية، وكانت أول مرة يفرح فيها من قلبه، موضحًا: «إحساس العوض كان حلو أوي»، مؤكداً أنّ أسرته فرحت كثيراً واستقبلوا الخبر بالزغاريد.

من الاحتقار للاحترام الزائد

وأشار إلى أنّه نظرات الناس له تحوّلت من احتقار لشاب فاشل ليس له مستقبل، إلى تبجيل واحترام وتقدير، ولا يعقد أي مجلس مهم في قريته إلا ويتم دعوته أول الناس.

«الثانوية مش نهاية الكون»

وفي ختام حديثه، وجه مصطفى النواس، نصيحة لطلاب الثانوية العامة قائلاً إنّ الثانوية العامة ليست نهاية الكون أو الحياة، وطالما لا يزال المرء يتنفس يجب أن يعرف أنّ هناك حكمة لحياته، ناصحاً من لم يحصل على مجموع يجب أن يستغل نفسه جيداً وينسى الثانوية تماماً ويركز في القادم، وينظر لها على أنّها «ماتش وسط دوري كبير»، لذلك يجب أن يعافر الطالب في الكلية ويجتهد وسيحصد ثمار جهده قائلاً: «لكل مجتهد نصيب».